08-أكتوبر-2021

صاروخ HAWC الأمريكي فائق السرعة (PopSci)

ألتراصوت- فريق التحرير

تثير الصواريخ فائقة السرعة، وخاصة منها تلك التي تفوق في سرعتها سرعة الصوت بأضعاف، مخاوفَ كثيرة حاليا، بعد إعلان كل من بيونغ يونغ والصين وروسيا تطوير صواريخ تتجاوز سرعة الصوت بستة أضعافٍ إلى 20 ضعفًا، ويُنذر هذا التطور حسب المتابعين بالدخول إلى حقبة جديدة من حقب سباق التسلح بين القوى العظمى المتنافسة.

يُنذر هذا التطور حسب المتابعين بالدخول إلى حقبة جديدة من حقب سباق التسلح بين القوى العظمى المتنافسة

في هذا السياق، نشرت صحيفة ليفيغارو الفرنسية تقريرا بعنوان: " كيف تغير الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت اللعبة الإستراتيجية"؟، سلّطت فيه الصحيفة الضوء على تقنية الصاروخ فائق السرعة الجديد الذي أعلنت عدة دول عن تصنيعه، وتُسارع دول أخرى إلى الحصول على صواريخ بنفس مواصفاته.

استهلت لوفيغارو تقريرها بالقول "تخيل صاروخًا قادرًا على الوصول إلى أي نقطة في العالم في غضون ساعة، والتحرك في الطبقات السفلى من الغلاف الجوي للهروب من عمليات الكشف عن الرادار والمناورة في نهاية مساره للتعرج بين الدفاعات الصاروخية والتغلب عليها ... "، معتبرة أن هذه السرعة الفائقة "ستخل دون شك بالتوازنات العسكرية الحالية، مثلُها تماما مثل الذكاء الاصطناعي أو أسلحة الليزر، مؤكّدة أن هذه "التكنولوجيا التخريبية" هي من دون شك بمثابة جائزة عسكرية "تطمح جميع الجيوش بأن تكون أول من يمتلكها بالكامل".

يُذكر أن كوريا الشمالية تزعم أنها اختبرت صاروخا أسرع من الصوت نهاية أيلول/سبتمبر الماضي، كما كشفت موسكو أنها أجرت إطلاقين اختباريين لصاروخ "كروز زيركون" الفائق السرعة أوائل تشرين الأول/أكتوبر من غواصة تحت الماء، ونوهت لوفيغارو في هذا الصدد بتقدم الروس بخطوة على منافسيهم فيما يتعلق بالسرعة الفائقة للصواريخ، حيث سبق للكرملين في العام 2019 أن وصف الطائرة الشراعية "أفانغارد" التي تفوق سرعتها سرعة الصوت بأنها "سلاح مطلق".

أما الصين فتمتلك، حسب تقرير لوفيغارو، صاروخ كروز أسرع من الصوت يسمى "دي إف- 100" (DF-100)، بالإضافة لطائرة شراعية تفوق سرعتها سرعة الصوت تسمى "دي إف-17" (DF-17)، أما في فرنسا، فقد أفادت الصحيفة أنه "سيتم الإعلان عن رحلة تجريبية، الأسابيع المقبلة، للطائرة الشراعية "في- ماكس" (V-MAX) التي تفوق سرعتها سرعة الصوت".

كما أن الولايات المتحدة، كما توضح لوفيغارو، ليست بعيدة عن هذا السباق المحموم، فهي تقود حاليًا عدة مشاريع بأسماء مختلفة مثل "سي- إتش جي بي (C-HGB) وإيه آر آر دبليو (ARRW) و (HAWC)، وقد أعلنت وكالة الأبحاث التابعة للجيش الأميركي (داربا) 27 أيلول/سبتمبر أنها أكملت بنجاح رحلة تجريبية لنظام "إتش إيه دبليو سي" وأنها استطاعت إطلاق الصاروخ من طائرة قبل أن تشتغل نفاثتها، وتدفعه بأكثر من 5 ماخ.

لوفيغارو ذكرت في تقريرها أن دولة الاحتلال الإسرائيلي والهند واليابان تجري هي الأخرى أبحاثًا مماثلة لتطوير صواريخ تفوق في سرعتها سرعة الصوت.

ميزة الصواريخ الجديدة، حسب لوفيغارو، تتمثل في قدرتها على المناورة وتجاوز الدفاعات والتدمير الهائل، خلافًا للصاروخ الباليستي التقليدي الذي يصيب هدفه في مسار يمكن التنبؤ به، وهذه الخاصية أكثر حسمًا من عامل السرعة في حد ذاته، حسب لوفيغارو. ولعل الميزة المتمثلة في القدرة على المناورة وعدم التنبؤ بالمسار تكون عامل ردع جديدًا، لأن مثل هذا السلاح الذي لا يمكن التنبؤ به يمكن أن يكون خطيرًا على من يستخدمه، خاصة إذا وُضعت في الاعتبار مسألة الأسلحة النووية، وعليه سيتم حث حاملي الأسلحة النووية على عدم استخدامها، حسب الصحيفة الفرنسية نقلا عن مسؤول عسكري كبير.

فعالية هذه الأسلحة الجديدة لم تثبت بعد على الأرض، ومع ذلك فقد خلقت حالةً من عدم اليقين، تدعو للاستعداد والاستنفار

ولذلك فإن هذه القدرة على المناورة تفرض تحديات جديدة على الأنظمة الدفاعية وعلى عمليات القيادة واتخاذ القرارات التي يجب أن تتسارع هي الأخرى.

لوفيغارو ختمت تقريرها بالإشارة إلى أن فعالية هذه الأسلحة الجديدة لم تثبت بعد على الأرض، ومع ذلك فقد خلقت حالةً من عدم اليقين، تدعو للاستعداد والاستنفار على حد تعبير الصحيفة. 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

سباق التسلح العالمي.. خطة أمريكية لخلق فرص عمل وهوَس عالمي متزايد

إنفوغراف: من يملك الغواصات النووية في العالم؟