جامعة كولومبيا تفرض عقوبات جديدة على عشرات الطلاب.. مقايضة مع إدارة ترامب؟
23 يوليو 2025
فرَضت جامعة كولومبيا عقوبات جماعية على 80 طالبًا دفعة واحدة، تراوحت بين الطرد وسحب الشهادات الجامعية. وتأتي هذه الحزمة من العقوبات على خلفية مشاركة الطلاب في الاحتجاجات المناهضة لحرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على غزة، والمؤيدة للفلسطينيين.
ويربط البعض هذه العقوبات الصارمة بالمفاوضات الجارية بين إدارة الجامعة وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي سبق أن قررت قطع 400 مليون دولار من الأموال الفدرالية المخصصة لكولومبيا.
يُشار إلى أن جامعة كولومبيا شكّلت مركز الحراك الطلابي الاحتجاجي، والذي بلغ ذروته منتصف العام الماضي، بتنظيم اعتصام في مكتبة الجامعة ومخيم الخريجين خلال ربيع وأيار/مايو 2025.
وقد شهد الحراك موجة جديدة من التصعيد مع بداية العام الجاري، تزامنًا مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض لولاية رئاسية ثانية في كانون الثاني/يناير 2025.
غير أن سياسة القمع التي اتّبعها ترامب ضدّ الاحتجاجات، والجامعات التي تحوّلت إلى بؤر لهذا الحراك، أدّت في نهاية المطاف إلى انحسار الموجة الطلابية.
فرَضت جامعة كولومبيا عقوباتٍ على 80 طالبًا دفعة واحدة
ويتّهم ترامب جامعاتٍ عريقة مثل كولومبيا وهارفارد بالفشل في التصدي لما يصفه بـ"الممارسات المعادية للسامية"، وذلك في إطار سياسة الضغط التي يتبناها تجاه هذه المؤسسات. وقد استخدم ترامب التمويل الفدرالي أداةً للضغط، فعمد إلى تعليقه عن عدة جامعات، من بينها جامعة كولومبيا.
وقد وافقت الأخيرة مؤخرًا على تنفيذ سلسلة إصلاحات سياسية دعت إليها إدارة ترامب، في محاولة منها لاستعادة التمويل الفدرالي. وقد أثارت هذه الخطوة غضب عدد كبير من الطلاب، لا سيما في ظل تمسّك جامعات أخرى مثل هارفارد بخيار اللجوء إلى القضاء ومواصلة مقاومة الضغوط السياسية.
العقوبات على طلاب كولومبيا
أصدرت جامعة كولومبيا، أمس الثلاثاء، بيانًا تضمّن أحدث حزمة من العقوبات التأديبية بحق عدد من طلابها، استهدفت بشكل خاص أولئك الذين شاركوا في اعتصامين داخل مكتبة الجامعة في أيار/مايو الماضي، وكذلك في مخيّم الخريجين خلال ربيع عام 2024. وبرّرت إدارة الجامعة هذه العقوبات المشددة بأنّ الاعتصامات المؤيدة لفلسطين، والمنددة بما وصفته "بحرب الإبادة الجماعية في غزة"، تسببت في "حرمان مئات من زملائهم من خدمات المكتبة الأساسية خلال فترة الامتحانات"، بحسب نص البيان.
أصدر عدد من طلاب جامعة كولومبيا بيانًا ندّدوا فيه بحزمة العقوبات الجديدة التي فرضتها إدارة الجامعة على زملائهم المشاركين في الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين
وقد شملت العقوبات وضع بعض الطلاب تحت المراقبة الأكاديمية، وإيقاف آخرين عن الدراسة لفترات تتراوح بين عام وثلاثة أعوام، وصولًا إلى سحب الشهادات الجامعية أو الطرد النهائي من الجامعة. ومع ذلك، أكد البيان أن كولومبيا "لا تصدر نتائج تأديبية فردية علنية لأي طالب".
وكانت إدارة الجامعة قد أوقفت، في أيار/مايو 2025، نحو 65 طالبًا بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين، ومنعتهم من دخول الحرم الجامعي وأداء الامتحانات النهائية. وشهد الشهر ذاته اعتقال العشرات من الطلاب خلال واحدة من أضخم المظاهرات المناهضة للحرب داخل الحرم الجامعي، بعدما استعانت الإدارة بقوات الشرطة لقمع الحراك الطلابي.
تنديد طلّابي
أصدر عدد من طلاب جامعة كولومبيا بيانًا ندّدوا فيه بحزمة العقوبات الجديدة التي فرضتها إدارة الجامعة على زملائهم المشاركين في الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين، معتبرين أنها "إجراءات ظالمة وغير مبررة". وأكد الطلاب في بيانهم أنهم لن يتراجعوا عن التزامهم بالنضال من أجل تحرير فلسطين.
وجدد البيان مطالب الحركة الطلابية، وفي مقدّمتها دعوة إدارة الجامعة إلى وقف استثمار جزء من أموال المنح، التي تبلغ 14.8 مليار دولار، في شركات تصنيع الأسلحة وغيرها من الشركات التي تدعم الاحتلال العسكري الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.