03-أبريل-2020

استهدفت مؤسسة تويتر الذباب الإلكتروني السعودي مجددًا (أ.ف.ب)

ألترا صوت – فريق التحرير

مع تزايد الضغوط التي تتعرض لها شركات وسائل التواصل الاجتماعي بسبب الأخبار الزائفة المتناقلة بين المشتركين بشأن فيروس كورونا الجديد (كوفيد -19)، وعملًا بسياسة الشفافية التي شددتها منصات التواصل خلال الأشهر الماضية، قامت شركة تويتر بحذف آلاف الحسابات التي يتم التغريد عبرها للإشادة بالحكومات الاستبدادية، ونشر معلومات كاذبة ومضللة تهاجم دول أخرى عبر ما بات يعرف في الحرب السيبرانية بـ"الذباب الإلكتروني".

عملًا بسياسة الشفافية التي شددتها منصات التواصل خلال الأشهر الماضية، قامت شركة تويتر بحذف آلاف الحسابات التي يتم التغريد عبرها للإشادة بالحكومات الاستبدادية

حذف مئات الحسابات المرتبطة بالسعودية ومصر  

في سلسلة من التغريدات التي قام بنشرها الحساب الرسمي لشركة توتير على منصة التواصل الاجتماعي، قالت الإدارة إنها حذفت 2541 حسابًا وهميًا أنشأتها شبكة الفجر الإعلامية المصرية بهدف نشر محتوى "يُضخم الرسائل" التي تنتقد حكومات إيران وتركيا وقطر بتوجيه من الحكومة المصرية.

اقرأ/ي أيضًا: تويتر والسعودية.. العالم قرية صغيرة بيد الاستبدا

وأضافت الشركة أنها في إطار حملتها التي بدأتها مؤخرًا لرصد الحسابات الوهمية أو التي تنشر أخبارًا مزيفة، عملت على حذف 5350 حسابًا مرتبطين بشبكة من الحسابات التي تديرها السعودية لكنها تعمل في دول أخرى بما في ذلك الإمارات ومصر، تقوم بنشر محتوى يشيد بالقيادة السعودية، وتعمل على ضخ رسائل تنتقد الدور القطري والتركي في اليمن.

ولم تقتصر حملة الحسابات المزيفة التي عملت الشركة على حذفها على الحسابات المرتبطة بالدول المضادة لثورات الربيع العربي، فقد شملت بالإضافة إليها حذف أكثر من ثلاثة آلاف حساب وهمي أنشأها موظف نيابة عن حكومة هندوراس لإعادة نشر تغريدات حساب الرئيس خوان أورلاندو هيرنانديز، واكتشفت الشركة أمرها بعد مراقبة عمليات تسجيل الدخول إلى الحسابات عبر نطاق IP واحد جرى تحديده في هندوراس.

وإلى جانب ذلك عملت منصة التواصل الاجتماعي على حذف 795 حسابًا مزيفًا يعيد تغريد المحتوى الذي تنشره مواقع الأخبار الوهمية، يروج للحكومة الأندونيسية بضخ معلومات تستهدف حركة استقلال غرب بابوا، فضلًا عن حذف ما يزيد على 8.5 آلاف حسابًا وهميًا تقوم بأنشطة منسقة لكنها غير حقيقية تعمل على الترويج للحزب الحاكم في صربيا وزعيمه ألكسندر فوتشيتش.

نصيحة وراء حذف منصة تويتر للحسابات الوهمية

نقلت صحيفة الغارديان البريطانية على لسان رئيس وحدة النزاهة في منصة التواصل الاجتماعي يوئيل روث قوله إن عملية حذف الحسابات التي قامت بها المنصة جاءت في إطار المتابعة المستمرة للكشف عن المنشورات التي تدعم الحكومات للتحقيق فيها، بناءً على نصيحة وجهها مرصد ستانفورد للإنترنت تشير لتغريدات تدعم جنرال الحرب الليبية خليفة حفتر.

واعتبر الخبير في معهد تكنولوجيا الحاسوب نيام ياراغي أن حملة الحذف الأخيرة التي قامت بها منصة تويتر سيكون لها "أهمية رمزية" إلى حد كبير، من جانب سهولة استبدالها من قبل الحكومات التي تملك موارد جيدة، مشيرًا إلى أنه عندما تنظر إلى عدد الحسابات المحذوفة فإنها "مجرد قطرة في المحيط"، وعلى الرغم من أن حملة الحذف "سيكون لها بعض التأثير النفسي"، فإن ياراغي يشكك بأن يكون لها "أي تأثير ملموس حقيقي على أي شيء مهم".

وكانت منصة تويتر قد حذفت مقطعين مصورين للرئيس البرازيلي جايير بولسونارو نشرهما عبر حسابه الرسمي الأسبوع الماضي، وأوضحت المنصة أن حذف التغريدتين جاء في إطار توسيع قواعدها المتعلقة بإدارة المحتوى لتطال المعلومات الصحية التي تتعارض مع معلومات المصادر الرسمية، والتي قد تعرض الأشخاص لخطر عدوى الفيروس التاجي، ووفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية فإن بولسونارو ظهر في المقطعين يشكك بتدابير الحجر الصحي التي فرضها بعض رؤساء البلديات في البلاد.

شبكة الفجر المصرية.. باختصار

هذه ليست المرة الأولى التي تستهدف منصات التواصل الاجتماعي شبكة الفجر الإعلامية، فقد قامت منصة فيسبوك بحذف عشرات الحسابات والصفحات والمجموعات التابعة للشبكة لانخراطها في "سلوك زائف منسق"، وأوضحت المنصة في بيان لها نشر في تشرين الأول/أكتوبر الماضي أن الحسابات المحذوفة تورطت في نشر محتوى حول مسائل مثل الدور الإماراتي في حرب اليمن، والصفقة النووية الإيرانية، وانتقاد دولة قطر وتركيا وإيران.

وفي أول تعليق على عملية الحذف الأخيرة التي استهدفت بها منصة تويتر الحسابات المرتبطة بالشبكة المصرية، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية على لسان سكرتير تحرير المجموعة الإعلامية مينا صلاح رفضه الاتهامات التي وجهتها منصة التواصل الاجتماعي، مشيرًا إلى أنهم في الشبكة على الرغم من تأييدهم للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فإنهم لا "يتلقون التعليمات من أحد"، لافتًا إلى وجود مجموعة من الصحفيين لا يستطيعون إنشاء حسابات شخصية على المنصة.

وكانت صحيفة الفجر المصرية قد تأسست في تموز/يوليو من عام 2005 بدعم من رجل الأعمال نصيف قزمان الذي يرأس مجلس إدارتها، وبالإضافة للصحيفة فإن الشبكة قامت بتأسيس بوابة الفجر الرقمية، وتشير التقارير الصحفية إلى أن قزمان بمساعدة الكاتب الصحفي عادل حمودة بدأ الاستثمار في المجال الإعلامي في عهد الرئيس الراحل حسني مبارك مما سمح له ببناء علاقات جيدة مع النظام المصري.

ووفقًا لمعلومات حصلت عليها صحيفة العربي الجديد، فإن الشبكة الإعلامية تحصل على تمويلها من رئيس هيئة الترفيه السعودية تركي آل الشيخ، وأشارت مصادر من داخل الشبكة إلى أن الأخير فيما يبدو قام بشراء حصة فيها، حيث تحولت الصحيفة وموقعها الإلكتروني إلى منصة للدفاع عن النظام السعودي، لدرجة أنها تقوم بنشر البيانات الرسمية السعودية بالتزامن مع نشرها في المواقع الرسمية السعودية بنفس الصياغة التي تستخدم مصطلحات مثل "الملك المفدى" و"ولي العهد - يحفظه الله".

مغردون: حملة الحذف كانت "متأخرة"!

حظي إعلان منصة تويتر حذفها لآلاف الحسابات المزيفة بتفاعل بين المغردين الذين وصفوا الحملة بأنها جاءت "متأخرة"، في حين انتقد مغردون تخصيص الحكومة المصرية ميزانية مالية لانتقاد خصومها السياسيين بدلًا من استثمارها في مكافحة الفيروس التاجي.

فقد غرد الإعلامي المصري حسن أبو خليل مهاجمًا الحكومة المصرية: "تويتر تتهم علنًا العصابة الحاكمة في مصر بإعطاء توجيهات لشركة إعلامية اسمها الفجر.. تم إلغاء2541 حساب لها تخصصت في انتقاد إيران وقطر وتركيا"، وأضاف متابعًا: "ياريت الأموال دي (هذه) توجه إلى إصلاح البنية التحتية وتوفير المستلزمات الطبية في المستشفيات في ظل كارثة فيروس كورونا!".

وقال الحقوقي المصري أسامة رشدي إن حذف منصة التواصل الاجتماعي لمئات الحسابات المرتبطة بالشبكة المصرية جاء بعد نشرها محتوى "يروج ويضخم معلومات مضللة ضد إيران وتركيا وقطر"، واصفًا وسائل الإعلام التابعة للحكومة المصرية بأنها لا تملك "فكرًا ولا حجة سوى الأكاذيب والشتائم!".

واعتبر المحامي دويع العجمي أن حملة الحذف الأخيرة جاءت "متأخرة"، مضيفًا أنه "للحقيقة لا داعي لحذفهم لأن أمرهم مكشوف وبات غير مؤثر"، وقال حساب آخر معلقًا على إجراءات منصة التواصل الاجتماعي ضد الشبكة المصرية: "مصرين على سياسة التضليل والتزييف وهم مكشوفين أكثر من اللازم".