18-يونيو-2019

مقطع من حروفية لـ أكسم طلاع/ سوريا

في عام 1989، أسّس المنشدون اليمنيون جمعية خاصة بهم لتوثيق التراث الإنشادي ونشره وتجديده من أجل الحفاظ عليه كموروث تاريخيّ وثقافيّ وحضاريّ، يتغنى به اليمن منذ آلاف السنين. إنه كنز تراثيّ يدل على عراقة اليمنيين وأصالتهم وحضارتهم وفصاحتهم.

لأن الكثير من ألحان الأناشيد والموشحات الدينية وقصائدها قد انقرضت في اليمن، باتت هناك مبادرات لتوثيق هذا الفن

على الرغم من أن الكثير من ألحان الأناشيد والموشحات وقصائدها قد انقرضت، إلا أنه لا تزال هناك الآلاف من القصائد الإنشادية وألحانها التي حفظها اليمنيون ويتداولونها في كل مناسباتهم بكل المناطق، ويعتزون بها على مر العصور.

اقرأ/ي أيضًا: أناشيد دينية بألحان علي الديك!

يعتمد اليمنيون على الإنشاد في إحياء العديد من المناسبات، منها الأعراس والحفلات الوطنية والدينية، أو المآتم وإحياء العادات والتقاليد، كما يقول رئيس جمعية المنشدين اليمنيين علي محسن الأكوع، لـ"إلترا صوت".

يعد الأكوع الذي ولد في عام 1966 في لعاصمة صنعاء، أحد مؤسسي جمعية المنشدين، وتولى رئاستها في عام 1996، بالإضافة إلى أنه يرأس اتحاد المبدعين العرب فرع اليمن، ومؤلف كتاب روائع النشيد الصنعاني.

تسعى الجمعية التي يديرها الأكوع، وتضم مئات المنشدين الذين كرّسوا أصواتهم للتغني بالروح الإلهي وتمجيد ملكوت الله، إلى جمع التراث الإنشادي الموشك على الاندثار في كل جزء من اليمن، وحفظه ونشره في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة، ليحفظها أبناء اليمن وتكون جزءًا من حياتهم ومستقبلهم، كما كانت جزءًا من حضارتهم وماضيهم.

تمتلك الجمعية عدة فروع في مختلف المحافظات، وتتخذ من فرع العاصمة صنعاء مركزًا رئيسًا لها، وينتمي إلى الفرع ما يزيد عن 150 منشداً.

روائع شعر النشيد الصنعاني

تعتبر روائع شعر النشيد الصنعاني هي المجلد الأول الذي يوثّق التراث الإنشادي والصنعاني، وبعض من إنشاد بقية المحافظات اليمنية الأخرى، كما يقول الأستاذ علي الأكوع.

أصدرت الجمعية طبعتين من الروائع، في خطوات أولية هامة لجمع التراث الفني، بدعم من الجهات الشعبية والرسمية، كما ستعمد لإرفاق الكتاب في طبعته الثالثة، التي ستحوي ما هو جديد من القصائد الإنشادية بأسطوانات تضم 150 لحنًا إنشاديًا. لكل محافظة يمنية لون إنشادي تختص به عن غيرها، مثل الأناشيد الصنعانية، والحضرمية والتعزية واللحجية، والتهامية، والإبية.

يمتاز الإنشاد والموشح اليمني أنه لا تصاحبه آلات موسيقية، عدا بعض الأناشيد والموشحات الحضرمية التي ترافقها الطبول أو الدفوف في بعض المحافظات.

بملابسهم التقليدية الخاصة والملفتة لأنظار المعجبين، شارك المنشدون اليمنيون في عدة محافل دولية في بيروت والأردن والسعودية ومصر وأمريكا وفرنسا، وعدة دول أخرى، لنقل صورة جذابة، تجسد المورث الإنشادي الذي تتفرد به اليمن.

تعمل جمعية المنشدين اليمنيين على التوثيق والجمع، وتدريب الراغبين في الإنشاد، وأنشأت فرقة إنشادية مكونة من خمسة وثلاثين منشدًا

تعمل جمعية المنشدين على التوثيق والجمع، وتدريب الراغبين في الإنشاد، وأنشأت فرقة إنشادية خاصة بوزارة الثقافة، مكونة من خمسة وثلاثين منشدًا، بالإضافة إلى تكريم المنشدين وجمعهم في مهرجانات ومسابقات تشارك بها كل المحافظات بلهجاتها وأزيائها الخاصة.

الحرب وإغلاق المطار

تقف الحرب التي تشهدها البلاد عائقًا كبيرًا، أمام جمعية المنشدين اليمنيين، التي منعت من إقامة العديد من المناسبات والفعاليات في اليمن، وسلبت الدعم الذي كانت تتلقاه الجمعية، ناهيك عن إغلاق مطار صنعاء الذي يعد حاجزًا عن مشاركة الجمعية في العديد من المهرجانات الدولية.

اقرأ/ي أيضًا: "ولاد المدد".. 7 مدّاحين في عشق النبي العربي

ويبيّن الأكوع أن الجمعية كانت تتلقى دعمًا خلال الأعوام السابقة، من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل اليمنية، بالإضافة الى داعمين آخرين، لكن هذا الدعم تضاءل مع اندلاع الحرب في البلاد.

اقرأ/ي أيضًا:

مشاهير القراء في اليمن.. أعلامٌ مجهولة!

المنشد اليمني سليم الوادعي.. ابتهالات إلهية في زمن الحرب