25-أكتوبر-2022
Rishi Sunak

ريشي سوناك (Getty)

من المقرر أن يصبح ريشي سوناك ثالث رئيس وزراء بريطاني لهذا العام بعد فوزه بزعامة حزب المحافظين يوم الإثنين، 24 تشرين الأول/أكتوبر، في أعقاب السقوط السريع لسلفه ليز تراس، التي نافسها على قيادة الحزب قبل بضعة أشهر، وبعد انسحاب منافسته الوحيدة في السباق، بيني موردنت، في اللحظات الأخيرة. 

من المزمع أن يؤدي سوناك اليمين الدستورية أمام الملك تشارلز الثالث اليوم الثلاثاء، قبل أن يصبح رسميًا رئيسا للوزراء

ومن المزمع أن يؤدي سوناك اليمين الدستورية أمام الملك تشارلز الثالث اليوم الثلاثاء، قبل أن يصبح رسميًا رئيسا للوزراء.

حين يحصل ذلك، سينتقل سوناك إلى داونينج ستريت، حيث سيجد أمامه أكوامًا من المشاكل الكبرى التي تواجه بريطانيا، ولاسيما تلك المتعلقة بالأزمة الاقتصادية والتضخم المتفاقم، إضافة إلى أزمة الطاقة، وحالة الفوضى العارمة التي ورثها عن تراس بسبب سياساتها المالية المثيرة للجدل، رغم فترتها الوجيزة جدًا في منصبها. 

ريشي سوناك

ورغم قتامة الصورة، إلا أن وصول سوناك، السريع، إلى منصب رئاسة الوزراء في بريطانيا يشكل حدثًا تاريخيًا في نظر كثيرين، ولاسيما أنه يجمع الكثير من الفرائد الأولى لساكن داونينغ ستريت، فهو أول رئيس وزراء من أصول آسيوية، وأول رئيس وزراء يتولى المنصب بهذا العمر الصغير، الذي لا يتجاوز 42 عامًا، وهو أول رئيس وزراء بريطاني هندوسي. الفريد كذلك في سوناك هو أنه أول رئيس وزراء بريطاني يعدّ واحدًا من أكبر أصحاب الثروات في بريطانيا. فماذا نعرف عن ذلك؟ 

ثروة ريشي سوناك

ينحدر ريشي سوناك من عائلة هاجرت إلى بريطانيا في الستينيات، وكلاهما من أصل هندي، وقد درس في أكسفورد وستانفورد، ليعمل بعدها في قطاع المصارف والخدمات المالية والاستثمارية. هناك، جنى سوناك الكثير من الملايين من خلال نشاطه في صناديق التحوط والاستثمار. لكن نقلة كبرى حصلت في حياته عام 2009، حين تزوج من أكشاتا مورثي، ابنة الملياردير الهندي نارايانا مورثي، ليبدآ معًا مسيرة جديدة من مضاعفة الثروة والنفوذ في عالم الاقتصاد والسياسة في بريطانيا. 

ريشي سوناك وزوجته

وبحسب تقديرات الغارديان البريطانية، فإنه يُعتقد أن الزوجين جمعا معًا ثروة تتجاوز قيمتها 820 مليون دولار، أي حوالي ضعف ثروة الملك تشارلز الثالث. ووفق صحيفة صنداي تايمز، فإن سوناك وأكشاتا اسمان ثابتان في قائمة أغنى الأفراد في المملكة المتحدة، وهو أمر غير مسبوق لسياسي بارز في بريطانيا أن يكون في هذه القائمة. كما يمتلك الزوجان بشكل خاص أربعة منازل يبلغ مجموع قيمتها حوالي 17 مليون دولار  أمريكي. 

فضائح مالية تلاحق الزوجين 

لا يتمتع ريشي سوناك بشعبية كبيرة في الآونة الأخيرة في المملكة المتحدة، إذ تلاحقه وزوجته العديد من الإشكالات المالية والأخلاقية، ولاسيما بعد أن تحدثت تقارير عن تحايلات قانونية لجأت إليها زوجته لتجنب دفع ضرائب على أرباح ضخمة كسبتها من أرباح الأسهم من أعمال شركات تقنية أسسها والدها، والتي تقدر حصتها فيها بحوالي 800 مليون دولار أمريكي. وقد و اجه سوناك اتهامات من حزب العمال المعارض بممارسة "نفاق مذهل" بسبب عزمه زيادة الضرائب على الآخرين، في حين تعمل زوجته على التخفف من التزاماتها الضريبية. 

ومما زاد الأمور سوءًا على سوناك حينها، هو كشف وسائل إعلام بريطانية عن حمله بطاقة "الإقامة الدائمة" في الولايات المتحدة أثناء عمله كوزير للمالية البريطانية، وهو ما يمنحه امتيازات ضريبية، في الوقت الذي كان يدفع من أجل زيادة الضرائب على عموم البريطانيين خلال فترة شغله للمنصب. وبحسب "الميرور" البريطانية، فإن سوناك قد دفع مبالغ ضخمة مقابل التنقل بطائرة خاصة لحضور حفل عشاء أقامه "حزب المحافظين" الصيف الماضي. 

تحديات كبرى في طريق سوناك 

يواجه ريشي سوناك نطاقًا واسعًا من المشاكل الداخلية والمعضلات الإقليمية، في ظل تدهور متواصل يعاني منه الاقتصاد البريطاني، وأزمة غلاء وتضخم غير مسبوقة منذ بضعة عقود، تذكّر بالأزمة المالية العالمية التي شهدها العالم عام 2008. كما سيكون لزامًا على سوناك التعامل مع ملف الاقتراض الحكومي المتضخّم، والتراجع في جودة الخدمات العامة ونطاق المستفيدين منها، بالإضافة إلى الضغوط المتزايدة من المعارضة للتوجه إلى انتخابات عامة مبكّرة. 

ويضاف ذلك كله إلى التعقيدات التي تفرضها العملية العسكرية الروسية الجارية في أوكرانيا، وأثرها المباشر على أسعار الطاقة والأمن في أوروبا والعالم.