27-يونيو-2019

ماجدالينا أباكانوفيتش/ بولندا

1

لقد مضى وقتٌ طويل

بعد آخر مأتم

رحل الجميع

وأصبح البيتُ شاحبًا

بلا ضوء

بلا ضحكات

وبلا بكاء

هكذا

من دون أحد

تقضي الأشياءُ أوقاتها بلا جدوى

وتعزفُ الريحُ لحنًا صاخبًا

لتوقظ القطة التي تُركت نائمة على الأريكة.

 

2

نحنُ تيهٌ مُعلقٌ على جدران الغفلة

أهواءُ صيف

وغواية وحيدة

نُجاري الوقت والخيبة

وتقتلنا امرأة واقفة خلف نافذةٍ بعيدة

تشكو من حاجتها للحُب

تنامُ قلقةً

وتصحو مثلنا وحيدة

تجاري الوقت والخيبة!

 

3

‏قالت مرحبًا

فقلتُ أحبُ الفاكهة الشهية

وأكرهُ جدًا المُجاملات والمواعيد المؤجلة!

-هل تُعذبكَ الرغبة في الحب!

- لا .

لكن أشباحي كثيرة

والحُب ذئبٌ جائع سيء النوايا!

إذًا

خذ ما شئتَ من حديقتي ودع قصائدكَ تلتهمُ أشجارَ البرتقال.

 

4

أشعلُ سيجارة وأطفئها

فأنا لستُ مُدخنًا

أصنعُ فنجان قهوة ولا أحتسيه

فليس لدي رغبة في ذلك

أشعلُ التلفاز وأكتم صوته

فلست بحاجة لضجيج إضافي

أجلسُ مِثلَ بوهيميٍ بلا حراك

وأسمعُ الكلابَ العابثة في داخلي

تلهث.. تلهث

كأن خللًا ما أصاب دهشتي

كأن لا شيء يصلح للتجربة.

 

5

أنا في منفاي

كُنت ألملمُ خيباتي الكثيرة

وأحصي خرابها

خيبةً.. خيبة

أقتاتُ على الصمت

بلسانٍ جاف

ويبقى في الروح

شعورٌ كالملحِ

فوق الجرح!

 

6

‏في حفلة الأمس

كُنتِ ترتدين الدهشةَ

وتمشينَ بحيرتي

في أروقةٍ عتيقة

لتُعيدين فوضى الروح

الى بيتها الأول

كُنتِ مُستعدةً تمامًا

لتجعلي حياتي المُهملة

مدعاةً للانتباه

وتوقظيني من سُباتِ الفقد

الذي حوّلَ عُمري

إلى سربٍ طويلٍ

من الخسارات

التي لا تُهاجر.

 

7

‏لنفترض

أنكِ لم تأتي ذلك المساء

ربما..

كنتُ سأشعلُ شمعةً

وأغفو أمام حركتها المبتذلة حتى الصباح

وربما..

لأحرقتُ سيجارة في الهواء

وتركتُ دُخانها يرسمُ صورتكِ وأنتِ تقفين خارج الباب

تطرقين العُمرَ بيدكِ المرتعشة!

 

8

‏قالت لك الغريبة

ستبقى في منتصف العمر عالقًا وحدك

تُفتش عن بقاياك

وتعبأُ بأحلام الطفولة

تشكو غُربة الماضي

وتحلُمُ بالنجاة من الندم

 

قالت لك الغريبة

خذ أناك

فلا أصدقاء لك

لا رفاق

لا حبيبة

خذ ما شئت من العتمة

وأقصص رؤياك على ظلامك

لعلَّ سِرًّا ما

غريبًا

وليس محالًا

يحملك كالخطيئة.

 

9

‏خصرُكِ

وردةُ عُمرٍ

تذبل

احتراق مُحتمل

خصرُكِ

الذي يميل

موتٌ إضافي

يحدثُ

كُلما مالَت حسرةً

وانحنت تنهيدة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

زهور الهواء

كيف سأحمل لكم وجهي؟