14-أبريل-2025
قرّ رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال بأن نقص الجنود يُعيق تحقيق أهداف الحرب في غزة (منصة إكس)

أقرّ رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال بأن نقص الجنود يُعيق تحقيق أهداف الحرب في غزة (منصة إكس)

واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه المكثف على قطاع غزة، مستهدفًا السكان المدنيين في مختلف المناطق، بما في ذلك المستشفيات والمرافق الحيوية، وسط تصاعد التحذيرات من كارثة إنسانية شاملة. يأتي ذلك في وقت أقر فيه رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال بالعجز عن تحقيق أهداف الحرب.

شهداء وجرحى في غارات متفرقة

أسفر قصف إسرائيلي فجر الإثنين عن استشهاد خمسة فلسطينيين في بلدة خزاعة شرقي خانيونس جنوبي قطاع غزة، بعد استهداف منزل سكني بشكل مباشر. كما شنّت طائرات الاحتلال غارات جوية على حي الشعف شرقي مدينة غزة، وبلدة عبسان شرقي خانيونس.

أسفر قصف إسرائيلي فجر الإثنين عن استشهاد خمسة فلسطينيين في بلدة خزاعة شرقي خانيونس جنوبي قطاع غزة

وفي سياق متصل، أفادت مصادر محلية بإصابة صياد فلسطيني برصاص قوات الاحتلال، التي أطلقت النار تجاه مراكب الصيادين في مواصي رفح جنوب القطاع.

قصفت مدفعية الاحتلال مناطق متفرقة من مدينة خانيونس الجنوبية، تزامنًا مع إطلاق نار كثيف في محيطها. كما نفذت قوات الاحتلال عمليات نسف واسعة لمبانٍ سكنية غرب مدينة رفح، ضمن حملة تدمير ممنهجة للبنية التحتية والمساكن.

المستشفيات في مرمى النيران

أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أن المستشفى الأهلي المعمداني وسط مدينة غزة خرج عن الخدمة بالكامل، بعد تعرضه لقصف مباشر صباح الأحد أدى إلى تدمير أحد مبانيه واندلاع حرائق في عدد من أقسامه.

وذكرت المنظمة أن طفلًا فارق الحياة نتيجة تعطل الرعاية الصحية، كما تم نقل 50 مريضًا إلى مستشفيات أخرى، في حين تعذر إجلاء 40 مريضًا آخرين حالتهم حرجة. وأكدت أن "الهجمات على المرافق الصحية في غزة يجب أن تتوقف فورًا"، مشددة على أن المستشفيات محمية بموجب القانون الإنساني الدولي.

تهديدات إسرائيلية بـ"تقليص غزة"

في تطور خطير، هدّد وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس بجعل غزة "أصغر وأكثر عزلة"، قائلًا في منشور عبر منصة "إكس": "سيتم تقليص غزة بشكل متزايد، وستصبح أكثر عزلة، وسنُجبر مزيدًا من سكانها على مغادرة مناطق القتال".
وزعم كاتس أن هذه الخطوة تأتي في إطار "استراتيجية للضغط على حركة حماس لإجبارها على قبول صفقة لتبادل الأسرى".

تقارير إسرائيلية: هدنة قريبة والإعلان خلال 48 ساعة

من جهتها، ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن التوصل إلى هدنة طويلة الأمد في قطاع غزة بات أقرب من أي وقت مضى، مشيرة إلى أن الإعلان الرسمي قد يصدر خلال 48 ساعة، وذلك بعد موافقة كل من حركة حماس وإسرائيل على المقترح المصري الأخير المطروح للتهدئة.

في السياق ذاته، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قوله لعائلات المحتجزين إن المفاوضات الجارية تهدف إلى استعادة 10 إسرائيليين فقط من قطاع غزة، ما يشير إلى أن الصفقة المحتملة قد لا تشمل كافة الأسرى أو تهدئة شاملة.

رئيس الأركان: لا حل عسكري فقط لإعادة الأسرى

من جهتها، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، أبلغ المستوى السياسي بأن الاعتماد على الخيار العسكري وحده لن يُفضي إلى إعادة المحتجزين، محذرًا من أن نقص أعداد الجنود يجعل من الصعب تحقيق أهداف الجيش في غزة بشكل كامل.

في المقابل، كشفت تسريبات من داخل الكابينيت الأمني عن إصرار عدد من أعضائه على عدم وجود بديل فعلي لحركة حماس في قطاع غزة، في حال تم إسقاط حكمها، وهو ما يزيد من تعقيد "المشهد الاستراتيجي الإسرائيلي" في القطاع.

وأجمع مسؤولون سياسيون وعسكريون، بحسب ما نقلته وسائل الإعلام العبرية، على أن الاعتماد فقط على القوة العسكرية لن يحقق أهداف إسرائيل في غزة، ما لم يكن هناك مسار سياسي واضح ومتكامل لدعم العمليات العسكرية وتحقيق الاستقرار بعد الحرب.

احتجاجات في إسرائيل وعصيان داخل الجيش

في المقابل، تتصاعد داخل إسرائيل الأصوات المعارضة للحرب، مع اتساع نطاق "عرائض العصيان" التي وقعها جنود وضباط احتياط يطالبون بوقف الحرب على غزة من أجل إنقاذ الأسرى.

فقد وقّع أكثر من 250 من العاملين السابقين في جهاز الموساد، بينهم ثلاثة رؤساء سابقين (داني ياتوم، أفرايم هاليفي، وتمير باردو)، عريضة تطالب حكومة نتنياهو بوقف الحرب مقابل إعادة الأسرى.

وإلى جانب هذه العريضة، قُدِّمت خلال الأيام الثلاثة الماضية ست عرائض إضافية من قِبل عسكريين وأكاديميين، تعكس حجم الاعتراض المتزايد داخل المجتمع العسكري والأمني الإسرائيلي. فقد جاءت العريضة الأولى بتوقيع نحو 1000 عسكري في سلاح الجو، وانضم إليهم ما يقارب 1000 أكاديمي من مؤسسات التعليم العالي.

أما العريضة الثانية، فوقعها مئات الجنود من سلاحي المدرعات والبحرية، في حين جاءت العريضة الثالثة والرابعة موقَّعتين من قِبل عشرات الأطباء العسكريين الاحتياطيين. وشملت العريضة الخامسة والسادسة توقيعات مئات الجنود من وحدة 8200 الاستخباراتية، إضافة إلى عناصر من وحدات النخبة، من بينها "شلداج"، و"سيرت متكال"، و"موران"، و"الكتيبة 13" في لواء المظليين، ما يعكس اتساع رقعة التمرد على استمرار الحرب داخل صفوف النخبة العسكرية الإسرائيلية نفسها.

وفي رده على "عرائض العصيان"، هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الضباط والجنود الموقعين عليها، واصفًا إياهم بـ"أعداء من الداخل"، واعتبر أنهم "يخدمون مصلحة العدو في زمن الحرب"، فيما تم فصل بعضهم من الخدمة.