05-سبتمبر-2016

نور الدين تابرحة/الجزائر

ما عدت أذكر 
فعادة ما تسقطُ على الكتف 
رصاصة يصيبها العصفور في القلب
وعادة ما ينبح في قلب الليل إلا الليلُ
وأن هذا الأرق ما زال ينتفخ كالنصائح المنمقة..
أو كعجينة النسيان.
لا شيء يُذكرُ، 
كل المسافاتِ اِبتكرت خطوات تليق بفِتنتها 
كل الطيور تسعىَ للوصولِ إلى تلكَ الأجنحة
الــ في خيال الطيرانِ.
كُلِّي عثرة المعنى حين بالحزن تتضرر اللغة.

ما عدت أذكر 
فلا شيء لي الآن يدعو للمآثر
سوىَ مشيئة الكأس 
حين أسكبها فوق صلعة حياتي.

لاشيء يليقُ بالموتِ وبالحياة
قليلٌ من القهقهةِ البائسة أوزعها على صبايا الزمنِ.

عدمٌ هو الحبُ، عدمٌ هائلٌ يحتوي القلبَ، هذا
مثوى الخيبة بكامل دمائها
زهوُ الجرحِ إذْ يتَمَلَّحُ بذكراهْ..

ما عدت أذكر شيئًا
فالموسيقى تنقضي على عجل كما النساء 
أو كما الصباح.

وها أنِّي أضعُ فجوات كبيرة في مصدر الصمت
فكبوة الصوتِ لا تزيدُ إلا من انحسار الأمل.
تعالي لنصمت كثيرًا

نصمتُ لنمسكَ التعبَ من يده
وليُمسكنا من يدينا خواء عارٍ
يرمينا في مدافن المرايا.
صورة يُشَظيها البصرُ والعمرْ.

واقفًا مثل الملل، 
متينًا..
أقيس بظليّ قامة الوِحدةِ 
التي تشاركني المرآة.

اقرأ/ي أيضًا:

أمير أمويّ في مستشفى هداسا

رسالة متأخرة