كشف مبعوث روسيا الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرنتيف الخميس أن موسكو حاولت إقناع تركيا بـ"إلغاء" خطط العملية العسكرية المرتقبة شمالي سوريا، وذلك خلال الجولة الـ18 من محادثات أستانة في كازاخستان، وفقًا لوكالة "تاس" للأنباء. حيث قال المبعوث الروسي"حاولنا إقناعهم بأنه يتعين حل الأمر عبر وسائل سلمية دون اللجوء إلى العنف، لأن ذلك قد يؤدي إلى تصعيد".
كشف مبعوث روسيا الخاص إلى سوريا الخميس أن موسكو حاولت إقناع تركيا بـ"إلغاء" خطط العملية العسكرية المرتقبة شمالي سوريا
وكانت الجولة الـ 18 من مسار أستانة قد انطلقت الأربعاء في العاصمة الكزخية نور سلطان، بين كل من روسيا وتركيا وإيران والنظام السوري والمعارضة السورية. وجاءت التطورات الميدانية في الشمال السوري، وعلى رأسها العملية العسكرية المرتقبة ضد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" على رأس أجندة الجولة الجديدة من مسار أستانة.
في الأثناء اعتبرت موسوكو أن عملية تركيا العسكرية المحتملة في سوريا "عملاً غير حكيم"، وجاء موقف موسكو على لسان المبعوث الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف، الذي قال في تصريح لوكالة الأنباء الروسية، "إنّ روسيا تعتبر عملية تركيا العسكرية المحتملة في سوريا عملاً غير حكيم، لأنها قد تتسبب في تصعيد الوضع وزعزعة الاستقرار". كما صرّح أن موسكو "لم تعد تعتبر جنيف مكانًا مناسبًا للمحادثات بين السوريين"، وفق ما ذكرته وكالة تاس للأنباء.
وتواجد المبعوث الروسي إلى سوريا في عاصمة كازخستان نور سلطان لحضور الجولة الـ 18 من مسار أستانة التي استمرت طيلة يوميْ الأربعاء والخميس، علمًا بأن هذا المسار الذي تعتبر تركيا وإيران وروسيا الأطراف الضامنة فيه لم يوصل بعد 5 سنوات من انطلاقه إلى أي إجراءات على الأرض. وتفيد المصادر التركية أن موعد العملية العسكرية التركية المرتقبة سيكون فترة ما بعد عيد الأضحى المقبل، وتستهدف العملية بشكل متزامن منطقتيْ تل رفعت ومنبج.
وبحسب المتحدّث باسم وفد المعارضة السورية المشاركة باجتماعات "أستانة" أيمن العاسمي، فإن "أجندة اجتماعات أستانة 18 تدور حول ما يجري في الشمال وما يمكن أن يجري، وضرورة تطهير المنطقة من تهديد المجموعات الانفصالية الإرهابية (في إشارة إلى قوات قسد)، حتى نتمكن من إيجاد أرضية لحل سياسي"، حسب تعبيره. وأشار العاسمي في حديث لصحيفة العربي الجديد إلى أن ملف اللاجئين السوريين حاضر في الاجتماعات لـ"العمل عليه بطريقة جدية"، مضيفًا أن عملية التضليل التي يقوم بها النظام من خلال إصدار عفو لن تجدي نفعًا، فالأمر يحتاج إلى معالجة حقيقية.
جاءت التطورات الميدانية في الشمال السوري، وعلى رأسها العملية العسكرية المرتقبة على رأس أجندة الجولة الجديدة من مسار أستانة
وحمّل العاسمي روسيا مسؤولية "مناورات النظام في هذا الملف"، وأكد أن ملف المساعدات الإنسانية إلى الشمال السوري واحتمال استخدام روسيا الفيتو (حق النقض) ضد تجديد الآلية الدولية لدخول هذه المساعدات، كانت من أبرز الملفات في الجولة الجديدة من أستانة.