23-يناير-2022

من المواجهة التي جمعت الفريقين في النسخة الماضية (Getty)

الترا صوت - فريق التحرير

تنطلق اليوم الأحد مباريات دور الـ16 في كأس أمم أفريقيا 2022 المقامة بالكاميرون، وسيكون عشاق الكرة الأفريقية على موعد مع الإثارة والتشويق في المواجهة التي ستجمع نسور قرطاج بالنسور النيجيرية.

تمثّل مباراة تونس ونيجيريا واحدة من كلاسيكيات الكرة الأفريقية، وتتسم دائمًا بندية عالية بالنظر للتاريخ المنتخبين القاري وسجلهما الحافل بالإنجازات، هما يعتبران من نخبة القوم بالقارة السمراء، قوة المنتخبين انعكست على مواجهاتهم التاريخية، فلم يتفوق منتخب على الآخر، حيث تقابلا سابقاً في 19 مباراة بمختلف المسابقات، كان النصر حليف كل منهما في ست مباريات بينما انتهت سبعة مواجهات بالتعادل، وسجلت تونس 24 هدفاً مقابل 18 للنيجيريين.

تاريخ لقاءات المنتخبين في أمم أفريقيا منذ أول لقاء بينهم في كان غانا 1978 يصب بشكل لافت لمصلحة  النسور الخضراء النيجيرية، ففي خمس مواجهات جرت بينهما حققت نيجيريا أربع انتصارات كان آخرها في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع بالكان الأخيرة، والتي أقيمت بمصر عام 2019، بينما كان الفوز الوحيد لتونس على نيجيريا في كان 2004 التي استضافتها على أرضها، عندما فازت عليها بركلات الترجيح في نصف النهائي، وفقاً لهذه الأرقام تسعى النسور النيجيرية لدعم سجل انتصاراتها على تونس بالكان والعبور لدور الثمانية، في حين يسعى أحفاد عليسة للثأر من حرمانهم من منصة التتويج بالكان الأخيرة على يد المنتخب النيجيري، فلمن ستكون الغلبة في المباراة الـ20 بينهما، والتي سيحتضنها ملعب رومدي أدجيا مساء اليوم؟ 

اقرأ/ي أيضًا: نهائيان مبكّران.. مواجهات حاسمة في ثمن نهائي كأس أمم أفريقيا

في مشاركته العشرين والخامسة عشر توالياً بالكان، يدخل المنتخب التونسي مواجهة الثمن نهائي وهو يهدف  لبلوغ الدور الربع نهائي للمرة الرابعة توالياً وبتاريخه، لكن تحقيق ذلك الهدف لن يكون سهل المنال أمام خصمٍ كنيجيريا من ناحية، وقياسًا بالأداء المقدم من المنتخب التونسي بالمرحلة الأولى، فزملاء وهبي الخزري عانوا الآمرين في طريقهم لتخطي عتبة المجموعات، حيث اكتفوا بفوزٍ يتيم على منتخب موريتانيا، بينما تكبدوا هزيمتين جعلتا حسابهم من النقاط يتوقف عند الثلاثة، ولو لم تخدمهم نتائج المجموعات الأخرى التي سمحت لهم بالعبور كأحد أفضل الثوالث لوجدوا أنفسهم خارج المنافاسات.

 حصيلة سلبية ساهمت في إثارة الرأي العام والصحافة في وجه المنتخب، موجهين أسهم انتقاداتهم للإطار الفني، ألقت على كاهله مسئولية التراجع الفني في أداء المنتخب، سيما في شقه الهجومي الذي عانى من عقم ناتج عن سوء في الخيارات والتوظيف من المدرب، فهزيمة اللحظات الأخيرة أمام منتخب غامبيا الذي يحضر للمرة الأولى بالمنافسات، أبانت العديد من العيوب التي تحتاج التدخل العاجل من منذر الكبير من أجل تعديلها.

 ورغم كل هذه القتامة المحيطة بأجواء نسور قرطاج، إلا أن التونسيين كثيراً ما خالفوا التوقعات عندما تضعهم في درجة أقل من خصمهم، خاصة مع إمكانية عودة بعض الركائز التي غابت عن اللقاء الأخير بعلة الإصابة بفيروس كورونا على غرار وهبي الخزري ونعيم السليتي وربما غيلان الشعلالي وعلى معلول وبن رمضان وغيرهم، فكل هذه المؤشرات تنعش آمال أبناء الكبَيِر في خطف بطافة العبور، وبث الفرحة بجماهيرهم التي تعول عليهم كثيراً في استدراك ما فات، والاستعاضة عنه بنصرٍ على المنتخب النيجيري.

على المقلب الأخر، يدخل المنتخب النيجيري المباراة مظفراً بحصيلة وردية بالدور الأول، حيث قدم منتخب النسور الخضر المدججة بثلاثة ألقاب في البطولة، أوراق اعتماده منذ الوهلة كأحد أقوى المرشحين لنيل اللقب القاري، بعدما حقق ما عجز عنه الجميع بمرحلة المجموعات، فكان هو المنتخب الوحيد من بين المنتخبات المتأهلة للأدوار الإقصائية الذي حقق العلامة الكاملة بتلك المرحلة، أجواء المنتخب النيجيري قبل بداية الكان لم تكن تبعث على التفاؤل داخل صفوف محبيه، فقرار إقالة المدير الفني الألماني جيرنوت رور قبل انطلاق البطولة بأيام، هذا الأخير الذي قاد قاطرة النسور لخمس سنوات وحقق معه المركز الثالث بالكان 2019، كما قاده للدور الأخير من تصفيات المونديال.

 هذا القرار أوحى للكثيرين بأن بوصلة زملاء نديدي قد تظل مسارها وتفقد ثوابت الاستمرارية التي تكرست في عهد الألماني، خاصة مع اعتذار عديد من النجوم على تمثيل بلادهم في الكان على غرار أوسيمين مهاجم نابولي ودينيس هداف واتفورد، ما جعل جميع المراقبين يطرحونه من قوائم المنتخبات المراهنة على منصة التتويج بالبطولة، لكن مع صافرة البداية أثبت أوجستين وأشباله بأن للميدان حقيقة أخرى لا تخطها سوى أقدام اللاعبين.

 فاكتسحوا كل فرق مجموعتهم المتكونة من مصر وغينيا بيساو والسودان وسجلوا 6 أهدف كثاني أقوى خط هجوم، علاوة على أنهم أكثر منتخب صنع فرص سانحة للتسجيل بالدور الأول، وأكثر منتخب سيطر على المباريات واستحوذ الكرة بمعدل 64% بالمباراة، مع حصول الجناح موسيس  على أفضل معدل مراوغات ب4 مروغات ناجحة بالمباراة، كما بدت نيجيريا أكثر المنتخبات صلابة وتماسكًا، خاصة كل من خطي الوسط بقيادة ويلفرد نديدي وجو أريبو وخط الهجوم بتألق كليتشي إيهياناتشو، كل هذه المعطيات تجعل النيجيريين مرشحين فوق العادة للظفر بتذكرة العبور لدور الثمانية الكبار.

 

اقرأ/ي أيضًا:

أداء مخيّب ونتائج صادمة.. الجزائر تودّع كأس أمم أفريقيا 2022 من الباب الضيّق

كأس أمم أفريقيا 2022.. خسارة تاريخية تضع نسور قرطاج بمواجهة نيجيريا