22-يونيو-2022
مبروك عطية

مبروك عطية (تويتر)

بعد مرور أكثر من 72 ساعة على حادثة جامعة المنصورة المروّعة، والتي ذهبت ضحيتها الطالبة في كلية الآداب نيرة أشرف عبد القادر ذبحًا على يدّ أحد زملائها بسبب رفضها الارتباط به، لا تزال القضية تشغل الرأي العام المصري وتتصدّر اهتمامات ناشطي وسائل التواصل.

قرر مبروك عطية تعليق حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي بعد موجة الجدل التي أثارها تعليقه حول جريمة المنصورة

ومع ظهور تفاصيل جديدة حول الجريمة، كان آخرها كان ما كشفه أشرف عبد القادر والد الضحية لأحد المواقع المحلية، وتأكيده أن القاتل تقدّم للزواج من ابنته قبل سنتين، لكنها رفضت لأنها كانت تضع الأولوية لإتمام دراستها، إلا أنه وبالرغم من ذلك استمر بمضايقتها طوال هذه الفترة، وهدد سابقًا بقتلها خلال شهر رمضان الماضي. كما أشار عبد القادر إلى أنهم لن يقيموا بيت العزاء لابنتهم حتّى تتمّ محاكمة القاتل.

وفيما كان الجمعيات الحقوقية في مصر والعالم العربي تطالب بإنزال أشد العقوبات بحق محمد عوض الله مرتكب الجريمة، وتدعو إلى حماية الفتيات والنساء في مصر من الجرائم المتلاحقة التي يتعرضن لها، ظهر في المقابل خطاب يحاول التقليل من هول الجريمة، ويسعى إلى تحميل الضحية الجزء الأكبر من مسؤولية مقتلها، بسبب " لباسها غير المحتشم"، آخرها أتى على لسان العميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر مبروك عطية، من خلال مقطع فيديو نشره عبر صفحته على فيسبوك، قال فيه إن " المرأة والفتاة تتحجب عشان تعيش، وتلبس واسع عشان متغريش، وغض البصر للرجال المحترمة، لو حياتك غالية عليكي اخرجي من بيتك قفة، لا متفصلة ولا بنطلون ولا شعر على الخدود، عشان وقتها هيشوفك اللي ريقه بيجري ويقتلك ".

انتشار فيديو مبروك عطية أجّج مشاعر الغضب في صفوف الناشطين والحقوقيين والكثير من عامة رواد مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبروا أن دعوته إلى الحجاب في هذا التوقيت تحديدا، يحمل تبريرًا مبطّنًا في مكان ما للعنف ضد الفتيات غير المحجبات. وقد انتشر لهذه الغاية بشكل واسع وسم #أوقفوا_مبروك_عطية وطالب المغردون من خلاله بمحاسبة عطية على كلامه، والعمل على مكافحة خطاب الكراهية ضد النساء في مصر والتحريض ضدهن.

في أبرز التعليقات اعتبر المغرّد هاني صادق أن جريمة المنصورة ليس لها علاقة بالدين، لكن تمّ صبغها بصبغة دينية، والتروويج لفكرة أن لبسها هو السبب، حتى يتمّ ترهيب المجتمع وفرض الزي المطلوب بالقوة.

وتوقّف الإعلامي المصري سامي كمال الدين عند اعتبار مبروك عطية أن اللباس غير المحتشم يحفز " الهمجيين " للاعتداء على النساء والتحرش بهم، فقال كمال الدين : " وهو الهمجي ده لما بيسافر أوروبا ولا أمريكا ويشوف الستات من غير ملابس على البحر ولا أغلب جسمها ظاهر في الشارع أو المواصلات لا يجرؤ حتى يبحلق مش يتحرش زي مصر والدول العربية ليه؟!

وطالب أحد الحسابات بالقبض على مبروك عطية بتهمة الإرهاب والتحريض على العنف، باعتبار أن كلامه يعني استباحة دمّ كل مسلمة غير محجبة بالإضافة إلى المسيحيات.

بالتزامن تواصلت ردود الفعل الشاجبة لجريمة المنصورة، فأدان مغني الراب المصري المعروف " ويجز " ما حصل، وقال عبر خاصية الستوري عبر صفحته على إنستغرام : " حسبي الله ونعم الوكيل، الإنترنت النهاردة شيء محزن جدا، ربنا يرحمها ويصبر أهلها، الشريحة اللي بتبرر القتل دي خلايا سرطانية في مجتمعنا.. الله يهديهم ضحايا الانغلاق الفكري. وافتكروا من لا يرحم لا يرحم".

بينما اعتبرت الإعلامية بسمة وهبة مقدمة برنامج " 90 دقيقة " خلال تقديم حلقتها الأخيرة، أن ما حدث هو جريمة بشعة، لكن الأبشع هو ردود الفعل التي ظهرت على مواقع التواصل، ووصفت التعليقات التي انتقدت الضحية أشرف نيرة بأنها "قلة أدب وسفالة ".

يذكر أن الدكتور مبروك عطية قد أعلن بعد موجة الانتقادات التي نالت تعليقاته حول جريمة المنصورة قراره تعليق حساباته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، وحذف المنشور المثير للجدل.