28-مارس-2017

مشهد من احتجاجات سابقة في مدينة الحسيمة في تشرين الأول/أكتوبر (فاضل سنا/أ.ف.ب/Getty)

عاشت قريتي بني بوعياش، وإمزورن، في ضواحي مدينة الحسيمة، شمال المغرب، مواجهات عنيفة بين القوات العمومية وبين أشخاص نظموا مسيرة احتجاجية.

ليس هناك من مخرج لتجاوز هذا الوضع الذي يزداد خطورة في الريف المغربي إلا بالاستجابة للملف المطلبي للحراك الشعبي بالريف

البداية، تعود عندما نظم عدد من التلاميذ، مسيرة احتجاجية بقرية بني بوعياش، مطالبين بإنشاء جامعة بالإقليم، إلا أن القوات العمومية عمدت إلى إيقاف المسيرة، ليسفر عن ذلك عشرات الجرحى من الجانبين واعتقالات.

اقرأ/ي أيضًا: جدل مغربي حول التعامل الأمني مع احتجاجات الحسيمة

فضلًا عن ذلك، أكدت السلطات المحلية بالحسيمة، في بلاغ لها، أن "مجموعة من الأشخاص قامت، عقب عودتهم مساء يوم الأحد 26 آذار/مارس الجاري، من وقفة احتجاجية بمركز "جماعة أيت يوسف وعلي"، بالاعتداء على إحدى الإقامات السكنية المخصصة لأفراد الشرطة بإيمزورن، ضواحي الحسيمة، وذلك برشقها بالحجارة وإضرام النيران بمحيطها، مما نتج عنه تفحم 4 سيارات وحافلة تابعة للقوات العمومية وسيارة أخرى في ملك الخواص، وكذا إلحاق أضرار مادية بالإقامة السكنية المذكورة وبشاحنة صهريجية تابعة للوقاية المدنية".

وأشارت السلطات المحلية إلى أن "القوات العمومية قد تدخلت لاستتباب الأمن، كما تم فتح بحث من طرف السلطات الأمنية، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، لتحديد هويات الأشخاص المتورطين في هذه الأفعال وتقديمهم إلى العدالة". وأكد المصدر ذاته أن "تظاهر الأشخاص بالشارع العام وقع خلاله إضرام النار في إقامة سكنية ووسائل نقل مخصصة للقوات العمومية، وتعييب وكسر نقالة للخواص، وارتكاب العنف ضد رجال القوة العمومية أثناء قيامهم بوظائفهم".

وأوضح الوكيل العام للملك أنه "أمر بفتح بحث في الموضوع، حيث تم لحد الآن توقيف أربعة عشر شخصًا وضعوا تحت الحراسة النظرية، للبحث معهم في الأفعال المشتبه ارتكابها من طرفهم، وسيتم تقديم الموقوفين أمام النيابة العامة فور انتهاء البحث لترتيب الأثر القانوني على ذلك".

وبسبب أحداث العنف التي عاشتها المنطقة، ترأس وزير الداخلية، محمد حصاد، الثلاثاء بمقر عمالة إقليم الحسيمة، اجتماعًا خصص للاطلاع على التطورات التي شهدها الإقليم. وأقدمت الداخلية على إلحاق عامل الحسيمة، محمد الزهر بمهام أخرى وتكليف الوالي المفتش العام للوزارة محمد فوزي بالإشراف على تسيير شؤون عمالة الإقليم في انتظار تعيين عامل جديد من طرف الملك محمد السادس.

اقرأ/ي أيضًا: قضية محسن فكري..احتجاجات شعبية وقلق حكومي

من جهته، يرى محمد الغلزوري، رئيس منتدى حقوق الإنسان لشمال المغرب، ضمن حديثه لـ"ألترا صوت" أن خلاصة ما يحدث بالريف في الآونة الأخيرة، هو "احتقان اجتماعي خطير". وتساءل الغلزوري "ماذا تنتظر من شعب محروم من أبسط وأدنى حقوق العيش الكريم، بالإضافة إلى الظلم المتمثل في التعسف في استعمال السلطة، والضرب والسب والتلفظ بألفاظ نابية جارحة تحمل حمولات تاريخية، دون أن ننسى إدارة سلطوية وبيروقراطية؟".

وأكد رئيس منتدى حقوق الإنسان لشمال المغرب أنه ليس هناك من "مخرج لتجاوز هذا الوضع الذي يزداد خطورة يومًا بعد يوم، إلا بالاستجابة للملف المطلبي للحراك الشعبي بالريف، وإعادة النظر في الطريقة التي تتعامل بها السلطات مع هذه المنطقة".

وطالب نبيل الأندلوسي، الكاتب الإقليمي لحزب العدالة والتنمية بالحسيمة، بالتدخل العاجل للدولة قبل فوات الآوان، عقب أحداث العنف، داعيًا الجميع إلى ضبط النفس وعدم الانسياق لما أسماه "المخطط المحاك ضد المنطقة". وأكد المتحدث ذاته، في تدوينة له في صفحته على موقع التواصل فيسبوك، "أعتقد أن المسؤولين المحليين أصبحوا متجاوزين لكونهم لم يستطيعوا حل مشاكل اجتماعية بسيطة، وعلى الدولة التدخل قبل فوات الأوان". واتهم الأندلوسي "جهات لها رغبة في إشعال الريف وتحويلها من منطقة آمنة ومستقرة إلى منطقة توتر".

ويذكر أنها ليست المرة الأولى التي تشهد فيها مدينة الحسيمة المغربية والمناطق المجاورة لها احتقانًا شعبيًا، آخرها كان الشهر الماضي، إثر مواجهات بين مجموعة من السكان ونشطاء "الحراك الشعبي" من جهة، وبين رجال الأمن من جهة أخرى. وأسفرت هذه المواجهات عن حدوث إصابات وجرحى في صفوف الطرفين.

اقرأ/ي أيضًا: 

المغرب..الغضب من "طحن" بائع السمك يتواصل

المغرب..احتجاج ومطالب بإقالة وزير الداخلية