27-نوفمبر-2019

يشهد لبنان تصعيدًا في الساعات الأخيرة (ْGetty)

أوقات عصيبة عاشتها المناطق اللبنانية مساء أمس الثلاثاء ونهار الأربعاء، بعد أن شهدت اشتباكات ومعارك كر وفر بين العديد من الأطراف السياسية، وبين بعض المتظاهرين وقوات الجيش، في حالة تزامنت مع إضراب سياسي مماثل على وقع الرفض المُعلن لسعد الحريري لتولي رئاسة الحكومة القادمة.

في بعلبك، قام أنصار حزب الله وأمل بالاعتداء على المعتصمين والمتظاهرين في ساحة خليل مُطران، كما سمُع دوي شديد لإطلاق الرصاص

وقد شهدت بيروت اشتباكًا بين بعض أهالي منطقة عين الرمانة أحد مراكز نفوذ حزب القوات اللبنانية وبعض أهالي منطقة الشياح، أحد مراكز نفوذ حزب الله وحركة أمل، حيث ترددت أنباء من خلال رسائل واتس آب دوارة عن وجود مظاهرة لأعضاء حزب القوات يقومون خلالها بسب الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، ورئيس حركة أمل، نبيه برّي، فانطلق بعض مناصري الثنائي غاضبين نحو عين الرمانة مُرددين هتافات "شيعة شيعة"، وهو ما أعاد إلى أذهان اللبنانيين وقائع الحرب الأهلية، حيث إن مكان هذا الاشتباك كان أحد خطوط التماس خلال الحرب التي استمرت 15 عامًا، إلا أن قوات الجيش تدخلت سريعًا وفصلت بين الجانبين قبل وقوع إصابات أو ضحايا.

اقرأ/ي أيضًا: البطلجة لبنانيًا: عالقون بطوائفهم ضد متحررين منها

هذا وقد نظم عدد كبير من سيدات منطقتي الشياح وعين الرمانة وقفة نسائية مشتركة ظهر اليوم الأربعاء لرفض العنف والتقسيم الطائفي حاملين لافتات ومرددين شعارات تدعوا للوحدة والتحذير من التجييش الطائفي، كما حضر الوقفة مجموعة من رجال الدين المسيحي والإسلامي.

بينما شهدت بلدة بكفيا بقضاء المتن بمحافظة جبل لبنان صدامًا بين أنصار التيار الوطني الحُر وأنصار حزب الكتائب اللبنانية، وكلاهما ذو أغلبية مسيحية، حيث نظّم أعضاء التيار الوطني الحُر مسيرة بالسيارات في بكفيا معقل حزب الكتائب اللبنانية كانت متجهة نحو بيت "أمين الجميل" زعيم الكتائب، إلا أن أعضاء حزب الكتائب قد اعترضوا المسيرة وقاموا برشقها بالطوب رافضين مرورها داخل البلدة، بينما قال أعضاء التيار الوطني الحُر إنها مسيرة سلمية للتعبير عن تأييد رئيس الجمهورية، العماد ميشال عون زعيم التيار، وردًا على مُظاهرة مماثلة قام بها أعضاء حزب الكتائب بالقرب من القصر الرئاسي. واشتدت المواجهات بين الفريقين مما أدى إلى وقوع إصابات في الجانبين قبل أن تتدخل قوات الجيش وتفرق بينهما وتنجح في فتح الطريق بشكل جزئي لمرور المسيرة.

 

وفي بعلبك، قام أنصار حزب الله وأمل بالاعتداء على المعتصمين والمتظاهرين في ساحة خليل مُطران، وقاموا بتقطيع زينات من الأعلام اللبنانية كان الثوار قد قاموا بتعليقها، كما سمُع دوي شديد لإطلاق الرصاص في الهواء من قبل أنصار الأحزاب، إلا أن قوات الجيش قد منعت حدوث اشتباكات كبيرة. غير أن عددًا من شهود العيان أفادوا بأن الجيش طلب من المعتصمين إخلاء الساحة وفض الاعتصام كشريطة لحمايتهم من أنصار حزب الله وأمل، وقد توجه عدد من المتحتجين من البلدات القريبة ومن مدينة صور إلى مكان الاعتصام في بعلبك لمساندة المحتشدين هناك.

أما طرابلس فقد شهدت مواجهات بين بعض الأفراد وقوات الجيش، وقال شهود عيان بأن بعض الأشخاص المجهولين حاولوا إحراق مقر التيار الوطني الحُر بشارع الجميزات بالمدينة وقد تصدت لهم قوات الجيش التي فوجئت برشق طوب وحجارة فوق رؤوسهم، لتندلع مواجهات بين الطرفين. وقد ردت قوات الجيش بإطلاق الرصاص في الهواء وقنابل الغاز المُسيّل للدموع، بينما قامت بالقبض على عدد من الذين أسمتهم مُثيري الشغب، وقد عبّر المعتصمون بساحة العلم في المدينة عن وقوفهم بجانب قوات الجيش ورفضهم محاولة الوقيعة بينه وبين الثوار، ومن الجدير بالذكر أن طرابلس تُعد من المُدن القليلة التي لم تشهد اشتباكات أو مواجهات خلال الانتفاضة الحالية التي مر على بدايتها أكثر من 40 يومًا.

وقد أعلن الجيش عن توقيف 16 شخصًا على خلفية الحوادث الأمنية التي وقعت خلال الـ24 ساعة الأخيرة في مختلف المناطق اللبنانية.

وعلى الصعيد السياسي، فقد تأزم ملف تشكيل الحكومة الجديدة بعد أن أصدر رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري بيانًا قال فيه بأنه لن يكون رئيس الحكومة القادمة مُفضلًا أن تتولى ذلك شخصية أخرى، مع أنباء عن خلاف شديد بينه وبين شركائه في السلطة، حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحُر، بسبب تمسكه بتشكيل حكومة تكنوقراط من الاأخصائيين فقط وإصرارهم على أن تكون حكومة تكنو-سياسية.

رجحت مصادر من قصر بعبدا تأخر المشاورات النيابية المُلزمة بعد أن كانت قد تحددت يوم غد الخميس على أن تكون السبت أو الأحد حتى يتم التوافق على اسم رئيس الحكومة

هذا وقد رجحت مصادر من قصر بعبدا تأخر المشاورات النيابية المُلزمة بعد أن كانت قد تحددت يوم غد الخميس على أن تكون السبت أو الأحد حتى يتم التوافق على اسم رئيس الحكومة، وقد أعربت تلك المصادر عن تخوفها من عدم الوصول إلى توافق بشأن اسم المرشح لرئاسة الحكومة، وهو ما سيدفع العهد القوي بتشكيل حكومة مواجهة تتشكل من حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحُر، الشيء الذي سيُعتبر تحديًا للقوى الخارجية لا سيما الغربية، وتحدٍ للحراك الداخلي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

 عنف واعتداءات وحشية على المحتجين.. "زعران" حزب الله مجددًا