02-ديسمبر-2020

لوحة لـ كارلو ماتيولي/ إيطاليا

ترقص

  • إلى الصديق الشاعر عبود الجابري

      

ترقص بحذاء أزرق لطاعن في السنّ-قديم

يتوارى في ملمّع أحذية

بين تلميعة وتلميعة، قضى حياته

بحثًا عن برديّة مفقودة.

حتى تلقّى صفعة مدوّية من أحد النشّالين

ثم بدلًا عن ذلك، عبّأ مسدّسًا نشلَه وتوارى هو الآخر

*

 

بأقل ضراوة عجوز تراقب قبّعتك

وتهتف بتَنَانِينَ لتبتعد عن طريقها

مخافة أن تُطفئَ قدّاحَتها فيما بعد الخطوة الآتية

حافيَة، وبكلتَا يديها تدفع تبدّدها المرتعش

أي فكرة جوفاء تمسك بالقداحةَ؟

َ*

 

لم تكن الظنون لتساورك عبود

في حانة فارغة، تُفْلِت فيها السيّدة العصبيّة

الطائر الذي حملته معك

وأنت ترقص بضمادة على عينيك

لولا تفرّسها الحادّ الذي أسقطت به طاقم الأسنان

*

 

تائهان والنزهة بالكاد بدأت..

في المدينة التي احترقت نعالها، بالأمس القريب

ونجا الجلد الذي تشبّث بعقدة رباط

حذاء مهجور، أحكمتَ عَقْدَهُ أنتَ وحدك.

 

 

أذهلتني فتاة

 

أذهلتني فتاة هذا الصباح

تخرج من حقيبتها ظلًّا بيضاويًّا

أصابه المطر ببعض الخدوش

وتسألني بخجل، عنوان كتاب أقرأه

وعوضًا عن ديوان "إذا كنت نائمًا في مركب نوح"

قدّمت لها ديوان "الأسوَد الذي لا ترينه"

-في ورقة عن مذكّرة يد، لم تذكّرني يومًا بشيء-

لسببين مُقنعين:

أوّلهما أن لسان سركون بولص لاذع

على فتاة في مقتبل العمر

فهي لن تخلص لنصيحته

بأن تغسل ثدييها في قاع نهر.

وثانيهما كي أبدو أكثر شهرة

وأصنع مجدًا خرافيًّا..

أكتنزه في صندوق بانْدورَا أو حتى بندورة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

جراء وجرذان

أعيشُ كي لا أوجد