04-مارس-2018

بينيلوبي كروز- جائزة سيزار

هل كان النّحات الفرنسي سيزار بالداكيني، الذي صمّم منحوتة الجائزة التي حملت اسمه عام 1976، يعلم أن الجائزة، التي تقام كل شهر شباط/فبراير في مسرح شاتليه في باريس، بإشراف أكاديمية الفنون وتقنيات السّينما، ستصبح منافسة لجائزة الأوسكار في الولايات المتّحدة الأمريكية؟

حصل فيلم "120 نبضة في الدّقيقة"،على جائزة أفضل فيلم في جزائز سيزار

تقدّم الجائزة في 29 حقلًا سينمائيًا، مثل أفضل ممثل وممثلة ومخرج وموسيقى أصلية وأوّل فيلم وفيلم وثائقي وفيلم رسوم متحرّكة وفيلم خيالي وسيناريو أصلي، بالإضافة إلى فروع لا نجدها عادةً في الجوائز السنيمائية الشّبيهة، مثل جائزة أفضل ملصق وأفضل فيلم فرنكفوني وأفضل فيلم إشهاري، مع منح جوائز خاصّة مرافقة، مثل السيزار الفخري منذ 1976، وجائزة دانيال توسكان دو بلونتييه منذ 2008، وكأس سيزار للتقنيات منذ 2011، وميدالية أكاديمية الفنون وتقنيات السّينما الذّهبية منذ 2015.

اقرأ/ي أيضًا: الفيلم الروماني "لا تلمسني" يحصد الدب الذهبي في مهرجان برلين

معظم جوائز هذه الدّورة عادت لأفلام تناولت قضايا إنسانية، تهمّ الفرنسيين والعالم أجمع، في إشارة من لجان التّحكيم إلى وجوب مضاعفة السينما باعتبارها فنّ الحياة، لانخراطها في أسئلة الإنسان وهواجسه، في عالم بات مبرمجًا على العنف والجريمة والإرهاب والكوارث المهدّدة لوجوده ومقولاته الإنسانية.

من ذلك، افتكاك فيلم "120 نبضة في الدّقيقة"، الذي سبق له أن حصد الجائزة الكبرى في مهرجان كان الدّولي العام الفائت، لـ06 جوائز وازنة منها جائزتا أفضل فيلم وأفضل سيناريو أصلي.  

بحسّ إنساني رفيع، توغّل المخرج الإيطالي روبين كامبيلو من خلال هذا الفيلم، في موضوع تجاهلته السّينما عمومًا هو مرض فقدان المناعة، الإيدز، في الفترة التي حكم فيها الرئيس فرانسوا ميتران فرنسا، وكانت الأدوية قليلة وكان اهتمام الخبراء والحكومات بالبحث العلمي بطيئًا، ممّا دفع بمجموعة من الشباب المتطوّع إلى تحريك الموضوع، من خلال جملة من الخطوات والمبادرات.

على مدار 140 دقيقة، تكاملت الأدوار والوجوه، بما فيها الجديدة منها، والحوارات والأصوات والمشاهد، في مواجهة الموت الذي يمثّله هذا المرض الفتّاك، وتحويل اللحظة إلى انتصار للحياة والحبّ ونشدان للمتعة والفرح، بعيدًا عن الابتذال الذي عرفت به المشهديات الجنسية في السينما الغربية. كل ذلك ممزوج بروح نضالية عالية في الميدان، من أجل دفع شركات الأدوية إلى مزيد من النزاهة والاجتهاد.

 نال فيلم "غياب الحب" للرّوسي أندريه زفياغنتسيف جائزة أفضل فيلم أجنبي ضمن جوائز سيزار

في السياق الإنساني نفسه، افتكّ فيلم "غياب الحب" للرّوسي أندريه زفياغنتسيف جائزة أفضل فيلم أجنبي، حيث تناول قصة زوجين وصل بها موت طفلها إلى الطلاق. في محاولة من الفيلم، الذي سبق له أن نال في مهرجان كان جائزة لجنة التّحكيم عام 2017، أن يرصد الانكسارات النفسية التي تحصل للأبوين، بسبب بقائهما وحيدين. نجد هذا الغوص في النفس البشرية أيضًا في فيلم "سي. يو. أب ذير"، الذي نال مخرجه ألبرت دوبونتيل جائزة أفضل مخرج، إذ تمّ اقتباس الفيلم عن رواية "وداعًا يا من بالأعلى" لبيير ليميتر، وتتناول يوميات ونفسيات جنود سرّحوا من الخدمة خلال الحرب العالمية الأولى.

اقرأ/ي أيضًا: فراس فيّاض: أريد أن يكون "آخر الرجال في حلب" شاهدًا على ما حدث

فيما عادت جائزة سيزار الفخرية لـ"ساحرة السينما الإسبانية" بينيلوبي كروز ذات الحضور الإنساني اللافت، في فيلم وودي آلن، حيث نالت عن دورها فيه جائزة أوسكار لأفضل ممثلة مساعدة، وفيلم "سماء الفانيلا" عام 2001، وفيلم "قراصنة الكراييبي" عام 2011.

 

اقرأ/ي أيضًا:

فيلم "غياب الحب".. صبي مفقود في عالم مسموم

"مهارات السكين".. وثائقي حول المطاعم الراقية وحياة ما بعد السجن