25-مارس-2022
جريمة في لبنان

فُجعت بلدة أنصار في جنوب لبنان بالجريمة النكراء والمروعة التي ذهب ضحيتها أمّ وبناتها الثلاثة، بعد أسابيع من الغموض الذي لفّ مصيرهن على إثر انقطاع الاتصال معهن.

تمكنت الأجهزة الأمنية من تحديد مكان الجثث في أحد البساتين بين قريتي أنصار والزرارية

فقد  تمكنت الأجهزة الأمنية من تحديد مكان الجثث في أحد البساتين بين قريتي أنصار والزرارية، مخفيةً داخل مغارة صغيرة، بعدما ما كان الجاني قد قتلهن ومثّل بجثثهن.

في تفاصيل الجريمة، تحدثت مواقع إخبارية محلية مطلع شهر آذار\مارس الحالي، عن اختفاء أم وبناتها الثلاثة بعد فقدان الاتصال بهن. طليق الأم ووالد الفتيات زكريا صفاوي، وهو مختار لبلدة أنصار، ادّعى على الفور لدى الأجهزة الأمنية حول اختفاء عائلته.

وقد حازت القضية منذ لحظة الاختفاء على اهتمام واسع من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان، الذين أبدوا قلقهم على مصير العائلة ، وطالبوا الأجهزة الأمنية والقضائية المختصّة بالقيام بدورها لإنقاذهن، خاصةً بعد الحديث عن الاشتباه بأحد شبان البلدة ويدعى حسين فياض، كان قد تقدّم لخطبة إحدى البنات التي قًتلت في الجريمة ورفضته أسرتها، كما أنه كان مع العائلة يوم الاختفاء بحسب المعلومات المتداولة.

المتابعون والناشطون اتهموا الأجهزة المختصة في لبنان، بالتعامل باستخفاف وعدم مسؤولية مع القضية، وبعدم استجواب المشتبه به بالطريقة المناسبة، ما أدّى إلى بقاء الجثث لأيام طويلة في العراء. فياض اعترف بأنه ارتكب الجريمة، ثم تراجع عن إفادته قبل يوم من اكتشاف الجثث، ما ترك والد الفتيات وأهالي بلدة أنصار والمتابعين في لبنان في حالة قلق في ظل تباين الآراء حول دوافعها، إذ سرت شائعات بكون الجاني قام بفعلته بهدف بيع أعضاء الضحايا وتحقيق مكاسب مالية، لكن الترجيحات تشير اليوم إلى أنها جريمة بدافع الكراهية، تدفع ثمنها المرأة اللبنانية مجددًا، وتنضم السيدة باسمة عباس وبناتها تالا، ريما ومنال إلى لائحة طويلة من ضحايا العنف في لبنان.

عائلة الجاني أصدرت بيانًا فور ثبوت تورط ابنها حسين بالجريمة، أعلنت من خلاله تبرّئها منه، ودعت إلى إنزال العقوبات اللازمة بحقه، كما أعلنت وقوفها إلى جانب أسرة الضحايا ودعت لهم بالصبر والسلوان، وبالرحمة لباسمة عباس وبناتها. 

جريمة أنصار تشعل مواقع التواصل

منذ الحديث عن اعتراف فياض بجريمته، تحولت قضية الأم وبناتها الثلاث لتكون الشغل الشاغل لرواد مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان، إضافة إلى الناشطين والحقوقيين المعنيين بقضايا حقوق الإنسان، والعنف ضد النساء والأطفال، وقد انتشر وسم #جريمة_أنصار بشكل كبير، واستخدمه المغردون للتعبير عن شجبهم لعملية القتل، ومواساتهم لربّ الأسرة المفجوع، ومطالبتهم بإنزال أشد العقوبات بالجاني.

في أبرز التعليقات، اعتبر المغردّ شادي منصور أن أول من يجب أن يحاسب هي القاضية غادة أبو علوان مطالبًا بتوقيفها عن العمل، وتحويلها إلى التفتيش القضائي، لعدم مباشرتها بالتحقيق منذ اليوم الأول للجريمة.

 وقالت المغردة ربى حداد، إن الأم وبناتها " قتلن بدم بارد، دون حسيب ولا رقيب "، مطالبة بإنزال عقوبة الإعدام بالجاني.

ونشرت المغردة وفاء بيضون صورة للضحايا الأربع، واصفة إياهن بإنهن " صبايا بعمر الورد "، داعية بدورها إلى إعدام الجاني في وسط بلدته.

ورأت المغرّدة سيلفا مدّاح إننا وصلنا اليوم في لبنان إلى مكان أصبح فيه القتل مثل شربة ماء، وتساءلت عن ذنب الفتيات ووالدتهن ليمتن بلمح البصر بسبب شخص مستشرس وفاقد للإنسانية وبلا قلب وضمير. ودعت إلى تعذيب القاتل وإعدامه على مرأى من الناس.

ورأت المغرّدة غدير أن جريمة أنصار المروّعة تثبت أن هذا الوطن هو غابة بشرية تحتوي على وحوش لم تعد صالحة للسكن، مستخدمةً وسم #الشنق_لمرتكب_جريمة_أنصار.

وضمن السياق نفسه، أكدت الصحفية فاطمة فتوني أنها مع إعدام القاتل وسحله في شوارع بلدة أنصار ليكون عبرة، وبأن يكتب على مداخل لبنان " إحذر خطر الموت ". 

 بدورها تحدثت الناشطة مايا خوري عن الأسئلة الكثيرة التي تدور في رأسها ، إذ كتبت : " مين انقتل قبل مين؟ الأم شافت بناتها قدامها عم ينقتلوا؟ البنات شافوا امهم عم تنقتل؟ قديش كانوا مرعوبين؟كيف يعني هيك بكل قلب بارد بتنقتل ام وبناتها الثلاثة؟ كيف يعني أب يفيق يلاقي عيلته كلها نقتلت؟ شو هالاجرام؟كيف بدنا نأمن نعيش بهيك مزرعة؟