01-نوفمبر-2018

سيرج بولياكوف/ روسيا

ولادة الإنسان

عليكِ أن تعرفي: أنَّ ما لنا ليسَ علينا،

وما علينا لم يكُ ساعةً لنا.

جئنا من ظلامٍ وعتمة، هكذا يقولون.

كانت مصادفةً

الآباءُ أرادوا المتعة،

فابتكروا الجنس!

بعدها صارت الأمهاتُ

يفتحن سيقانهن،

ويُطلقْنَ أصواتًا تأتي

بصغار الجيران؛ يتفرجون ويضحكون لسقوطنا،

كنا غيرَ آبهين،

لا ندركُ خيبةَ السقوط؛

ربما، كانت الضحكات

نبوءات ساخرة

دفعت مقدمًا عربون سخرية

لما نحن عليه الآن!

الأمهات يفتحْنَ السيقان،

ويصرخْنَ عاليًا

الخالاتُ والقريباتُ يزغردْنَ

بأصوات تشدُّ القابلات،

والنبيُّ يشبعُ لكثر الصلاة عليه!

في الساعة المليئةِ بالصيحاتِ

والزغاريد والصلوات والأدعية

تمتدُّ يدُ القابلة

تسحبنا بقوةٍ

لحلكةٍ أخرى أشدّ من الأولى.

هكذا يرتطمُ الإنسان بالحياة.

 

 

نهار يمنح الظلّ شرعية الرحيل

آخرُ ما يأخذه الظلُّ من النّهارات،

شرعيّة الرّحيل.

آخرُ ما أضعتُه في رحلة الإيغال في الأشياء ذاتي؛

فعدتُ بحذاءٍ ممزّق، وجسدٍ قديم!

موجعٌ أن تكون مثلَ مقبرة يؤرقّها السّؤال:

لمن سيكون آخرُ القبور؟!

ذلك التنبُّؤُ لا ينفع المرءَ شيئًا،

سوى أن يخفضَ جناحَ القلقِ،

ويمحوَ حيرّة الانتظار،

او يفسدَ دهشةَ اللّقاء،

ويضع نقطةً آخر القبر.

ليس للرّيحِ عذرٌ إذا ما تعهد الغصنُ

بإسقاطِ ضرائب السُكنى على ظهره،

ليس للوجوه عذر إذا ما مسحت

عنها فجيعة الغيابِ.

تقولُ الحكيماتُ من الجدّات:

في الحكمة يُعرفُ الرّجال،

وتعرفُ من الضّحكاتِ مقاصد النّساء.

بالنّساءِ تُزهر البيوت، 

وفي الآباء تقوى قوائمها.

 

اقرأ/ي أيضًا:

كواليس مراسم دفني

فراغ في قوقعة