على مدى ثلاثة أيام انفجرت مصر بقصة "الكلبة انستازيا". انتشرت التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي حول اغتصاب ثلاثة شباب للكلبة، ما أحدث لها تهتكًا في الرحم أدّى إلى إجراء عملية جراحية لها، استؤصل فيها الرحم. وبدأت القصة عند مواطنة تُدعى "هايدي"، نشرت عبر حسابها الشخصي على "فيسبوك" صورة للكلبة، وقالت إنها تعرضت لـ"اعتداء جنسي"، مطالبة بمساعدتها في إيجاد بيت يأويها.
أثارت قضية الكلبة انستازيا جدلًا واسعًا على مواقع التواصل في مصر حول "قصة" اغتصابها
وأعلنت "هايدي" أن فتاة تسكن بضاحية السادس من أكتوبر بالجيزة، طلبت إرسال الكلبة لها لرعايتها حتى إيجاد بيت خاص، وأعلنت عن حاجتها لدكتور بيطري لعلاجها، وحاجتها، أيضًا، لممرض يقوم بإعطائها الأدوية والحقن، وحاجتها لمبلغ من المال لدفع باقي تكاليف العملية وتسديد تكلفة الإقامة في المزرعة والأدوية والأكل.. وهو ما كان بالنسبة لبعض روّاد مواقع التواصل، فخًا، وعملية نصب مكتملة.
وفي تفاعل سريع مع الحادث، اهتم رواد مواقع التواصل الاجتماعي بأمر الكلبة، التي انتشرت صورها على "فيسبوك" و"تويتر"، محذّرين من "انهيار أخلاقي" و"هوس جنسي" متواصل يهدّد المجتمع، بدأ من "التحرش بالفتيات"، ولن ينتهي بـ"اغتصاب الكلاب".
اقرأ/ي أيضًا: عودة "كشف العذرية" إلى مصر: الطالبات في المصيدة!
وفضّل آخرون التعاطي مع قصة "انستازيا" بشكل ساخر، غير مصدّقين أن ما جرى لها هو حادث اغتصاب، رغم ما تمتلئ به حكايات الريف وصعيد مصر من وقائع ممارسة الجنس مع الحيوانات، وجريمة في قانون العقوبات المصري تسمّى "الفسق بالحيوان".
بينما استضاف الإعلامي المصري جابر القرموطي "الكلبة انستازيا"، وقبّلها واعتذر لها على الهواء في برنامجه عبر فضائية "العاصمة" المصرية. وتواصلت صحف القاهرة مع الطبيب المعالج للكلبة، خالد علي، الذي قال إنه أجرى العملية للكلبة يوم الأحد، الماضي، وإنّ "الاعتداء تم قبل وصولها (أي الكلبة) إليه بأربعة أيام".
وهل هو "اغتصاب"؟.. يجيب طبيب "انستازيا": "لا، كان تهتكًا ناتجًا عن استعمال آلة حادة بشكل عنيف في موضع وطء الكلبة، قد تكون (خشبة أو حديدة)، ولا يستطيع تأكيد قصة الاغتصاب إلا من رآها لحظة الحادث". ترك ما قاله الطبيب المعالج لـ"انستازيا" الباب مفتوحًا أمام تحليل الأطباء البيطريين، والمتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي. وبدأت الحيرة.. هل يمكن أن يغتصب إنسان كلبة؟
قال طبيب بيطري على "فيسبوك": "علميًا، الاغتصاب شبه مستحيل، لأن الكلبة الأنثى لا تقبل أن يمارس معها كلب الجنس إلا في فترة التبويض، التي تأتي مرتين سنويًا، وإذا أصرّ تهاجمه وتعضه، بالإضافة إلى أنّ قوة عضلات المهبل تؤذي العضو الذكري للبشر". وبرَّر ما جرى لها بـ"تعذيب شديد".
وفي السياق نفسه، علق أطباء آخرون على الحادثة، موضحين أن عمليًا من الممكن حدوث عملية اغتصاب للكلبة عن طريق البشر من خلال فتحة الشرج وليس من المهبل، الأمر الذي يترك الحقيقة غائبة حول تمكن الشباب المصري من التخلي عن إنسانيتهم وعاداتهم ليتورطوا في اغتصاب كلبة.
ووضع "نور"، أحد منقذي الكلبة، احتمالًا آخر، قائلًا: "قابلت سبع حالات مشابهة وكان السبب دائمًا، لما بحثنا، أن المنطقة بها عدد من الكلاب الذكور أكثر من الإناث، ما يؤدي إلى تزاوج أكثر من كلب لأنثى، والكلاب لا تحتمل ذلك، فيؤدي إلى تهتك في الرحم، ونزيف، وينقلب إلى تورّم، وحله الوحيد استئصال الرحم". وأوضح: "بيولوجيًا، مستحيل أن يمارس بني آدم الجنس مع كلبة بسبب طقوس معيّنة تقوم بها خلال العملية الجنسية عكس حيوانات كثيرة.. مستحيل مستحيل مستحيل".
اقرأ/ي أيضًا: