19-مايو-2021

تظاهرة أمام القنصلية الإسرائيلية في لوس أنجلس (Getty)

مع استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر، لم ينجح الاحتلال في تحقيق أي إنجاز ببناء صورة نصر يصدرها بنيامين نتنياهو إعلاميًا وداخليًا من أجل حصاد ثمار ما أطلقه من تفجير للأوضاع إنطلاقًا من القدس، بالرغم من محاولاته التراكمية في استخدام أسلوب التضليل الإعلامي، في وقت بدا واضحًا التجانس في خطاب فصائل المقاومة الفلسطينية، كما تفاجأ الإسرائيليون بالموقف الموحّد بين الفلسطينيين في غزة والضفة وداخل الخط الأخضر، والنجاح في تطبيق إضراب الثلاثاء بشكل موسع، واستدعاء وحدة الجماهير العربية خلف القضية الفلسطينية. وقد تمظهر هذا التضامن بشكل واضح على منصات السوشيال ميديا، حيث نجح الناشطون العرب في الحفاظ على مستوى الحضور التصاعدي منذ شرارة أحداث حي الشيخ جراح حتى اليوم، وتوسعوا في معركة التأثير في الرأي العام العالمي إلى حد ملحوظ يمكن التدليل عليه، سواء بالكم والانتشار الذي شهدته الحملات التي تم تفعيلها، أو نوعية المشاركات وطبيعتها، إلى جانب إسهام شخصيات عامة عالمية كثيرة في هذه الحملات. 

 نجح الناشطون العرب في الحفاظ على مستوى الحضور التصاعدي منذ شرارة أحداث حي الشيخ جراح حتى اليوم

وقد استخدم المغردون والناشطون العرب وسومًا جديدة الثلاثاء إضافة للوسوم المتعلقة بالإضراب، أبرزها #IsraelStopPlayingVictim الذي انتقدوا من خلاله محاولات الإعلام الإسرائيلي وناشطيه المؤثرين لقلب الحقائق وتزييفها، وتصوير الجاني بمظهر الضحية. فقال الناشط مصطفى نبيل أنه يجب على العالم أن يعرف جيدًا ما يحصل في فلسطين، بينما نشر أحد الناشطين صورًا للمنازل المهدمة في غزة وقال إنهم يدمرون منازلنا، شوارعنا، أحلامنا وصحتنا النفسية وعائلاتنا.

وعلى الوسم نفسه، نشرت زينة صورة لفتى فلسطيني استشهد الثلاثاء أثناء مشاركته بتظاهرة في رام الله، وقالت  "لقد تخلّصت إسرائيل من هدف جديد من ضمن لائحة بنك أهدافها". وقالت مريم من مصر إن فيسبوك وإنستغرام يحاربان المحتوى الفلسطيني، ودعت الناشطين إلى وضع تقييمات منخفضة لهذه التطبيقات كوسيلة ضغط. 

في سياق متصل، ومن بين الوسوم التي انتشرت بشكل واسع الثلاثاء، برز أيضًا وسم "احموا غزة من الصهاينة" باللغتين العربية والإنجليزية. إذ قالت الناشطة سهى الحريري عبره  إن الصهاينة يستخدمون أسلوب تحريف الحقائق، حيث أنهم يقصفون المنازل والمدارس، ويقولون أنها قواعدَ لحماس، بهدف تضليل الرأي العام، لكنهم لن ينجحوا في ذلك. ونشر ناشط من باكستان صورة لأب فلسطيني يحمل ابنته المصابة جرّاء القصف على غزة وقال إن المشهد يكسر قلبه حيث لا يمكن لأحد تحمّل الألم الذي يعانيه الأب. 

عبر الوسم نفسه، نشرت فاطمة من الجزائر صورة شاب من غزة ينعي خطيبته التي استشهدت بسبب العدوان الإسرائيلي، وهو يضحك ويهنئها بالشهادة. وفي إشارة إلى الخطر الوجودي الذي يتهدّد غزة، نقل الناشط الأردني جهاد العدوان عن الأمم المتحدة تأكيدها على أن 52 ألف مواطن هُجروا في غزة خلال هذه الجولة الحربية. كما نشر العداون في تغريدة أخرى صورة لفتاة تحمل لافتة عليها كُتب عليها أن الصلاة في فلسطين ست مرات يوميًا، في إشارة إلى صلاة الجنازة. 

فيما واصل عدد كبير من الناشطين حول العالم دعمهم للفلسطينيين من خلال وسم "نحن نقف مع فلسطين" باللغتين العربية والإنجليزية، فقالت الممثلة والناشطة الباكستانية منيبا مزراي أن الإنسانية فشلت في فلسطين، وأعلنت وقوفها ودعمها للفلسطينيين من خلال استخدام الوسم، كما نشرت المحامية والحقوقية ديانا من المالديف صورة للعلم الفلسطيني، وقالت أن الناس في بلادها يقفون إلى جانب فلسطين، كذلك فعل مواطنها شيماز علي  الذي قال "بالرغم من أننا جزيرة صغيرة، لكننا ندعم فلسطين"، ونشر صورة لتجمع للمواطنين في بلاده يعلنون دعمهم للقضية الفلسطينية. 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

إسرائيل تستهدف الإعلام بشتى الطرق وسياسات منصات التواصل تساعدها

جرائم إسرائيل حاضرة في السوشيال ميديا عالميًا و3 وسوم لإضراب فلسطين عربيًا