06-أبريل-2025
ميتا

أعلنت شركة "ميتا"، عملاق التكنولوجيا الأمريكي، عن إطلاق النسخة الجديدة من نموذجها الذكي الكبير (LLM) Llama، والتي تحمل أسماء "Llama 4 Scout" و "Llama 4 Maverick". ويأتي هذا الإعلان في وقت تشهد فيه صناعة الذكاء الاصطناعي تنافسًا محمومًا بين الشركات الكبرى في مجال التكنولوجيا.

ثورة في الذكاء الاصطناعي للوسائط المتعددة

يعد Llama 4 نموذجًا متقدمًا في مجال الذكاء الاصطناعي للوسائط المتعددة، حيث يمتلك القدرة على التعامل مع أنواع متعددة من البيانات مثل النصوص والفيديو والصور والصوت. ويعتبر هذا النموذج ثورة في طريقة معالجتنا للمحتوى الرقمي، حيث يمكنه تحويل وتكامل البيانات بين هذه الوسائط المختلفة بشكل غير مسبوق.

ستمثل نماذج "ميتا" الجديدة نقلة نوعية في قدرة الأنظمة الذكية على التعامل مع التحديات المعقدة، بما في ذلك معالجة النصوص المكتوبة والفيديو والصور التفاعلية، فضلًا عن الصوت

وأكدت "ميتا" في بيانها الرسمي الصادر مساء السبت، أن Llama 4 يعتبر "الأكثر تطورًا" من بين نماذجها السابقة، مشيرة إلى أن كلا من "Llama 4 Scout" و "Llama 4 Maverick" هما الأفضل في فئتهما من حيث قدرتها على دمج وتحليل المحتوى عبر وسائط متعددة.

وأضافت الشركة أن هذه النماذج الجديدة ستمثل نقلة نوعية في قدرة الأنظمة الذكية على التعامل مع التحديات المعقدة، بما في ذلك معالجة النصوص المكتوبة والفيديو والصور التفاعلية، فضلًا عن الصوت، مما يعزز من قدرتها على تلبية احتياجات التطبيقات المختلفة مثل الترجمة الآلية، المساعدات الصوتية، وأدوات إنشاء المحتوى التفاعلي.

ومن أبرز الإعلانات التي شملها البيان هو أن "ميتا" ستجعل نماذج Llama 4، بما في ذلك "Llama 4 Scout" و "Llama 4 Maverick"، برمجيات مفتوحة المصدر. هذه الخطوة تمثل تحولا كبيرًا في سياسة "ميتا" الخاصة بتطوير الذكاء الاصطناعي، حيث كانت في السابق تعتمد على إصدارات مغلقة المصدر لمعظم تقنياتها.

ووفقًا لوكالة "رويترز"، فإن إتاحة النماذج المفتوحة المصدر سيسهم في تطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بشكل أسرع، حيث ستتمكن المجتمعات البحثية والمطورون من استخدام هذه النماذج لتحسينها وتطوير تطبيقات جديدة بناءً عليها. كما ستتيح هذه الخطوة للشركات الصغيرة والباحثين في الجامعات فرصة الاستفادة من قدرات Llama 4 دون الحاجة لاستثمارات ضخمة في البنية التحتية.

وفي إطار تطور تقنية الذكاء الاصطناعي، كشفت "ميتا" عن "Llama 4 Behemoth"، وهي نسخة قيد التطوير وتعتبر واحدة من "أذكى" النماذج اللغوية الكبيرة في العالم. ووصفها المسؤولون في "ميتا" بأنها "أقوى نموذج على الإطلاق" ويهدف هذا النموذج إلى أن يكون بمثابة المعلم لبقية النماذج الجديدة التي تطورها الشركة.

على الرغم من أن النسخة "Behemoth" لم تُطلق بشكل رسمي بعد، إلا أن "ميتا" أبدت حماستها لتقديم نموذج قادر على تسريع التطورات في الذكاء الاصطناعي، وتحقيق نتائج مذهلة في مجالات مثل التعليم الآلي وتحسين التعلم الذاتي للنماذج. هذه الخطوة تشير إلى رغبة الشركة في المضي قدمًا نحو تقنيات جديدة قد تغير الطريقة التي يعمل بها الذكاء الاصطناعي في المستقبل.

ميتا

ورغم الإعلانات الطموحة، أشار تقرير نشرته صحيفة "The Information" إلى أن "ميتا" واجهت بعض التحديات خلال تطوير Llama 4. ووفقًا للتقرير، فقد تأخرت الشركة في إطلاق النسخة الجديدة من النموذج بسبب عدم تمكن Llama 4 من تلبية بعض المعايير التقنية المهمة، خصوصًا في مجالات المنطق وحل المشكلات الرياضية. ويبدو أن النموذج لم يكن بمستوى التوقعات في هذا الصدد، وهو ما دفع الشركة إلى تأجيل الإصدار لأشهر عدة.

كذلك أبدت "ميتا" قلقًا من أن Llama 4 لا يتفوق على النماذج الأخرى، مثل تلك التي تطورها شركة OpenAI، في إجراء المحادثات الصوتية التي تشبه التفاعل البشري. يعتبر هذا التحدي أحد المعايير الرئيسية التي يعتمد عليها الكثير من المستخدمين في اختيار تقنيات الذكاء الاصطناعي المتاحة في الأسواق.

وفي ظل هذا التنافس الشديد في مجال الذكاء الاصطناعي، تخطط "ميتا" لإنفاق ما يصل إلى 65 مليار دولار هذا العام، لتوسيع بنيتها التحتية في مجال الذكاء الاصطناعي، وهو استثمار ضخم يهدف إلى تعزيز قدرتها على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي. وتأتي هذه الاستثمارات في وقت يضغط فيه المستثمرون على شركات التكنولوجيا الكبرى من أجل تقديم نتائج ملموسة تبرر الإنفاق الكبير على هذه التقنيات المتطورة.