04-أغسطس-2017

إدوارد مانيه/ فرنسا

1

أحيانًا،

عندما أكون وحدي

عندما ينحشر الحزن في جوفي

وتنحسر الموسيقى في عزف الكمان

أتذكر الرغبة القديمة في الهرب

في التنحي عن الخطوة،

وارتجال الموت

أرى بعيني نمرٍ ينظر للريح

واختبر قدرة البحر على نزف الوقت.

 

أحيانًا،

أكف عن المحاولة،

عن تقشير الضحك من الألم

عن التألم حد النشوة،

عن نشوة الالتفاف حول المعنى،

عن أي معنىً ألصقته بالحياة

فأبكي حدَّ الضحك

وأستمني كل هراءات الشعراء.

 

أحيانًا،

أنهمر من غيم الألوهة،

فأُنشِئ خلقًا آخر

طينته الحرف

ومياهه التعب

يغفر للخالق خطية الخلق.

 

 2

قطي الذي يموء بسخافة أسفل قدمي،

فأنفث دخان سيجارتي في وجهه

لا يعلم أنه سيموت بعد أسبوعين

ستأكل الديدان معدته الصغيرة،

وسيتقيأ حياته بجزع.

 

وأنا،

سأنفث سيجارتي في وجه ظلي

سأتذكر موتاي الذين فقدوا ظلالهم

وتركوا خلفهم جثة العالم تنتن

 

سأسكر نخب القط، والموت، والضحك الممزوج بالأسف

وفي صباحٍ ما،

سأمتطي المسافة بين الطابق الخامس،

والإسفلت المرهَق

لأعرف كيف يبدو وجه الله بغير رتوش.

 

3

انعتق الآن من قيد الذاكرة

سقط من مؤخرة التاريخ

سقط مع مخلفات الزمن

لم يأبه إن كان ما ينتظره وراء السطر الأخير

سجن سرمدي في زنازين العدمية

أم السقوط الحر نحو صلابة اللحظة الأخيرة

أراد فقط أن يجرب الحيود عن المسارات المحتملة

أن يتشظى في زوايا الدهشة

أن يغزو السُحب الكثيفة

وهو الرجل المربوط من عنقه بحبل تمسكه يدُ الله،

يعرف أن المسافة بين سُرة المرأة،

وسدرة المنتهى

يمكن مشيها بالصراخ

فخلق من نحيب الثُكالى،

من غلظة حروف القلقلة،

من تسبيح البنادق،

وخوار المشنوقين

قدمان يمكن ارتداؤهما بلا جوارب

تحتملان قطع المسافات الضائعة،

شراسة الملائكةِ في السماء الأولى،

رعشة امرأة تستمني أحلامها في حقل قصب

والكثير من غبار القصائد المحترقة

لكنه الآن يسقط،

يترك ما خلق وراءه،

يمحي المسافة واشتقتاها من معجم وجوده

ليستمتع بآخر قشعريرة

بألم الارتطام.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ها أنا وردة وأكثر

أوراق اليتيم