18-يونيو-2021

جبران خليل جبران وقصيدته المواكب

ألترا صوت – فريق التحرير

يُجمع النقّاد على ان قصيدة "المواكب" للكاتب والشاعر جبران خليل جبران مكتوبة في عام 1918 أو 1919، وقال جبران في وصفها إنها: "نظرات شاعر ومصوّر في الأيام والليالي". وكتب الشاعر نسيب عريضة في مقدمة الطبعة الأولى: "ولا بد لي من القول استدراكًا بأن جبران في مواكبه لا يقصد دعوة الناس للرجوع إلى الطبيعة كما فعل مفكرو القرن الثامن عشر في فرنسا وإنجلترا، بل دعوته إنما هي للرجوع إلى بسلطة الحياة".

تتكون قصيدة المواكب من 203 بيت، وهي مكتوبة بصوتين، صوت الحكيم المجرّب وصوت الشاب الغر. أو صوت الثقافة وصوت الطبيعة. هنا مختارات من أبيات هذ القصيدة الخالدة.


مقاطع

الخير في الناس مصنوعٌ إذا جُبروا

والشرُّ في الناس لا يفنى وإِن قبروا

 

وأكثر الناس آلاتٌ تحركها

أصابع الدهر يوماً ثم تنكسرُ

 

فلا تقولنَّ هذا عالم علمٌ

ولا تقولنَّ ذاك السيد الوَقُرُ

 

فأفضل الناس قطعانٌ يسير بها

صوت الرعاة ومن لم يمشِ يندثر

 

ليس في الغابات راعٍ

لا ولا فيها القطيعْ

 

فالشتا يمشي ولكن

لا يُجاريهِ الربيعْ

 

خُلقَ الناس عبيدًا

للذي يأْبى الخضوعْ

 

فإذا ما هبَّ يومًا

سائراً سار الجميعْ

 

أعطني النايَ وغنِّ

فالغنا يرعى العقولْ

وأنينُ الناي أبقى

من مجيدٍ وذليلْ

*

 

وما الحياةُ سوى نومٍ تراوده

أحلام من بمرادِ النفس يأتمرُ

 

والسرُّ في النفس حزن النفس يسترهُ

فإِن تولىَّ فبالأفراحِ يستترُ

 

والسرُّ في العيشِ رغدُ العيشِ يحجبهُ

فإِن أُزيل توَّلى حجبهُ الكدرُ

 

فإن ترفعتَ عن رغدٍ وعن كدرِ

جاورتَ ظلَّ الذي حارت بهِ الفكرُ

 

ليس في الغابات حزنٌ

لا ولا فيها الهمومْ

 

فإذا هبّ نسيمٌ

لم تجىءْ معه السمومْ

 

ليس حزن النفس إلا

ظلُّ وهمٍ لا يدومْ

 

وغيوم النفس تبدو

من ثناياها النجومْ

 

أعطني الناي وغنِّ

فالغنا يمحو المحنْ

 

وأنين الناي يبقى

بعد أن يفنى الزمنْ

 

اقرأ/ي أيضًا:

برتولد بريخت: قصيدة الأنهار

خورخي لويس بورخيس: فن الشعر