19-يناير-2022

تصعيد مستمر في اليمن (Getty)

الترا صوت – فريق التحرير

أعلن التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن أنه دمّر منظومة اتصالات للطائرات المسيّرة بجبل النبي شعيب قرب العاصمة صنعاء، وأضاف أن قواته الجوية دمرت في وقت سابق منصتين استُخدمتا لإطلاق الصواريخ الباليستية التي استهدفت مطار أبو ظبي الإثنين الماضي.

أعلن التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن أنه دمّر منظومة اتصالات للطائرات المسيّرة بجبل النبي شعيب قرب العاصمة صنعاء، وأضاف أن قواته الجوية دمرت في وقت سابق منصتين لإطلاق الصواريخ

واستمرت غارات التحالف على صنعاء لليلة الثانية على التوالي، وقد بثت فيديوهات وصور على وسائل التواصل الاجتماعي  تظهر آثار القصف. وفي حصيلة أولية لعملية التحالف خلال 24 ساعة أعلن الأخير عن مقتل 80 حوثيًا في محافظة مأرب وسط اليمن، بالإضافة إلى تدمير 9 آليات عسكرية.

اقرأ/ي أيضًا: إدانات عربية بعد هجوم الحوثيين بطائرات مسيرة على مطار أبوظبي

من جهة أخرى أفادت وسائل إعلامية مرتبطة بالحوثي أن طائرات التحالف شنت غارات على مطار صنعاء الدولي وقاعدة الديلمي الجوية شمالي العاصمة، كما أشارت إلى أن عدد قتلى غارات التحالف على الحي الليبي في صنعاء ارتفع إلى 14 شخصًا بينهم نساء وأطفال، فضلًا عن إصابة 11 آخرين.

كما أعلن عن أن خمسة مدنيين بينهم طفل لقوا حتفهم  إثر غارة جوية للتحالف على مديرية حَريْب بيحان جنوبي شرق محافظة مأرب.

وفي أول رد فعل على الهجوم الذي استهدف مطار أبوظبي، قالت وزارة الخارجية الإيرانية إن الهجمات العسكرية لن تحل أزمة المنطقة، وتلك الأعمال ستزيد التوتر وذلك في معرض تعليقها على ما وصفته بالتطورات الأخيرة المتعلقة باليمن.

وذكر المتحدث باسم الوزارة سعيد خطيب زادة أن إيران تتحدث دومًا أن حل أي أزمة في المنطقة ليس اللجوء إلى الحرب والعنف، وأنه لا سبيل للأمل في إرساء السلام والاستقرار إلا في أجواء يسودها الهدوء. وشدد زاده على الحل السياسي، داعيًا لوقف ما وصفها بسياسة الحصار والحرب المفروضة ضد اليمن، وتابع أن القضية اليمنية شأن يمني، وإيران مستعدة للتعاون والمشاركة في أي آلية لوضع حد للحرب المفروضة على اليمن منذ سبع سنوات، بينما لم يشر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بشكل مباشر إلى الهجوم الذي شنته جماعة الحوثي على مطار أبوظبي.

وفي سياق متصل، نشرت وكالة أسوشييتد برس صور أقمار صناعية توثق حجم الدمار الذي لحق بمستودع للنفط في منطقة مصفح بالعاصمة الإماراتية أبوظبي جراء الهجوم بالطائرات المسيرة والصواريخ. وأظهرت الصور التي حصلت عليها الوكالة من شركة "بلانيت" للأقمار الصناعية تصاعد الدخان فوق مستودع وقود لشركة بترول أبوظبي الوطنية في حي مصفح، كما وثقت صور أخرى التقطت بعد مدة وجيزة من الهجوم علامات الاحتراق ورغوة بيضاء لإخماد الحرائق منتشرة على أرض المستودع.

بدورها نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية عن مصادر مطلعة أن التحقيقات الأولية التي أجراها الإماراتيون تقاطعت مع رواية الحوثيين نفسها بشأن هذه الهجمات. وجاء في التحقيق الذي نشرته الصحيفة أن الحوثيين استخدموا صواريخ باليستية وصواريخ كروز وطائرات مسيّرة في سلسلة الهجمات التي استهدفت الاثنين الماضي الإمارات والسعودية. وقالت إن نتائج التحقيق الأولي خلصت إلى أن الهجمات أظهرت تقدمًا كبيرًا في قدرات الحوثيين العسكرية.

ووفق تقرير أممي سرّي اطلعت عليه الصحيفة فإن الحوثيين طوّروا قدراتهم على صنع مسيّرات وصواريخ قصيرة المدى وأسلحة أخرى باستخدام مواد مثل المحركات والإلكترونيات التي يشترونها محليًا أو دوليًا عبر شبكة معقدة من الوسطاء.

هذا التطور في ترسانة الحوثيين العسكرية الذي أظهره الهجوم الأخير من شأنه أن يؤثر ليس فقط على تطور الحرب في اليمن بل على مجمل التوازن العسكري والسياسي في المنطقة وعلى قدرة استخدام إيران هذه التطور النوعي في الضغط على السعودية والإمارات، وكورقة مساومة في مفاوضات الملف النووي الإيراني.

هذا التطور في ترسانة الحوثيين العسكرية الذي أظهره الهجوم الأخير من شأنه أن يؤثر ليس فقط على تطور الحرب في اليمن بل على مجمل التوازن العسكري والسياسي في المنطقة

وتُقدر المسافة بين العاصمة اليمنية صنعاء وعاصمة الامارات بحوالي 1100 كم، والمسار الأرجح للطائرات المسيرة والصواريخ المستخدمة في الهجوم تم عن طريق اختراق الأجواء السعودية، وهو ما يعني أن مدى هذه الأسلحة أكثر من ألف كيلومتر. ونهاية الشهر الماضي قال التحالف إن جماعة الحوثي أطلقت 430 صاروخًا باليستيًا و851 طائرة مسيرة على السعودية منذ بدء الحرب في العام  2015 مما أسفر عن مقتل 59 مدنيًا سعوديًا.