02-ديسمبر-2017

يبحث بن سلمان عن من يروج له ولسياساته في العالم الغربي (فايز نور الدين/أ.ف.ب)

يقدم الدكتاتوريون في جميع أنحاء العالم أفكارهم ونشاطهم للشعوب الأخرى ومنها الشعب الأمريكي من خلال وكلاء تأثير، بعضهم بارع والآخر أقل براعة. ومن بين هؤلاء الوكلاء الصحفي الأمريكي توماس فريدمان. في هذا المقال، المترجم عن الرابط التالي، تفاصيل أوفى.


في غضون أيام تحول سليل الذقن المُتعرجة، مسؤول الصفحة التحريرية في صحيفة نيويورك تايمز، توماس فريدمان، من التساؤل حول أنماط إنفاق ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، إلى تمجيد "الربيع الافتراضي"، الذي يمتد من أعلى إلى أسفل في المملكة.

تحول الصحفي الأمريكي توماس فريدمان من التساؤل حول أنماط إنفاق محمد بن سلمان إلى تمجيد تصرفاته والترويج له أمريكيًا

دعك من حقيقة أن الربيع العربي الحقيقي نتجت عنه مشاكل، ما عدا تونس، أو حقيقة أن مثل هذه الفكرة تدل عادةً على تطوير المعايير الديمقراطية.

اقرأ/ي أيضًا: المرتزقة الجدد.. الجيوش الخاصة والنظام العالمي

لاحظ أنه في بداية تشرين الثاني/ نوفمبر كتب فريدمان: "سماعنا لخبر اعتقال الأمراء السعوديين من أجل الفساد يُشبه قراءة أن دونالد ترامب فصل سبعة أمناء من الحكومة بتهمة الكذب". ثم منذ ستة عشر يومًا، كتب فريدمان من جديد: "ليس هناك أيًا من السعوديين الذين تحدثت إليهم هنا على مدى ثلاثة أيام يعبرون عن شيء سوى دعمهم القوي لهذه الحملة المُحاربة للفساد"، كان ذلك قبل أن يُسلم بن سلمان الملعب الملكي لشركة western investment.

مشكلة النفوذ السُلطوي ليست مجرد المُتصيدين عبر تويتر، أو حسابات فيسبوك الوهمية، أو وسائل الدعاية، مثل روسيا اليوم، أو سبوتنيك، أو حتى الهِبات التي تُقدَّم للجامعات، ومراكز التفكير وفي الحملات السياسية. إن الأمر يتعدى غناء بيونسيه وماريا كاري وأشر، للديكتاتور الليبي المُتوفى معمر القذافي.

إن الأمر أسوأ من حصول ميسي على 4.2 مليون دولار لمجرد أن يقوم بزيارة ديكتاتور الغابون الحالي، علي بونجو. إنها أسوأ حتى من حقيقة الرئيس الأمريكي الحالي وعبادته للمال، فمن الواضح أن ترامب من السهل أن يقنعه العرب بأي شيء عبر البذخ والإغداق الملكي، والألحان الغرامية التي يعزفها لقتلة نصبّوا أنفسهم، والمُجاملات التى يتلقاها من الحكام الفاسدين.

يستغل الدكتاتوريون، ومنهم محمد بن سلمان، الشخصيات التي تملأ التلفزيونات وصفحات الرأي ليكونوا وكلاء عنهم ويطبقوا ما يشاؤون مقابل إغراءات مختلفة

اقرأ/ي أيضًا: في انتقائية الإعلام الغربي.. الكراهية تبيع أكثر!

المشكلة هي آراء المؤثرين من وسائل الإعلام، غير المُنتخبة، من أجل الاستيلاء على مُقدمي العروض المتميزة. الشيء نفسه بالنسبة للاقتصاديين في السوق، المُستعدون لتقديم السيولة لصالح الديكتاتوريين، في مقابل الحصول على الأفضلية.

ولأن هذه الشخصيات تملأ شاشات التلفاز وصفحات الرأي، وهو ما يُمثِل عاملًا فعالاً في مصلحة حملات النفوذ الاستبدادية. إنهم يقومون بالخداع. الآراء تتغير حسب الظروف، وحينما يحدث ذلك يسعل أحدهم بإرتباك، لا يسع المرء إلا أن يرى المثال الذى يُقدمه الآخرون على أنه مفيد للمؤمنين والمُمارسين للاستبداد.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل انحاز الإعلام العالمي لقطر؟

"بازفيد" تتابع ترامب.. مراسل خاص لتغطية مشاكساته