16-أكتوبر-2018

خلال توزيع الجوائز

استضافت "فيلا عودة" في العاصمة اللبنانية بيروت مساء السبت 13 تشرين الأوّل/أكتوبر، وبحضور عددٍ من الشخصيات الثقافية اللبنانية والبلجيكية، حفل توزيع "جائزة الفنانين اللبنانيين الشباب" التي تنظّمها سنويًا، ومنذ 26 عامًا تقريبًا، "مؤسّسة بوغوصيان للفنون".

تحاول "جائزة الفنانين اللبنانيين الشباب" أن تكرّس فكرة أن دور الفن هو خلق عالم يمكن تحمّلهُ

"جائزة الفنانين اللبنانيين الشباب" التي انطلقت سنة 1992، والتي تُعدّ أيضًا النشاط الثقافي الأبرز للمؤسّسة التي تتَّخذ من العاصمة البلجيكية بروكسل مقرًّا لها، تتوزّع على 5 فئاتٍ هي: "جائزة أدب الناشئة"، والتي تمنحها المؤسّسة للفئة العمرية بين 12 و14 عامًا، وذلك بالتعاون مع "جمعية السبيل للمكتبات العامّة". و"جائزة الرسم"، و"جائزة التصميم"، و"جائزة الرقص"، و"جائزة سينما من القلب" التي تُمنح بالشراكة مع "مؤسّسة سينما لبنان".

اقرأ/ي أيضًا: اقتراب إطلاق البوابة الإلكترونية لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية

ماري بوغوصيان سلامة، مديرة "مؤسّسة بوغوصيان للفنون" في مدينة بيروت، أكّدت في حديثها للحضور أنّ "جائزة الفنانين اللبنانيين الشباب"، ومنذ أن تأسَّست في سنة 1992، لعبت دورًا مهمًّا وبارزًا في منح الشباب اللبنانيّ فرصًا مهمّة، ومساحاتٍ واسعة ورحبة لعرض أعمالهم في القارّة العجوز. ومن شأن فرص كهذه، دون شك، أن تفسح المجال للفائزين بالجائزة لتبادل الأفكار والخبرات مع فنّانين عرب وأجانب في العاصمة البلجيكية بروكسل، التي تمنحُ "جائزة الفنانين اللبنانيين الشباب" للفائزين بها، إلى جانب الجوائز المالية، إقامةً فيها لمدّة لا تقلّ عن شهرٍ كامل. وستكون هذه الإقامة في "فيلا أمبان" التي تُعدُّ من أبرز المعالم العمرانية التراثية والفريدة في المدينة الأوروبية. وكانت "مؤسّسة بوغوصيان للفنون" قد استحوذت على الفيلا سنة 2005، واتّخذت منها مقرًّا رئيسيًا لها، وحوّلتها، شيئًا فشيئًا، إلى واحد من أهم المراكز الثقافية المعنية ببناء جسورٍ للتواصل والحوار بين الثقافتين الغربية والشرقية، ففتحت أبوابها للعديد من النشاطات الثقافية والفنية، كعروض الرقص والموسيقى والمسرح، بالإضافة إلى المعارض التشكيلية واللقاءات والمؤتمرات الثقافية أيضًا.

"جائزة الفنانين اللبنانيين الشباب" التي يحرص القائمون عليها أن تجسّد مقولة "دور الفن هو خلق عالم يمكن تحمّلهُ"، تكوّنت لجنة تحكيمها لهذه الدورة، وعن فئة "أدب الناشئة" من الأسماء التالية: جورجيا مخلوف، ونجلاء جريصاتي خوري، ويولل مطر، وعبيدو باشا. ومنحت هذه اللجنة الجائزة لكلّ من نسيمة علوان عن مخطوطتها المعنونة بـ "هاشتاغ نمرود"، ومحمد إسماعيل عن مخطوطة بعنوان "ثائر". وذلك من بين 62 كتابًا، و13 مخطوطًا وصل إلى اللجنة. وحصل كلّ من الفائزين على مبلغ ثلاثة آلاف دولار أمريكيّ.

أما عن الفئات الأربعة المتبقية، فتكونت لجنة تحكيمها من عددٍ من الفنانين والخبراء الدوليين في حقول الفن المختلفة: كريستيان برنارد، وكارينا الحلو، وميشال مالك، وجان مارك بونفيس. بينما ترأست لوما سلامة مديرة "فيلا أمبان" في بروكسل رئاسة اللجنة التي منحت "جائزة الرسم" التي تبلغ قيمتها عشرة آلاف دولار أمريكيّ إلى سيرج مانوكيان. بينما حصل الفائز الثاني عن الفئة نفسها محمد سعد إقامة فنية في "فيلا أمبان" في بروكسل فقط. ومنحت اللجنة جائزة فئة "التصميم" إلى تالا صفية التي أشارت اللجنة إلى موهبتها ونشرها لأعمالها في عددٍ من المجلّات الأجنبية الشهيرة.

تطال "جائزة الفنانين اللبنانيين الشباب" في كلّ دورة لها انتقادات مختلفة، تتعلّق بالدرجة الأولى بكونها حكرًا على الفنانين اللبنانيين

أمّا عن فئة "الرقص المعاصر"، فقد منحت اللجنة الجائزة إلى شارلي برينس الذي يحمل الجنسيتين اللبنانية والكندية، وسبق أن شارك في مهرجان "بايبود" اللبنانيّ للرقص المعاصر. وأخيرًا، مُنحت الجائزة عن فئة "سينما من القلب" إلى وليد مونّس وغسان حلواني. يحصل كلّ فائز عن كلّ الفئات، باستثناء فئة أدب الناشئة لهذا السنة، مبلغ مالي قدره عشرة آلاف دولار أمريكيّ، بالإضافة إلى الإقامة الفنية في "فيلا أمبان".

اقرأ/ي أيضًا: "شغف".. دار نشر جزائرية متخصصة في الحساسيات الشعرية الجديدة

تطال "جائزة الفنانين اللبنانيين الشباب" في كلّ دورة لها انتقادات مختلفة، تتعلّق بالدرجة الأولى بكونها حكرًا على الفنانين اللبنانيين، دون الالتفات إلى الكثير من الفنّانين العرب المقيمين في لبنان منذ سنواتٍ طويلة. حيث إنّها تشترط على المتقدّمين إليها إظهار هوية لبنانية، ما أثار أسئلة عدّة من قبيل: ما الذي يبرّر استهداف الجائزة للبنانيين فقط دون غيرهم؟ وهل أصبحت الجنسية اليوم جزءًا من عملية تقييم الفن؟

 

اقرأ/ي أيضًا:

"مقهى ثقافي" في الجزائر.. المراهنة على حوار الجماليات

أوروبا في مسرح المدينة.. لوركا وكافكا مع راشيل كوري في بيروت