14-يناير-2020

تعامل اليمنيون مع مأساة انقطاع الإنترنت بسخرية (تويتر)

بات اليمن مكانًا شبه معزول عن العالم الخارجي، بسبب انقطاع شبكة الإنترنت في البلاد منذ مساء الخميس الماضي، حيث توقفت برامج التواصل الاجتماعي، وأيضًا الشركات ومحلات الصرافة والحوالات المالية، وتسبب توقف الإنترنت في خسارة العديد من الشركات مئات الملايين بالعملة المحلية. 

تسبب توقف الإنترنت في خسارة العديد من الشركات اليمنية مئات الملايين بالعملة المحلية

وتعيد الشركة اليمنية للاتصالات الدولية (تيليمن)، توقف خدمة الإنترنت لانقطاع الكابل البحري في خليج السويس، الأمر الذي أدى إلى خروج 80% من سعات الإنترنت عن الخدمة. بينما تشير تقارير إلى أسباب أخرى، من بينها خلافات بين الشركة اليمنية والشركة الدولية.

اقرأ/ي أيضًا: لماذا تُمنع فتيات في اليمن من استخدام الهواتف المحمولة؟!

وقالت الشركة اليمنية إن العمل جارٍ وبوتيرة عالية على إصلاح الكابل البحري (فالكون) من قبل الشركة المالكة للكابل (GCX)، وأشار البيان إلى أن الشركة المالكة قد تحتاج إلى عدة أيام لاستكمال عملية الإصلاح.

من جهته، أكد رئيس جمعية الإنترنت في اليمن، فهمي الباحث، أن انقطاع كابل بحري تسبب في توقف الإنترنت في اليمن، وتدني الخدمة في دول أخرى منها السعودية. وقد يستغرق إصلاح الكابل عدة أيام، ما يعني خسائر يومية، تتكبّدها الشركات والبنوك وقطاع الأعمال.

عندما ترسل رسالة مكتوبة تحتاج إلى وقت طويل حتى تصل، أما تحميل الصور والفيديوهات أو البرامج فصعب جدًا ويحتاج إلى ساعات طويلة، الأمر الذي فاقم من معاناة السكان.

‏وبسبب صعوبة تصفح مواقع التواصل الاجتماعي في معظم مناطق اليمن، وجه اليمنيون نداءات للجهات المسؤولة للإسراع في إصلاح الخلل وإعادة الخدمة. وأطلق ناشطون يمنيون حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبين الناشطين والإعلاميين والسياسيين المقيمين خارج اليمن والمغتربين، التغريد تحت وسم #انقطاع_الانترنت_على_اليمن، للمطالبة بالتدخل العاجل لإيجاد حل لانقطاع الخدمة في البلاد.

وعم استياء واسع في أوساط اليمنيين فهم يعيشون في عزلة عن العالم الخارجي، ومحرومون من معظم الخدمات الأساسية. وقد دأب مواطنون على المطالبة بتحسين خدمة الإنترنت التي تعد رديئة جدًا مقارنة مع البلدان الأخرى، لكنهم اليوم يطالبون بعودة الإنترنت كما كان على الأقل.

سوق سوداء

اتخذ اليمنيون من انقطاع الإنترنت وسيلة للسخرية من الوضع في اليمن. ففي الوقت الذي تغيب المشتقات النفطية من المحطات الرسمية توجد في السوق السوداء بأسعار مرتفعة، وهو ما كان بالإضافة إلى غياب الخدمات الأساسية الموضوع الأساسي لتندرهم.

"الذي يريد نت سريع في شارع خولان بصنعاء الجيجا بـ2000 في السوق السوداء"، يقول أحد المغردين، وشارع خولان هو أشهر شوارع السوق السوداء في العاصمة. بينما يقول آخرون إن اليمنيين ممن تعودوا على أزمات النفط والغاز والغذاء، ويقفون في طوابير طويلة أمام المحطات وأمام محلات الصرافة والبنوك ومراكز توزيع المساعدات، باتوا يبحثون عن أي محطة لبيع الإنترنت للوقوف في طوابير أمامها.

عندما ترسل رسالة مكتوبة تحتاج إلى وقت طويل حتى تصل، أما تحميل الصور والفيديوهات أو البرامج فصعب جدًا ويحتاج إلى ساعات طويلة

وبخلاف ما أوردته شركة تيليمن عن سبب تدني خدمة الإنترنت، نقل موقع "المصدر أونلاين"، عن مصادر خاصة قوله، إن تعثر خدمة الإنترنت في اليمن يأتي على خلفية مشاكل بين الشركة وبين المشغل الدولي للإنترنت شركة "فالكون" بسبب تأخر دفع مستحقات الخطوط التشغيلية، حيث ترفض شركات الاتصالات السعودية دفع مبالغ تتجاوز 150 مليون دولار هي مستحقات شركة تيليمن لقيمة الاتصالات الدولية، كما هو متعارف عليه في التعاملات التجارية والاتفاقات المعمول بها دوليًا.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

أرض الألغام.. اليمن ساحة مفتوحة على الموت