25-يونيو-2018

جوان تتر

ألترا صوت - فريق التحرير

بعد مجموعته "الموتى يتكلّمون هباء" (2017)، يعود الشاعر السوريّ جوان تتر لإصدار مجموعة شعرية جديدة تحت عنوان "كتاب الأشياء" (دار التكوين، 2018) بمنحة من "مؤسّسة المورد الثقافي".

جوان تتر: أحيانًا سطر واحد عن الحب سيكون كافيًا

اتّخذت المجموعة، وهي الثالثة في رصيد جوان تتر، من الذاكرة والواقع السوريّ الراهن بكلّ تفاصيله موضوعًا رئيسيًا لها، بالإضافة إلى الحديث عن الأشياء الصغيرة والكبيرة في الحرب. وبناءً على ما سبق، نهضت قصائد المجموعة البالغ عددها 100 قصيدة، على رؤية الشاعر الخاصة للمواضيع السابقة.

اقرأ/ي أيضًا: ريبر يوسف..الفعل المضارع ضد الموت

"ألترا صوت" التقى الشاعر جوان تتر الذي أشار إلى أنّ قصائد المجموعة الجديدة جاءت بأحجام مختلفة لعدّة أسباب، ويوضّح: "خذ مثلًا أنّني عندما كنت أريد كتابة شيء عن الحب، لا أجد ما أكتبه، فأكتفي بسطرٍ واحد. ومن جهة ثانية، أذكر أنّني كتبت قصيدة طويلة حين تذكّرت والدي. وأيضًا، في بعض الأحيان، وأثناء الكتابة، كنت أشعر بأنّني إن لم أتوقّف عن الكتابة قد أخرّب كلّ ما كتبته، ولذلك كنت أتوقّف، فتأتي القصائد بأحجام متفاوتة".

ويضيف في توضحيه: "أثناء كتابة المجموعة، كنت أعمل على رواية قاربت على الانتهاء، وكنت أشعر حينها بنوعٍ من الخلط بين العملين، ربّما لأنّني أساسًا دائمًا ما أشعر بأن لي قدمًا في الذكرى وأخرى في الواقع، هذا ما أعيشه حقيقةً في سوريا، ويمكّن أن تُسمّي الأمر نوعًا من الفوضى التي كانت سببًا رئيسيًا للوحدة التي كنت أعيشها في المنزل الذي أسكنه بمفردي منذ أربع سنوات، وأقضي فيه حياة رتيبة ومملة ولكنّها في الوقت نفسه حنونة. وكلّ ما ذكرته، كان يُسبّب ضغطًا هائلًا وشعورًا بالفشل".

كتاب الأشياء

يشير صاحب "هواء ثقيل" إلى أنّه تخلّص من شعوره هذا بإرساله للمجموعة إلى عددٍ من أصدقائه الذين فاجأوه بعباراتٍ وضعها على الغلاف الخلفي للمجموعة. ويقول هنا أنّه شعر بعد قراءة انطباعهم عنها أنّ سوريا لا تخصّه وحده، بل تخصّ كل من هم في هذا العالم. وأنّه أيضًا يعتبر نفسه ساعي بريد يعمل على نقل ما يعيشه وكلّ السوريين في سوريا.

يشعر حوان تتر أنّ سوريا لا تخصّه وحده، بل تخصّ كل من هم في هذا العالم

اقرأ/ي أيضًا: حياة الكتابة.. إنعاش الروح المتعبة بالخيال

وعن تصنيف نصوصه ووصفها، يقول محدّثنا إنّه لا يعرف إن كانت شعرًا أو نثرًا أو يوميات. مُفسِّرًا الأمر بأنّ ما تحمّله السوريين في سوريا على مدار سنواتٍ طويلة يفوق الوصف. ويختم حديثه هنا قائلًا: "تركيبتي النفسية يعرفها جميع الأصدقاء: القلق الدائم، الغضب، والانفعال السريع والمستمر. ولذلك، أشعر أحيانًا بأنّ جملتي العصبية قليلة وربّما نادرة".

يُذكر أن جوان تتر كاتب وشاعر سوري كردي من مواليد مدينة عامودا سنة 1984.


من الكتاب

السَّماء

يقولُ عنها الطفلُ: إنّها معلّقةٌ بحبالٍ عظيمَةٍ، لا عواميدَ إسمنتيَّة ترعاها وتُفرِج عن أنفاسها إن غَضِبَت، ولا ذكرياتَ تتكّئ عليها، ذرَّاتٌ من الغبارِ الطّليقِ تنقرُ بأناملها الدّقيقةِ أبوابَ الملائكةِ المُرتَجَة.

 

نورٌ شحيح

أتأخّر دائمًا في ترتيب الأحرف، لذا أقرأ الجملة مقلوبةً على ظهرها، لا يتعلّقُ الأمرُ بالغباء! لكن ربمّا لأن عيني تؤلمني وأنا أجهد في الاستيقاظ من الذكرى، أتأخّرُ كذلك في تنضيد ما يجب أن يُنَضدّ على عَجَل. هكذا. تسألني موظَّفةُ الحكومة: أيكفيكَ ذلك؟، لقد تأخَّرتَ أيضًا!"، أخبرها عن الألم في عيني، فلا تصدّقني، لا يقينَ مضاءً ينعكسُ على وجهي، ثم تزيح نظرتها لتعبث بأوراقٍ صفراء على طاولة ذات شكل دائري مثيرٍ للسخرية، ثمّ إنَّ المصباح فوق رأسها مباشرةً نوره شحيحٌ جدًا، أهمس لنفسي فتنتبه للأمر: -هل حدّثتني يا هذا؟ - لا مطلقًا، الضوء شحيحٌ فحسب!

 

المسدَّس

مَرَّغني أرضًا كرهُ السلاح.

 

اقرأ/ي أيضًا:

فرناندو بيسوا.. مذهب حدسي في الكتابة البوليسية

أشرف الحسّاني.. أفق الجمال بين الأدب والفن