27-يناير-2016

الجيلالي الغرباوي/ المغرب

1

أَنا الآنَ في جَبَلٍ
عُلُوُّهُ 1300 مِتر عَنْ سَطْحِ الْبَحْر،
بِالإِضَافَةِ إِلى عُلُوِّ 1000 مِتْر في رَأْسِي،
بِسَببِ ذَلكَ، رُبَّما،
أُحَاولُ النَّوْمَ دَاخِل غُرفَةِ صَديقِي الشّاعِرِ مُنْذُ سَاعَةٍ
دُونَ أَنْ أَنْجَح.

اَلسَّمَاءُ تئِنُّ... 
وَصَوْتُها يُثيرُ الشَّفَقَة، وَالرُّعْب.

يَالله... هَلْ سَتُزيلُ عَنّا هَذا الغِطَاءَ أَخِيرًا؟

 

2

اَلسَّماءُ تَصرُخ، 
هذَا ليْسَ مَجازًا
إنَّها تَصرخُ كَنَاقَةٍ مَنْحُورَةٍ.
مَنْ مِنكُم حَضَرَ نَحْرَ نَاقَة؟ 
أَنَا فَعَلْت 
عِنْدَما كُنْتُ طِفْلًا، فَعَلْت.
اِرْتَقَيْنَا، رِفَاقِي وَأَنَا، السُّورَ الَّذِي يُحِيطُ بِحَطَبِ حمَّامِ الحْيّ،
وَمَدَدْنَا أَعْنَاقَنَا الصَّغِيرَة، 
حِينَ كَانُوا يَمُدُّونَ عُنُقَ النَّاقَةِ، 
قَبْلَ أَنْ يَغْرِزَ فِيهِ الرَّجُلُ الْقَصِيرُ الْقَادِمُ مِنَ الصَّحْرَاءِ
خِنْجَرَهُ، وَيَخْرُجَ قَوْسُ الدَّمِ الْأَحْمَر. 
صَرَخَتِ النَّاقَةُ سَاعَتَهَا 
صُرَاخًا رَهِيبًا لَمْ أَتَذَكَّرْهُ إِلاَّ الْآنَ،
وَأَنا أَسْمَعُ السَّمَاءَ تَصْرُخ. 

إنَّ السَّمَاءَ تَصْرُخُ، تَصْرُخُ بِحَقّ، هَذَا لَيْسَ مَجَازًا.

إِنَّ السَّمَاءَ تَصْرُخ. 
مَنْ نَحَرَهَا أَيُّهَا الْأَوْغَاد؟!

 

3

كَاسٌ مِنَ المَعْنَى، 
حَيْرَى،
تُحَدِّقُ بِي.

في مِلْحِ حيْرَتها 
يختالُ 
ظِلُّ نَبِي.

 

4

عَلَى حَائِطٍ مَا، في بَلَدٍ مَا، كَتَبَ أَحَدُهُم بِخَطٍّ كَبِيرٍ: المجد للمجهولين.

تَصادَفَ أَنْ مَرَّتْ عَدَسَةُ كاميرَا عَلى الجِدَارِ لِنصْفِ ثَانِيَةٍ، وَنَقَلَتِ الْعِبَارَةَ إِلَى الشَّاشَة.

كُنتُ مَعَ صَدِيقَيَّ الشاعِرَيْنِ في الجَبَلِ المجهُول، جَبَلِ الله، وَصَرَخْنَا مَعًا عِندمَا رَأَيْنَا الْعِبَارَةَ: "اَلمْجْدُ لِلْمَجْهُولِين".

 مَا زَالَ الصَّدَى فِي أُذُنَيَّ إِلىَ الآن، وَأَجْهَلُ إِنْ كانَ ذلكَ صَدَى صُرَاخِنَا،

 أَمْ صَدَى الصُّورَة.

اقرأ/ي أيضًا:

القصيدة الأخيرة لبيكتور خارا

عن لوليتا أُخرى