18-سبتمبر-2015

دروس لمحو الأميّة في المغرب(فرانكو أوريغليا/Getty)

كشفت الوكالة الوطنية لمحاربة الأميّة في المغرب، أن 10 ملايين مغربي ومغربية أميّون، أي حوالي ثلث سكان المغرب، الذي يقدر عددهم إجمالًا بحوالي 34 مليون نسمة، حسب آخر إحصاء رسمي. وتكلف الأميًة المغرب خسائر كبيرة تقدر بنسبة 1.5 في المئة من الناتج الداخلي الإجمالي المقدر بحوالي 107 مليار دولار خلال السنة الماضية، حسب التقرير الأخير للوكالة الوطنية لمحاربة الأميّة.

وحسب الوكالة ذاتها، يعرف المغرب، كما هو الحال في معظم البلدان النامية نسبة مرتفعة للأميّة، استنادًا لما أكدته الدراسة الوطنية التي تم إنجازها سنة 2012، والتي أفادت بأن نسبة الأميّة لدى السكان الذين تتراوح أعمارهم بين 10 سنوات وأكثر تبلغ 28 في المئة، وترتفع، وفقًا لإحصائيات المندوبية السامية للتخطيط، إلى 38 في المئة لدى السكان البالغين 15 سنة وما فوق.

كشفت الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية أن 10 ملايين مغربي ومغربية أميّون

تقول بشرى عبدو، ناشطة في الرابطة الديموقراطية لحقوق الإنسان في المغرب، لـ"ألترا صوت": "للأسف استراتيجية الدولة في محاربة الأميّة غير واضحة، فبالرغم من مجهودات وزارة التربية والوكالة الوطنية لمحاربة الأميّة، إلا أننا مازلنا نعاني من هذه الآفة خاصة في صفوف النساء". وتضيف: "تمكن الدولة النساء اللواتي يعانين من الأميّة من 200 ساعة من الدروس في السنة الواحدة، وهي في نظري غير كافية لتجاوز حاجز الأميًة".

واستفاد من برامج محاربة الأميّة خلال السنوات العشر الاخيرة ستة ملايين مغربي، حسب تصريح حكيمة البقالي، مؤطرة في محاربة الأمية، لـ"ألترا صوت". وتنجز برامج محاربة الأميّة على امتداد سنة واحدة، في 200 ساعة من الدراسة موزعة على دورتين. كما توفر الدولة الكتب التربوية وتنظم  دورات تكوينية لفائدة المدرسين العاملين في هذه البرامج، لكن ورغم هذه الجهود تبقى النسب مرتفعة.

تبدو رشيدة، وهي واحدة من النساء المستفيدات من دروس محو الأميّة، سعيدة بدروسها ومقتنعة بفائدتها وتأثيرها. في هذا السياق، تتحدث لـ"ألترا صوت": "لقد تعلمت الكثير، في السابق لم أكن أعرف كيفية كتابة اسمي مثلًا، الآن وبعد أن حضرت الدروس لسنوات متتالية صرت أعرف كتابته وتعلمت الصلاة بشكل صحيح وعديد الأمور الأخرى".

ينقطع المستفيدون من دروس محو الأميّة في المغرب بصفة مبكرة

على عكس رشيدة، لا يستمر المستفيدون من دروس محو الأميّة، عادة، لسنوات متتالية وينقطع أغلبهم مبكرًا جدًا. يؤكد تقرير الوكالة الوطنية لمحاربة الأميّة أن رهان الاستمرارية والمواظبة على الدروس يبقى أمر صعبًا، فخلال الموسم الدراسي الماضي تم تسجيل أكثر من 672 ألف أميّ، لم يستمر منهم إلى نهاية البرنامج إلا حوالي 27 في المئة.

ومن أهم العقبات التي تواجهها برامج محو الأميّة، ضعف انخراط القطاعات الاقتصادية في العملية التعليمية، إذ توضح الوكالة الوطنية لمحاربة الأميّة أن نسبة إسهام هذه القطاعات لا تتجاوز 3 في المئة.

ويرى المتابعون لهذه الظاهرة أنه صار بالإمكان الحديث عن نوع جديد من الأميّة مؤخرًا، وذلك من خلال ما تنتجه المدارس الابتدائية من جيل لا يستطيع الحديث بلغة أجنبية ولا يتقن حتى لغته الأم، بالإضافة إلى تواصل ظاهرة مغادرة المدارس مبكرًا بالنسبة خاصة للتلاميذ المنتسبين لعائلات فقيرة.