31-أغسطس-2017

صفحات إلكترونية للترويج لتعاطي الحشيش في مصر تساهم في ترويجه(فيدتوريا حازو/أ.ف.ب)

54% من المدمنين في مصر يتناولون مخدر الحشيش، ووفقًا لصندوق مكافحة الإدمان، فإنه وراء 79% من الجرائم، التي تقع، ويهدد الأمن القومي المصري، فمدمنو الحشيش هم الفئة الأكثر وجودًا في مصر بعدما احتلت المركز الخامس والعشرين عالميًا في تعاطي ذلك المخدر، خاصة أن منافذ بيعه والاتجار به خلال الفترة الماضية أصبحت سهلة للغاية.

صار تناول الحشيش أسهل في مصر بعدما انطلقت مواقع التواصل بالمتاجرة في بعض أنواع المخدرات وأبرزها الحشيش والترويج لتقنينه

لن يكلف شراء قطعة الحشيش أكثر من مكالمة هاتفية واحدة، والقليل من المال، لطلب "ديلر" يسهل عملية البيع، ويقوم بالدليفري "التوصيل". وأصبح الأمر أسهل بعدما انطلقت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي بالمتاجرة في بعض أنواع المخدرات، وأبرزها الحشيش، بالرغم من ادّعاء بعضها أنها صفحات طبية، للإفلات من الحساب؛ إذ تجرم سلطات الأمن حيازة الحشيش بغرض التعاطي أو الاتجار.

اقرأ/ي أيضًا: إنفوغراف: المخدرات في مصر.. أرقام مرعبة

قطاع كبير من متعاطي الحشيش يتصدّون الآن لتجريم التعاطي والاتجار   منذ وقت طويل، لكن الآن انتقل النشاط إلى فيسبوك، فلم يعد قاصرًا على صفحات تبيع، وتقوم بتوصيل البضاعة، لكنه اتسع إلى صفحة تقترح تشريعات لإباحته، استقطبت حوالي 39 ألف متابع في أيام، وهي "ثورة الحشيش – Weed Revolution Egypt". ويتخذ الأمر رواجًا أوسع، سواء الدفاع عن التعاطي أو التعاطي نفسه في الأعياد؛ إذ أنها تعدّ مواسم "البيرة والحشيش"، وتتضاعف مبيعات الصنفين خلالهما.

خلال أيام قليلة، استقطبت صفحة "ثورة الحشيش" في مصر حوالي 39 ألف متابع وهي تركز على فوائده وتروج لتقنين تعاطيه

من الأب الروحي لثورة الحشيش في مصر؟

بعض صحف القاهرة ادّعت أن الصفحة مملوكة لطالب بالمرحلة الثانوية يتاجر في الحشيش على الانترنت، ويجلبه من تجار الحشيش في منطقة حلوان بصحراء القاهرة، لكنه نقل التجارة من الشارع إلى السوشيال ميديا في محاولة للرواج، خاصة أن التجار لا يبيعون إلا للزبائن المعروفين بالنسبة لهم، ويرفضون البيع للغرباء.

لكن الصفحة تدّعي أنها "لا تساعد على البيع، وليس لها علاقة بالتجارة لا من قريب ولا من بعيد"، وبعد تواصل عدد من الأعضاء معها لشراء "الحشيش الأصلي" غير المغشوش، الذي دائمًا ما تتحدث عنه، صرح بعضهم أنها لا تبيع لكنها تدلّ على التجار.

ومن بين أساليب التشجيع على تناول الحشيش ذكر فوائده في الصفحة بحجة "تغيير الفكر الخاطئ عن هذه النبتة الطيبة بسبب الشائعات"، ثم تبدأ الصفحة بتقديم معلومات عن نبات القنب، وفوائده الصحية، وتعليمات للتناول للوصول إلى الحد الأقصى من المتعة، والفائدة، وتحاول خلق "ميثاق شرف" بين "الديلرز"، الوسطاء وتجار الصنف، لمنع النصب على الشباب أو ترويج حشيش مغشوش.

 

 

 

تتبنى صفحة ثورة الحشيش وجهة نظر مفادها أن الحشيش في مصر مغشوش، ومخلوط بالحناء ومواد عطرية ومواد كيميائية، وبعضها يخلو نهائيًا من الحشيش الأصلي ولو حتى بنسبة قليلة، "فتعاطي الحشيش لا يقود إلى الإدمان، لكن المواد الكيميائية المخلوطة به زورًا وبهتانًا هي التي تؤدي إليه"، حسب القائمين على الصفحة.

أهلًا بالمليارات.. لو كان الحشيش مباحًا

ليس هنالك نصّ ديني يحرم تعاطي الحشيش، هكذا يروّج مديرو "ثورة الحشيش"، مطالبين بالمساواة مع الخمور، المحرّمة، ورغم ذلك تباع في محال تجارية بالشوارع. أكثر من ذلك، إنهم يريدون بيع الحشيش في السوبر ماركت أسوةً بهولندا والأرجنتين.

 

 

على الأغلب لن تخرج تلك النقاشات إلى المجال العام، وستظلّ حبيسة صفحات فيسبوك، رغم الطرح الاقتصادي الذي يقدّمه مديروها: "يباع الحشيش الآن في السوق السوداء، لماذا لا يتم تقنينه وتستفيد الدولة بمليارات من الضرائب، التي سوف تجنيها من إباحة زراعة القنب وصناعة الحشيش، وحرية تداوله في الصيدليات والسوبر ماركت". وتضيف صفحة "ثورة الحشيش": "يمكن أن يتم زرع نبتة القنب في الصحراء.. واستصلاح أراضٍ لها وتصديرها".

وفقًا للمادة 34 من قانون العقوبات المصري، يواجه تجار المواد المخدرة ومروجوها عقوبة تتراوح ما بين الإعدام والسجن المؤبد، وتنص المادة 39 على أن المتعاطي يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن ألف جنيه مصري (60 دولارًا أمريكيًا) ولا تتجاوز ثلاثة آلاف جنيه (180 دولارًا أمريكيًا).

منذ سنوات لم يتغيّر ذلك التشريع، بينما تقدّم أسامة سلامة، رئيس رابطة تجار السجائر، باقتراح لتقنين تجارة الحشيش، قائلًا إنها تبلغ 42 مليار جنيه سنويًا (2.5 مليار دولار) وواجه هجمة إعلامية شرسة حينها لم تقضِ فقط على فرص تطبيقه الاقتراح، إنما على مناقشته من الأساس.

لم يتغير قانون معاقبة ترويج الحشيش واستهلاكه في مصر رغم الدعوات لتقنين تجارته لتدعيم الاقتصاد المتهالك

اقرأ/ي أيضًا: قصص مؤلمة من عالم المخدرات

الإحصاءات تقف ضد "تقنين الحشيش"

جدل الحشيش لن ينتهي في مصر، أو أي من دول الشرق الأوسط، فالأرقام تفضح فجوة واسعة بين ما هو كائن، وما تريد الدول تطبيقه استنادًا إلى تقديرات طبية في مصر تشير إلى تحول نصف متعاطي الحشيش سنويًا إلى مدمنين، بسبب "تفسير المتعاطي الخاطئ لما تدركه حواسه بعد شعورهم بلذة ونشوة واضطراب وخيالات".

ويعد الحشيش الأكثر خطرًا في القاهرة، وفق عدة وجهات نظر، لأنه الأوسع انتشارًا بين الشباب، وليس لأنه الأشدّ أثرًا، فهناك ما هو أشدّ منه لكن الحشيش انتشر في دوائر شبابية واسعة وبين الإناث إلى نسبة 27%، وتعتبر نسبة مرتفعة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

المغرب.. زراعة الحشيش في دائرة الجدل

القليل من الحشيش لا يضر.. والبعض يفضلونه علكة!