09-نوفمبر-2015

جامعة الأزهر(الأناضول)

"إنه من المعلوم للخاصة والعامة أن مهجة غالب غنية عن أي ألقاب فهي أستاذة جامعية قبل كل شيء"، بهذه الجملة دافع عبد الحي عزب، رئيس جامعة الأزهر، عن قراره اختيار زوجته الدكتورة مهجة غالب ضمن أربعة مستشارين له عينهم يوم الخميس الماضي، الأمر الذي فتح عليه باب الهجوم باعتبار أنه يستغل منصبه لتعيين المقربين منه.

اتهم رئيس جامعة الأزهر باستغلال منصبه لتعيين مقربين منه إثر تعيينه زوجته مستشارًا له

وأضاف عزب في بيانه الذي أصدره السبت: "إنها العميدة التي تصدت لطالبات الإخوان وهن في أوج قدرتهن وتسلطهن على البلاد والعباد، وهي العميدة التي حوصرت في مكتبها ولم تستسلم وتسلم الكلية، وهي العميدة التي حوصر بيتها أكثر من مرة خلال عهد الإخوان ووقفت صامدة مع زوجها وأولادها لا يخشون فى الحق لومة لائم ولم ينهزموا أبدًا أمام قهر تلك الفئة الباغية، وهي العميدة التي شهد لها التاريخ بأنشطتها العلمية وخدمة الكلية".

وفي تصريحات صحفية، أكد عزب أنه لو وجد من هو أكفأ منها لعينه في المنصب، مشيرًا إلى عدم تقاضيها أي مقابل مادي عن منصبها الجديد. وقامت كلية الدراسات الإسلامية، صباح الأحد، بعرض فيلم تسجيلي بعنوان "لمسة وفاء"، تم التعرض فيه لمسيرة مهجة غالب، التي طالما أشاد عزب بدورها في "تطوير التدريس ومكافحة الفساد".

تولى عزب رئاسة الجامعة في أكتوبر/تشرين الأول 2014، بعد رئيسها السابق أسامة العبد. لم يكن اسم عزب مطروحًا بقوة لخلافته، كانت التكهنات تشير إلى إبراهيم الهدهد ومحمد أبو هاشم نائبي رئيس الجامعة. لكن التدخل الأمني أخذ بيد عزب إلى كرسي رئاسة الجامعة.

وشغلت مهجة غالب منصب عميدة كلية الدراسات الإسلامية والعربية بفرع البنات في الجامعة، قبل أن تصل إلى سن التقاعد، واشتهرت بخلافها الدائم مع طالبات الإخوان، إذ تصدت لتظاهراتهن ضد النظام، التي انطلقت أعقاب الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي، وقتها حاصرت الطالبات مكتبها ولم تتمكن من الخروج منه سوى بعد تدخل الشرطة.

منذ تعيينه في هذا المنصب، اقترن اسم عزب بزوجته إذ لم يكن معروفًا بشكل جيد من قبل. "زوج مهجة" أو "زوج الست"، هي الإجابة التي كان يستحضرها الكثير من الطلاب والمهتمين إذا طرح سؤال "من هو عبد الحي عزب؟".

قبل توليه رئاسة الجامعة، لم يوافق عزب على إيفاده إلى كازخستان كرئيس للجامعة الإسلامية هناك، مبررًا ذلك بالبقاء إلى جوار زوجته، التي قال إنها تتلقى تهديدات من الإخوان وأنهم حاصروا بيتها ومكتبها في الكلية، وهددوها عبر الهاتف.

اشتهر عزب بكونه الراعي الرسمي لدور الأمن في الجامعة. واشتهر بتصريحاته الفجة التي ينال فيها من الطلبة وخاصة طلاب الإخوان المسلمين. منها على سبيل المثال ما قاله عندما أحرق بعض الطلاب سيارة عميد كلية طب الأسنان. على بعد متر واحد منها، وقف عزب ليهدد بإلغاء العام الدراسي واعتباره عام رسوب للجميع إذا استمر الحال على ما هو عليه، متوعدًا بعدم فتح المدينة الجامعية أمام الطلاب للسكن. وقد نفذ وعده ولم تفتح المدينة من وقتها حتى الآن.

اشتهر عزب بكونه الراعي الرسمي لدور الأمن في الجامعة. واشتهر بتصريحاته الفجة التي ينال فيها من الطلبة 

وفي العام الدراسي السابق رد على صحفي سأله عن كيفية دخول الشماريخ والألعاب النارية إلى حرم الجامعة من قبل الطلاب رغم تشديد إجراءت الأمن، قائلًا: "طالبات الإخوان يقمن بتهريبها في ملابسهن الداخلية".

مع كثرة عدد المعتقلين من داخل أسوار جامعة الأزهر، لم يتجاوب عزب مع الاقتراحات التي نادت بأن يطالب رئيس الجامعة بالإفراج عنهم مقابل التحقيق معهم في الجامعة. بل فصل المزيد من الطلاب، بعضهم دون تحقيق. هكذا إذًا، تنبئ نبرة عزب عن تحدٍ وتشفٍ دائمًا للطلاب وغيرهم، كما أنه يتعامل مع الجامعة باعتبارها "عِزْبَة" يفعل فيها ما يحلو له ما دامت علاقته بالأمن ممتازة.

اقرأ/ي أيضًا: 

الاختفاء القسري في مصر.. تنكيل السلطة بالطلاب

انتخابات الطلبة في مصر.. المنفذ المتبقي؟