20-يوليو-2020

يتصرف ترامب بمنأى عن إرشادات فريقه الاستشاري (Getty)

ألترا صوت – فريق التحرير

جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفضه وصف العلم الخاص بالولايات الكونفدرالية كرمز مهين للولايات المتحدة، مجادلًا كذلك بأن منافسه لانتخابات الرئاسة الأمريكية، الديمقراطي جو بايدن، ليس مؤهلًا للرئاسة، وذلك في تجاهل واضح لنصائح فريقه الاستشاري بالاشتراك مع فريق حملته الانتخابية الذين يطالبونه بالابتعاد في أحاديثه عن الدفاع عن العلم الكونفدرالي.

جدد ترامب رفضه وصف العلم الخاص بالولايات الكونفدرالية كرمز مهين للولايات المتحدة، مجادلًا كذلك بأن منافسه لانتخابات الرئاسة الأمريكية، الديمقراطي جو بايدن، ليس مؤهلًا للرئاسة

خلال مقابلة مع برنامج "فوكس نيوز صنداي" الذي بث يوم الأحد الماضي، أجاب الرئيس الجمهوري في معرض رده على سؤال مرتبط بما إذا كان العلم الكونفدرالي الذي يعتبره الغالبية العظمى من الأمريكيين رمزًا للعبودية "مهينًا"، بالقول: "الأمر يعتمد على من تتحدث عنهم ومتى تتحدث"، وتابع مضيفًا "عندما كان الناس لديهم أعلامهم الاتحادية فإنهم لا يتحدثون عن العنصرية. إنهم يحبون علمهم، فهو يمثل الجنوب.. هم يحبون الجنوب... أقول إنها حرية أشياء كثيرة.. لكنها حرية التعبير".

اقرأ/ي أيضًا: الصين تتعهد برد حازم على قرار ترامب بإنهاء "المعاملة التفضيلية" لهونغ كونغ

كما ساوى ترامب بطريقة مثيرة للجدل، بين العلم الكونفدرالي وحركة "حياة السود مهمة"، قائلًا أنا لا أنزعج من رفع العلم كما لا أنزعج من الحركة، "إنها حرية التعبير. تعرفون كل شي عن ثقافة الإلغاء. إننا لا نستطيع إلغاء كل تاريخنا. لا نستطيع نسيان أن الشمال والجنوب تحاربوا".

وكان ترامب قد أظهر تعاطفه مع العلم والشخصيات الرمزية للولايات الكونفدرالية التي كان لها دور بتأجيج الحرب الأهلية الأمريكية ما بين عامي 1861 – 1865، وذلك على خلفية الاحتجاجات العنيفة التي ضربت المدن الأمريكية ردًا على تعامل أفراد الشرطة بوحشية مع الأمريكيين من أصول أفريقية في أيار/مايو الماضي، وطالبت المسؤولين الأمريكيين بإزلة نصب وتماثيل قادة الجيش الكونفدرالي، الأمر الذي قوبل من ترامب بالاستنكار، والتأكيد على أنه سيستخدم الفيتو ضد قانون التفويض الدفاعي الوطني السنوي، الذي يحتوي على بند يدعو لإزالة أسماء القادة الكونفدراليين من القواعد العسكرية في غضون عام.

كما أن ترامب جادل محاوره حول نتائج استطلاعات الرأي التي تظهر تخلفه عن بايدن في سباق الانتخابات الرئاسية بفارق كبير قبل أقل من 106 أيام على موعدها، وجدد هجومه على منافسه الديمقراطي بوصفه "غير مؤهل ليكون رئيسًا"، وأنه مُسيطر عليه من قبل الجناح الراديكالي للحزب الديمقراطي، في إشارة واضحة للتيار الذي يقوده السيناتور الاشتراكي بيرني ساندرز، المعروف بأنه من أكثر الديمقراطيين المؤيدين للسياسات اليسارية الراديكالية.

ووجه ترامب اتهامًا للديمقراطيين بعدم السماح لحملته الانتخابية بتنظيم التجمعات الانتخابية في الولايات التي يديرونها، مستخدمين جائحة فيروس كورونا الجديد مبررًا لذلك، على الرغم من أن استطلاعات الرأي أشارت لتعاطي إدارة ترامب السلبي بشأن مكافحة الفيروس، بعدما أظهرت عدم موافقة ستة من كل عشرة ناخبين على الطريقة التي تتعامل بها إدارة ترامب مع الجائحة.

وفي إطار إجاباته على الأسئلة المرتبطة باستراتيجية إدارته لمكافحة الفيروس، وصف ترامب مدير المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية أنتوني فوشي بأنه "مقلق للغاية"، نافيًا أن يكون البيت الأبيض متورطًا بالحملة التي نظمت ضد فوتشي لتشويه سمعته، لافتًا إلى تحمله المسؤولية كاملةً فيما يخص معالجة الجائحة العالمية لأنها "في النهاية وظيفته".

واعتبر ترامب أن استطلاعات الرأي التي تظهر تخلفه عن منافسه بايدن "وهمية" مثل استطلاعات الرأي التي أجريت خلال انتخابات الرئاسة لعام 2016، لافتًا لوجود استطلاعات رأي تظهره متقدمًا على حساب بايدن، وأن هناك استطلاعات رأي تجعله يتصدر في الولايات التي تشهد تأرجحًا بين الناخبين على اختيار الرئيس الـ46 للولايات المتحدة.

وأظهر أحدث استطلاع للرأي أجرته جامعة كوينيبياك في ولاية كونيتيكت تأييد 52% من الناخبين لبايدن في سباق الانتخابات الرئاسية، في مقابل تأييد 37% إعادة انتخاب ترامب رئيسًا لولاية ثانية، وهو هامش كبير قياسًا بالاستطلاع الذي أجرته صحيفة وول ستريت جورنال مع شبكة NBC نيوز الشهر الماضي، وأظهر تأييد 49 % من الناخبين لبايدن في مقابل تأييد 41 % لترامب.

وعندما وجه المحاور سؤالًا لترامب حول الاقتصاد الأمريكي المتراجع جراء التداعيات السلبية التي أفرزها الفيروس التاجي على الاقتصاد العالمي بشكل عام، وصف ترامب نفسه بأنه قام ببناء "أكبر اقتصاد في التاريخ"، قبل أن يضيف مستدركًا بأنه سيقوم بفعل ذلك مرةً أخرى، وأكد على ثقته بانتعاش الاقتصاد الأمريكي على الرغم من انتشار فيروس كورونا في عموم المدن الأمريكية، بتسجيله ما يزيد على 3.7 مليون إصابة، من ضمنها أكثر من 140 ألف حالة وفاة.

وقلل ترامب من التقارير التي تحدثت عن فقدان ملايين الأمريكيين لوظائفهم بسبب إغلاق معظم الشركات والمحال التجارية مكاتبها في إطار التدابير الاحترازية للحد من انتشار الفيروس، وأشار معتقدًا أن الاقتصاد الأمريكي "يتوسع ويكبر"، مشككًا بأن يسبب الملف الاقتصادي مشكلة له في يوم الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر القادم، موعد انتخابات الرئاسة الأمريكية، على الرغم من رغبة الديمقراطيين بـ"إبقاء (الاقتصاد الأمريكي) مغلقًأ لأطول فترة ممكنة" لاعتقادهم بأن ذلك سيساعدهم على الفوز في الانتخابات على حد تعبيره.

قلل ترامب من التقارير التي تحدثت عن فقدان ملايين الأمريكيين لوظائفهم بسبب إغلاق معظم الشركات والمحال التجارية مكاتبها 

وكانت تقارير صحفية غربية قد أشارت مؤخرًا لمواجهة ترامب ضغوطًا مختلفة من قبل مستشاريه وحلفائه الجمهوريين الذين يطالبونه بالتركيز على أنه المرشح الرئاسي الأفضل لإعادة إنعاش الاقتصاد الأمريكي بمجرد انحسار الجائحة العالمية، بدلًا من التركيز على القضايا الثقافية الخلافية خلال تصريحاته العديدة في الأسابيع الأخيرة، وكان من بينها دفاعه عن علم الولايات الكونفدرالية، ومهاجمته الدائمة لحركة حياة السود مهمة، فضلًا عن دفاعه عن قادة الجيش الكونفدراليين.