15-فبراير-2022

(Getty Images)

أعلنت منصة تيك توك، المملوكة لعملاق التقنية الصيني "بايت دانس"، إنها بصدد اتخاذ خطوات جديدة من أجل تعزيز ما تقول إنه بيئة رقمية "أكثر أمنًا وسلامة" للمستخدمين على منصّتها الشهيرة الخاصة بمشاركة مقاطع الفيديو القصيرة.

تحديث قواعد الاستخدام على المنصّة يهدف إلى مواجهة خطاب الكراهية ضد المرأة وضد مجتمع الميم بحسب بيان للشركة

وتقول تيك توك إنها ستحدث سياسات الاستخدام على المنصّة، مع توجّه لحظر واضح لأي مقاطع تشتمل على محتوى يشجّع على كراهية النساء، أو التحريض على مجتمع الميم من المثليين والمثليات أو المتحولين جنسيًا. ويهدف هذا التحرك بحسب وول ستريت جورنال إلى "محاربة أيديولوجيات الكراهية".


ثروات رقميّة: نجوم تيك توك أقاموا إمبراطوريات أعمال ضخمة بفضل المنصّة.. هذه أحدث الأرقام للعام 2021


وأعلنت المنصة عن عزمها على التصدي لظاهرة تعرف باسم "Deadnaming"، وهو أحد أشكال الخطابات المناهضة للعبور الجنسي، حيث يتم التحرش بالمتحوّل جنسيًا لغويًا عبر الإشارة إلى اسمه/اسمها السابق قبل العبور، أو مخاطبته بالنوع الجنسي المغاير للهوية الجنسية التي تحوّل إليها، وهو ما يطلق عليه اسم "Misgendering"، وذلك بدواعي السخرية والتنمّر على تطبيق تيك توك.

وستستخدم المنصة إستراتيجيات جديدة لمحاربة كافة أشكال التمييز والمضايقات الجنسية، بما في ذلك التنمّر عبر التذكير بالاسم السابق للمتحوّل "Deadnaming"، أو استخدام ضمائر جنسية مخالفة لهويته الجنسية بعد التحوّل "Misgendering"، وذلك على الرغم من أن قواعد المنصة تحظر أصلًا هذه الأشكال من المحتوى. إلا أن التوجّه الجديد يهدف إلى التصريح بمنع هذه الممارسات والتوعية بشأنها على المنصّة، وذلك بحسب قواعد الاستخدام التي حدثتها تيك توك في الأيام الماضية.

وستشرع تيك توك في تطبيق هذه القواعد الجديدة خلال الأسابيع المقبلة، وذلك بالاعتماد على تقنيات المراجعة الخاصة بالمحتوى، وفريق كبير من المختصين العاملين في المنصة، والذين سيقومون بحذف كافة المخالفات ومراجعة التقارير التي يتقدم بها المستخدمون الآخرون، من أجل اتخاذ الإجراء المناسب.

اقرأ/ي أيضًا:  كيف أصبحت إيران مركزًا لعمليات إعادة تحديد الجنس في العالم الإسلامي

وتأتي هذه الخطوة في ظل تزايد الدعوات والمطالبات من قبل هيئات حكومية وحقوقية في دول مختلفة حول العالم لمنصّة تيك توك لوضع سياسات أكثر وضوحًا فيما يتعلق باللغة المقبولة والملائمة على المنصّة، ولاسيما فيما يتعلق بالتعاطي مع مجتمع الميم، وهي حملات تشكّ ضغطًا كبيرًا على منصات التواصل الاجتماعي، ومن بينها تيك توك.

وقد عرضت المنصّة أمثلة على أشكال المحتوى الذي ستقوم بحذفه وفق التحديثات التي أجرتها على قواعد الاستخدام، مثل التعليقات التي تتعمّد التنمّر على الهوية الجنسية للمستخدمين وتقصّد التلميح إلى هوية مغايرة عن الهوية الجنسية التي يتبناها المستخدم أو يتحدث عنها في مقاطع الفيديو الخاصة به على حسابه، إضافة إلى المحتوى الذي يحرّض ضد المثليين والمتحولين جنسيًا ويتبنى فكرة تتعلق بحصر النوع الجنسي في فئتين فقط.

وتواجه منصّة تيك توك تحديات هائلة في ضبط المحتوى الذي ينشر على المنصّة، في ظل اتهامات متزايدة بأن  "تيك توك" يسهّل وصول الأطفال إلى عالم الجنس والمخدّرات، بحسب تحقيقات صحفية سابقة. إلا أن المنصّة تجادل باستمرار بأن حجم المحتوى الضخم، من زهار مليار مستخدم نشط شهريًا على المنصّة، يجعل التعامل مع كافة المخالفات بدون تأخير أمرًا شبه مستحيل، ولن يكون من الممكن طلب المراجعة البشرية لجميع أصناف المحتوى المنشور.

وكانت تيك توك قد حذفت بالفعل أكثر من 90 مليون مقطع فيديو على المنصّة بين يوليو/تموز وأيلول/سبتمبر العام الماضي، وذلك لأسباب تتعلق بسلامة القصّر، إضافة إلى حذف مقاطع على خلفية التنمّر أو التحرّش.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

كيف تستفيد من "تيك توك" لحياة أكثر صحة؟

كيف أصبحت إيران مركزًا لعمليات إعادة تحديد الجنس في العالم الإسلامي؟