03-سبتمبر-2021

العدد الأول من جريدة "المبتدأ" (ألترا صوت)

"المبتدأ"، جريدة فلسطينية جديدة ومختلفة من حيث الشكل والمضمون والاهتمامات. فيها تتداخل السياسة بالثقافة والاقتصاد في توليفة واحدة. يُراد منها البحث عن ماهية جيل "الألفية" تماشيًا مع الواقع الفلسطيني المعيش، والإضاءة على الكيفية التي ينظر من خلالها الفلسطيني إلى واقعه السياسي والاجتماعي والاقتصادي الراهن، بالإضافة إلى رؤيته لخيال التحرر، ودوره في تحقيق هذه الرؤية.

ضمَّت "المبتدأ" في عددها الأول مجموعة من المقالات والنصوص التي تُبرز الهوية المشتتة لجيل "الألفية" الفلسطيني

اختيار الجريدة الحديث عن جيل "الألفية"، واستعراضها لفكره ومواقفه ورؤيته تجاه مختلف قضايا عصره، مردُّه الأحداث والظروف التي خَبِرها ونشأ في ظلها، لا سيما السياسية منها، مثل الانتفاضتين الأولى والثانية، واتفاق أوسلو، وغيرها من الأحداث التي تستعرض الجريدة موقفه منها ومما ترتب عليها، إلى جانب واقعه الراهن، عبر المفاهيم الجمعية المتعلقة بالتضامن، والقضايا الكبرى التي تتمحور حول الانتماء والوطن والهوية.

اقرأ/ي أيضًا: "المبتدأ".. جريدة تقف على أحوال جيل الألفية

في عددها الأول الصادر حديثًا عن "مؤسسة عبد المحسن القطان" في مدينة رام الله، ضمَّت "المبتدأ" مجموعة من المقالات والنصوص التي تُبرز الهوية المشتتة لجيل "الألفية" الفلسطيني، وتُلقي الضوء على رؤيته تجاه بعض المسائل المتعلقة بالواقع المعيش في فلسطين ومحاولات فهمه، مما يجعل من مضمون العدد الذي صدر بنسخة ورقية تقليدية وأخرى رقمية، أقرب إلى سردٍ قصصيٍ يختزل الواقع الفلسطيني وطبيعة نظرة هذا الجيل إليه.

شارك في العدد الأول من الجريدة أحد عشر كاتبًا وكاتبة، هم: إبراهيم كراجة، أحمد الأقرع، أحمد جابر، أشرف حمدان، أنس أبو عون، حكيم خاطر، حمودة طراد، عدنية شبلي، محمد جميل – شعراب، يارا عباس، وياسمين قعدان. وتوزّع مضمونه على ثلاثة أقسام رئيسية، هي: "عدمية" الذي يضم مجموعة مقالات ونصوص أدبية غير متفائلة بالحالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الفلسطينية الراهنة. و"الما بين" الذي يعبّر مضمونه عن ضبابية وعدم وضوح فكر ورؤى جيل الألفية. و"المستقبل" الذي اشتمل على مجموعة من الكتابات المتفائلة بمستقبل فلسطين.

ولأن الجريدة تعبّر عن الفوضى وضبابية الرؤية الخاصة بهذا الجيل، جاءت الصور المرفقة داخل العدد "مبكسلة" وغير واضحة. في حين غابت أسماء الكتّاب المشاركين عن المقالات التي تضمنها العدد، بهدف الحفاظ على العشوائية التي تسعى "المبتدأ" إلى تسليط الضوء عليها، بوصفها أبرز سمات هذا الجيل.

افتُتح العدد الأول من جريدة "المبتدأ" بمقالة حملت عنوان "غضب، تمرد"، تناول فيها كاتبها، بشكلٍ موجز، مجموعة من المسائل المتعلقة بجيل الألفية، مثل تحولات المنظومة القيمية، وعلاقتها بما يُفترض أنه إطارٌ أخلاقيٌ مشترك ومتوارث يُعنى بصياغة الهوية الجماعية لهذا الجيل، والمبادرات الثقافية التي يُراد منها أن تكون بديلًا عن تلك التي تنظّمها أو تمولها السلطة ومؤسسات المجتمع المدني، بالإضافة إلى الفشل الاجتماعي والسياسي الفلسطيني الراهن، الذي تتحمل مسؤوليته الأجيال السابقة.

وتحت عنوان "التضامن الصوري في العالم" يسعى أحد المشاركين/ المشاركات، إلى وضع إجابة على التساؤلات التي تبحث في أسباب تحوّل التضامن إلى مجرد فعلٍ مشهديٍ وصوريٍ يرتبط، في كثيرٍ من اﻷحيان، بأصحاب الرفاهية وأبناء الطبقات العليا والنخبة السياسية. فيما تحاول مقالة بعنوان "العزلة بين اختفاء القبلية وفجوة المفاهيم"، الوقوف على أسباب زوال حاجة الفرد إلى الجماعة، بوصفه أحد أسباب الفجوة القائمة لا بين جيل "اﻷلفية" واﻷجيال اﻷخرى فقط، بل بين أفراد الجيل الواحد.

تضمّن العدد أيضًا مقالة حملت عنوان "الفعل النقدي الحديث للفن الفلسطيني ونمطية الرواية الفلسطينية"، خصصها كاتبها/ كاتبتها لمناقشة أزمة القيمة في ظلال الهيمنة الثقافية، والعبء اﻷخلاقي للسارد الفلسطيني. تبعها مباشرةً قصة قصيرة سوداوية وساخرة بعنوان "جرة غاز". ومقالة سعت إلى الإضاءة على فكرة أن "جيل اﻷلفية ليس راضيًا عن النظام السياسي الفلسطيني". باﻹضافة إلى أخرى تبحث في "مأسسة القيمة الفردية واﻹنجاز الباهت". بموازاة مقالة حملت عنوان "وجهة نظر من طرفٍ واحدٍ فقط"، وناقشت أسباب الشرخ القائم بين جيل الألفية والجيل القديم.

اشتمل العدد في باب "الما بين"، على مقالة مخصصة للحديث عن الشباب الفلسطيني ودوره في مختلف مجالات الحياة الفلسطينية، ما قبل وبعد أوسلو، تحت عنوان "وهم الشباب". إلى جانب مقالة تناولت "التركيب المجتمعي لجيل اﻷلفية". تلتها عدة مقالات ونصوص ناقشت التضامن من زوايا ووجهات نظر مختلفة، وسياقات سياسية واجتماعية متنوعة.

تعبّر الجريدة عن الفوضى وضبابية الرؤية الخاصة بهذا الجيل، وتسعى إلى تسليط الضوء على العشوائية بوصفها أبرز سماته

ضم الباب أيضًا مقالة ناقشت "المتخيل الاجتماعي بعد أوسلو"، وأخرى بحثت في مسألة "النظام والفوضى" في السياقات الفلسطينية الراهنة. باﻹضافة إلى مقالة أضاءت على أثر "الوجود اﻹسرائيلي في حياة جيل اﻷلفية". قابلها نص تناول مدينة رام الله، باعتبارها المدينة التي يحلم الكثيرون بالعيش فيها. ودراسة مطولة بعنوان "عن حالة الما بين بين: قراءة في المبادرات الشبابية الفلسطينية" تناولت المبادرات الشبابية الفلسطينية بما هي أحد أشكال المقاومة والرفض والبناء.

اقرأ/ي أيضًا: العدد 37 من دورية "عمران".. دراسات حول الدولة والهيمنة والعشوائيات

أما الباب الثالث "المستقبل"، فقد ضم مقالة تناولت "المنظومة الاقتصادية البديلة"، ورفض الجيل الجديد للمؤسسات اﻷهلية والدعم الخارجي. إضافةً إلى مقالة بعنوان "بين الهوية الفردية والهوية الجمعية"، تحدثت عن العدمية في الهوية المجتمعية، والحرية وأعراضها في المجتمع الفلسطيني. وأخرى حملت عنوان "حالات الطوارئ تخلق أنواعًا من التضامن"، وناقشت مواضيع العونة، والفزعة، والتطوع. فيما اختُتم العدد بمقالة تحاول استشراف مستقبل فلسطين "ما بعد إسرائيل".

 

اقرأ/ي أيضًا:

كتاب "التحولات الاجتماعية في دول الخليج العربية".. الهوية والقبيلة والتنمية

كتاب "تنظيم حراس الدين".. صعود القاعدة وأفولها في المشرق العربي