21-ديسمبر-2021

تشعر الولايات المتحدة بالتهديد إزاء استمرار الصعود الصيني في العالم (Nikkei)

ألتراصوت- فريق الترجمة

إذا كان عام 2021 هو العام الذي قلب فيه العالم موازين الأمور لصالحه ضد الجائحة، أو يكاد، فإن عام 2022 سيكون عام التأقلم مع الحقائق الجديدة التي فرضتها الأزمة (مثل العمل ومستقبل السفر) وكذلك السيرورات الأعمق التي أعادت طرح نفسها بقوّة على صعيد تشكيل مستقبل العالم، مثل مثل صعود الصين والتغير المناخي المتسارع، وأهداف التحوّل نحو الطاقة النظيفة. 

نستعرض هنا أبرز 10 مواضيع واتجاهات يتوقع محرّر مجلة الإيكونوميست، توم ستانديج، أن تؤثّر على أوضاع العالم في العام 2022. 


1) الديمقراطية ضد الاستبداد

ستزيد انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة ومؤتمر الحزب الشيوعي الصيني من الهوة بين أنظمتهما السياسية المتنافسة. أيهما أفضل في تحقيق الاستقرار والنمو والإبداع؟ ستشمل هذه المنافسة كل شيء ابتداء من التجارة وتنظيم التقنية واللقاحات ومحطات الفضاء. وفي الوقت الذي يحاول فيه جو بايدن حشد العالم الحر تحت علم الديمقراطية، فإن بلده الممزق وغير الفعال ليس خير مثال على محاسن هذا النظام.

2) من الجائحة إلى التأقلم معها

أقراص جديدة مضادة للفيروس وعلاجات جديدة بالأجسام المضادة ومزيد من اللقاحات، هذا ما سنشهده في 2022. بالنسبة لمن أخذوا اللقاح في دول العالم المتقدمة لم يعد الفيروس يشكل خطراً على حياتهم. لكنه مازال خطراً داهماً في الدول النامية. ما لم تزد نسبة التلقيح سيتحول كوفيد 19 من جائحة إلى مرض متوطن آخر يصيب الفقراء ويفلت منه الأغنياء.

3) مخاوف التضخم

تعطل سلاسل التوريد وزيادة الطلب على الطاقة أديا إلى ارتفاع الأسعار. تقول البنوك المركزية أن الأمر مؤقت لكن ليس الكل يصدقونهم. تقف بريطانيا على وجه الخصوص أمام خطر التضخم والركود الاقتصادي، بسبب نقص العمالة في فترة ما بعد البريكسيت واعتمادها على الغاز الطبيعي مرتفع الثمن. 

4) مستقبل العمل

هناك إجماع واسع على أن المستقبل هجين، بمعنى أن عدد الناس الذين يعملون من منازلهم وعدد الأيام التي سيعملون فيها من المنزل سيزيد. لكن الاختلاف يكمن في التفاصيل. ما هي الأيام التي سيقضونها وكم عددها؟ وهل سيكون الأمر عادلاً؟ تظهر استطلاعات الرأي أن النساء أقل رغبة في العودة إلى مكاتب العمل، لذلك قد يفوتون على أنفسهم فرص الترقية. وتلوح في الأفق كذلك نقاشات حول الضرائب ومراقبة العاملين عن بعد.

استمرار الصعود الناعم للصين في العالم يهدّد النفوذ الأمريكي (Nikkei)

5) موجة قمع جديدة ضد عمالقة التكنولوجيا

حاول المشرعون في الولايات المتحدة وأوروبا لسنوات إخضاع شركات التكنولوجيا العملاقة دون طائل. واليوم تتصدر الصين المشهد بشنها حملة وحشية ضد أكبر شركات التقنية فيها.

يريد الرئيس الصيني تشي جينبينج التركيز على التقنية العميقة التي تقدم منافع جيو استراتيجية وليس التقنيات السطحية مثل التسوق والألعاب. لكن هل سيؤدي هذا الأمر إلى تعزيز الابتكار الصيني أو سيخنق قطاع التقنية في الصين؟

6) نمو قطاع العملات المشفرة

على غرار كل التقنيات التي تحدث تغييرًا حقيقيًا، تتعرض العملات المشفرة للتدجين في الاقتصاد التقليدي عبر تشديد القوانين والتشريعات المنظمة لها من قبل المشرعين. تحاول البنوك المركزية كذلك إصدار عملاتها الرقمية المركزية الخاصة. ونتيجة ذلك اندلاع حرب ثلاثية الأطراف على قطاع التمويل بين منصات البلوكشين غير المركزية القائمة على التمويل الشعبي، وشركات التقنية التقليدية والبنوك المركزية. وستتصاعد حدة هذا الصراع في 2022.

7) تزايد الضغط المناخي

رغم تزايد وتيرة الحرائق البرية وموجات الحر والفيضانات، لا تزال أمارات الاهتمام غائبة عن صناع السياسات فيما يتعلق بمواجهة التغير المناخي. يتطلب خفض إنتاج الكربون تعاوناً بين الغرب والصين في وقت تزيد فيه حدة المنافسة الجيوسياسية بينهم. راقبوا فريق الأبحاث الجيوشمسية في جامعة هارفارد. يريد الفريق هذا العام اختبار إطلاق بالونات تحمل الأتربة إلى ارتفاعات عالية لتخفف حدة أشعة الشمس، وهي تقنية قد تكسب العالم مزيداً من الوقت ليسارع في خفض إنتاج الكربون.

8) مشاكل السفر

تتزايد وتيرة النشاطات الاقتصادية وتعود الكثير من الأعمال فتح أبوابها. لكن الدول التي سعت لاتباع استراتيجية "صفر كوفيد" مثل أستراليا ونيوزيلندا، قد تواجه صعوبة في التحول إلى عالم يصبح فيه الفيروس متوطناً. واليوم وقد اختفى نصف قطاع السفر إلى الأبد. هذا خير لمستقبل الكوكب، لكنه سيء للسياح، وذلك لأن قطاع السفر السياحي مدعوم في الحقيقة من مسافري قطاع الأعمال الذين ينفقون أكثر على أسفارهم.

9) سباقات الفضاء

سيشهد عام 2022 سفر مزيد من الأشخاص المدنيين إلى الفضاء، لا كموظفين لدى مؤسسات حكومية بل كسياح تجتذبهم شركات سياحة الفضاء المتنافسة.

ستنهي الصين في هذا العام بناء محطتها الفضائية، وسيحاول صناع الأفلام إنتاج أفلام في أماكن تخلو من الجاذبية. وستصدم ناسا مسباراً فضائياً بنيزك ما، وهي مهمة حقيقية تبدو كأفلام الخيال العلمي.

10) ملاعب سياسية

ستكون الأولمبياد الشتوية في الصين وكأس العالم لكرة القدم في قطر تذكاراً للجميع بأن الرياضة تجمعنا سوياً. لكن كلا الحدثين يجذبان عادة مشادات سياسية لا تخلو من الابتزاز ومحاولات الإحراج للبلدان المضيفة.

فعلى مستوى الألعاب الأولمبية الشتوية في الصين، انضم رئيس وزراء كندا، جاستن ترودو مؤخرًا إلى حملة مقاطعة "دبلوماسية" لدورة الألعاب الأولمبية المقرر عقدها بالعاصمة الصينية بكين في شباط/فبراير المقبل، لتنضم كندا بذلك إلى المملكة المتحدة والولايات المتحدة وأستراليا التي سبق أن أعلنت قرارها عدم إرسال دبلوماسيين إلى دورة الألعاب الشتوية في الصين، احتجاجا على أوضاع حقوق الإنسان فيها، وذلك في سياق التخوّف الغربي المستمر من صعود الصين.

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

حصاد 2021.. جولة على أبرز 8 أحداث سياسية على الساحة الدولية

عام مليء بالخيبات.. 6 أحداث شغلت الأردنيين في عام 2021

9 شخصيات برزت في عوالم السياسة والصحافة في 2021