12-يونيو-2016

الجديد في هذه الدورة هو المراهنة على الفضاءات الخارجية لقلة الفضاءات الداخلية

يجدد التونسيون في كل رمضان موعدهم مع الطرب والأغاني الصوفية، ضمن "مهرجان المدينة" الذي يعتبر من أشهر مهرجانات تونس، ويعود تأسيسه إلى سنة 1982 ببادرة من الأستاذ المختار الرصاع، المدير السابق لمؤسسة الإذاعة والتلفزة التونسية.

اكتسى مهرجان المدينة في السنوات الماضية طابعًا خاصًا يليق بشهر الصيام

اكتسى مهرجان المدينة في السنوات الماضية طابعًا خاصًا يليق بشهر الصيام، إذ يحرص القائمون عليه على إدراج سهرات الطرب والأغاني الصوفية والموشحات الأندلسية في القصور القديمة، والفضاءات التاريخية بالمدينة العتيقة، وبعض المعالم الثقافية التي يعود بناؤها إلى سنوات الاستعمار الفرنسي.
 
اقرأ/ي أيضًا: نبيل الملحم: أغار من عبد الباسط الساروت

سبق لأسماء معروفة المشاركة في هذا المهرجان مثل الفنانة اللبنانية هبة القواس، والفنان السوري صباح فخري ومنصور الرحباني، وسلاطين الطرب، وفرقة الموسيقى العربية، وعازف العود أنور براهم، وغيرهم من الفنانين التونسيين والعرب والعالميين. انتقل مهرجان المدينة إلى بعض محافظات الجمهورية التونسية مثل محافظة صفاقس والكاف والقيروان ونابل وغيرها، حتى يستمتع التونسيون بسهرات شهر الصيام.

يفتتح المهرجان دورته الرابعة والثلاثين يوم الأحد 10 حزيران/يونيو، في بهو بلدية مدينة تونس، بعرض للفنان التونسي لطفي بوشناق والفنانة المغربية فاتن هلال بك، حسب ما جاء في تصريح السيّد زبير الأصرم مدير الدورة الرابعة والثلاثين، كما سيختتم المهرجان دورته بنفس المكان بعرض للفنانة التونسية صوفية صادق، بعد غياب طويل عن الساحة الفنيّة.

ومن بين الأسماء المشاركة في هذه الدورة كل من الفنانين التونسيين زياد غرسة ومنيرة حمدي، كما تمّت برمجة عروض أخرى لمجموعات موسيقية اختصت في البحث الموسيقي، وعرض لفرقة سلاطين الطرب السورية، ولكن ما زالت مشاركتها غير مؤكدة للظروف الصعبة في سوريا.

اقرأ/ي أيضًا: نيرودا وماركيز.. قصة دردشة معلنة

لأول مرّة في تاريخ مهرجان المدينة، يقع استعمال قصر المؤتمرات بوسط العاصمة كأحد فضاءات السهرات الرمضانية

وتمّ برمجة خرجة سيدي بن عروس، أشهر أولياء المدينة، التي ستنطلق من شارع سمي باسمه في المدينة القديمة لتصل إلى ساحة خير الدين باشا، والخرجة عادة متوارثة، يستخدمها أتباع الأولياء، وهي عبارة عن حشود من الناس من شيوخ المدينة وأعيان البلاد في الماضي، يخرجون بالأعلام والأهازيج بصحبة فارس على صهوة جواده، يمدحون الولي الصالح ويعددون كراماته، في عرض فرجوي يستقطب الصغار والكبار.

الجديد في هذه الدورة هو المراهنة على الفضاءات الخارجية لقلة الفضاءات الداخلية، وذلك لتأثيث سهرات المهرجان مثل سيرك تونس الذي سيقوم بتنشيط أحياء المدينة العتيقة، من ساحة الحلفاوين وصولًا إلى ساحة باب سويقة. 

ولا تزال أزمة قلّة الفضاءات الثقافية المخصصة للسهر تثير الجدل في الساحة الثقافية، فبعض الفضاءات قد استولى عليها بعض السكان كفضاء خير الدين، ولم تحرك السلطات ساكنًا لإعادة معلم ثقافي له قيمته المعنوية والتاريخية، فيما مازالت بعض الفضاءات تشهد أعمال الصيانة التي لم تنته إلى اليوم. 

لأول مرّة في تاريخ مهرجان المدينة، يقع استعمال قصر المؤتمرات بوسط العاصمة كأحد فضاءات السهرات الرمضانية، وهو ما استهجنه العديد واعتبروا أنّه يخرج عن طابع مهرجان المدينة الذي أسس من أجل الاستمتاع بتراث الفضاءات المدينة العتيقة.
 
اقرأ/ي أيضًا:

لا إبهامَ في "غامض مثل الحياة"

يوسف الإمام.. جمهور المراهقين المصريين هم هدفي