14-سبتمبر-2017

شادي أبو سعدة/ سوريا

أخطئ ثلاث مرات في اليوم على الأقل

مرةً حين أفيقُ

بشكل عاديّ، مثل كثيرين

في بيوتهم

على أسرّتهم المريحة

وأصنع قهوتي بيدي، مثلما يفعلُ الشعراء تمامًا

وأستحمّ صباحًا

وأجد شجرةً تطل من شباك الصالون

أقرأ من سلامها الصباحيّ درجات الحرارة

وسرعة هبوب الرياح.

وأنسى أنني مهاجر.

 

ومرةً

عندما يغضبني "عنتر"

قطُّ المنزل

فأصرخ في وجهه، بلا رأفةٍ

ثم أصالحهُ

وأفتحُ معهُ نقاشًا

حول توتّري، وانهياراتي العصبية، وأهلي

وأرجوهُ أن يغفر لي

وأنسى أنني مهاجر.

 

وأخطئُ ثالثةً

عندما أتذكرُ

أن

ثمة دمًا في عروقي

وشحوبًا على وجهي.

 

ورائحة برارٍ واسعةٍ

وأصوات حياةٍ

تطلّ من شقوق أبواب بيتي

وتلفح وجوه الناس.

 

وأشياء كثيرة أخرى

يمكن أن تذكّرني

كم أنا

مهاجر.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هذه القصة ليست للنشر

الشيخ موسى