07-مايو-2022
استمرار الدعم الغربي العسكري لأوكرانيا (Getty)

استمرار الدعم الغربي العسكري لأوكرانيا (Getty)

أعلن البيت الأبيض أمس الجمعة أن الرئيس الأمريكي جو بايدن وقّع على حزمة أسلحة جديدة بقيمة 150 مليون دولار لأوكرانيا، تتضمن ذخائر مدفعية إضافية وأجهزة رادار وعتادًا آخر في أحدث خطوة ضمن سلسلة من شحنات السلاح التي تستهدف مساعدة أوكرانيا على صد الغزو الروسي.

أعلن البيت الأبيض أمس الجمعة أن الرئيس الأمريكي جو بايدن وقّع على حزمة أسلحة جديدة بقيمة 150 مليون دولار لأوكرانيا

وجاء في بيان للبيت الأبيض: "اليوم تواصل الولايات المتحدة دعمها القوي للشعب الأوكراني الشجاع وهو يدافع عن بلاده ضد العدوان الروسي المستمر". وأضاف البيان "ستقدم الولايات المتحدة أسلحة ومعدات سمح الكونغرس بإرسالها مباشرة إلى الخطوط الأمامية للحرية في أوكرانيا". وقال الرئيس الأمريكي إنه "يتعين على الكونغرس تقديم التمويل المطلوب بسرعة لدعم أوكرانيا في ميادين المعركة وعلى طاولة المفاوضات"، مشيرًا إلى أن إدارته "أوشكت على استنفاد التمويل الذي يمكن استخدامه لإرسال المساعدة الأمنية".

وستكون الشحنة الجديدة من الأسلحة ضمن مبلغ 250 مليون دولار متبقية بموجب سلطة السحب الرئاسي التي تسمح للرئيس بأن يأمر بنقل الأسلحة الزائدة من المخزونات الأمريكية دون موافقة الكونغرس استجابة لحالات طارئة.

يذكر أن الولايات المتحدة أرسلت أسلحة لأوكرانيا بلغت قيمتها 3,4 مليار دولار منذ بدء الغزو الروسي، شملت مدافع هاوتزر وأنظمة صواريخ ستنجر المضادة للطائرات، وصواريخ جافلين المضادة للدبابات، وذخائر، كما تم  الكشف مؤخرًا عن تزويد أوكرانيا بطائرات "شبح" مسيّرة.

وفي نفس الإطار، جرى اتصال هاتفي بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أكدا خلاله التزامهما بمحاسبة روسيا على غزوها لأوكرانيا. وقال بيان للبيت الأبيض إن بادين وترودو "بحثا الجهود المبذولة لتقديم مساعدات أمنية لأوكرانيا"، كما ناقشا أيضًا مشاركتهما في قمة الأمريكيتين المقررة في حزيران/ يونيو والتي ستعقد في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة.

إلى ذلك يتوقع أن يعقد قادة مجموعة السبع غدًا الأحد اجتماعًا عبر تقنية الفيديو مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لبحث الدعم الغربي لبلاده في مواجهة الغزو الروسي، فيما وصف البيت الأبيض اللقاء بأنه دليل على فشل روسيا. وترأس ألمانيا المجموعة التي تضم أيضًا بريطانيا وكندا وإيطاليا واليابان وفرنسا والولايات المتحدة.

وأعلنت النائبة الأولى للمتحدث باسم الحكومة الألمانية كريستيان هوفمان أن ألمانيا ستستضيف الاجتماع الذي يشارك فيه الرئيس الأوكراني. وقالت هوفمان  إن "زيلينسكي سيقدّم تقريرًا عن الوضع الحالي في بلاده". ويُتوقع أن الاجتماع سيفرض مزيد من العقوبات ضد روسيا، أو على الأقل تشديد التدابير الاقتصادية المتّخذة ضدها.

من جهتها قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي في إحاطة صحفية إن "القادة سيظهرون وحدة صف مجموعة السبع في استجابتنا الجماعية، بما في ذلك البناء على عقوباتنا غير المسبوقة لجعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يدفع ثمنًا باهظًا". واعتبرت ساكي أن "إظهار عزم غربي-أوكراني سيوجّه رسالة إلى الكرملين عشية العرض العسكري الروسي في يوم النصر في التاسع من أيار/مايو، الذي تحتفل فيه روسيا بالانتصار على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، لكن بوتين حوّله إلى تظاهرة قومية كبرى".

من جانبها قالت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي خلال لقاء مع شبكة "إم إس إن بي سي" الأمريكية، إنه إذا "لم تكن روسيا مدرجة على قائمة الدول الراعية للإرهاب فليتم تمزيق تلك القائمة"،  وأضافت "أن إدراج روسيا في قائمة الدول الراعية للإرهاب من صلاحيات الرئيس، وإدراجها في القائمة سيسهل تطبيق العقوبات عليها".

بدورها قالت الحكومة البريطانية إنها ستقدم إلى أوكرانيا 287 مولدًا كهربائيًا متنقلًا بالإضافة إلى 569 مولدًا كانت قد تبرعت بها في وقت سابق. وفي بيان لوزارة الأعمال والطاقة والاستراتيجية الصناعية البريطانية أكدت الوزارة أن "المولدات الجديدة تكفي لتشغيل ما يقرب من 8 آلاف منزل، وستُستخدَم في المستشفيات والملاجئ وغيرها من الخدمات الأساسية في مواجهة الدمار المستمر في شرق أوكرانيا". وأضاف البيان أن "الحكومة خففت أيضًا القواعد الخاصة بدعم الوقود الأحفوري في الخارج لتعزيز إمدادات الطاقة الحيوية لأوكرانيا".

التطورات السياسية والميدانية

في سياق التطورات السياسية حول الوضع في أوكرانيا، اعتمد مجلس الأمن الدولي لأول مرة بيانًا موحدًا أعرب فيه أعضاؤه عن قلقهم العميق بشأن "السلام والأمن في أوكرانيا". وأكد المجلس عن "دعمه القوي لجهود الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في البحث عن حل سلمي"، وطلب من الأمين العام "تقديم إحاطة للمجلس في الوقت المناسب بشأن هذه الجهود". وأشار المجلس إلى أن "جميع الدول الأعضاء تعهدت بموجب ميثاق الأمم المتحدة بالالتزام بتسوية نزاعاتها الدولية بالوسائل السلمية".

على صعيد التطورات الميدانية، أعلن انفصاليو دونيتسك عن إجلاء 59 مدنيًا اليوم من مجمع آزوفستال الصناعي في ماريوبول. فيما ذكرت وسائل إعلام روسية أنه جرى أمس الجمعة إجلاء دفعة ثالثة من المدنيين المحاصرين في مصنع آزوفستال في ماريوبول تضم 23 شخصًا، ليصل بذلك عدد المدنيين الذين غادروا المصنع إلى 48 شخص.

يذكر أن الانفصاليين في دونيتسك قد أعلنوا سابقًا عن إجلاء 12 شخصًا من  بينهم 4 أطفال من المصنع. ونفى الانفصاليون صحة ما نشره الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عبر حسابه على توتير عن إجلاء 500 مدني أمس من المصنع المحاصر. وأوضح الانفصاليون في بيان أن الرقم الذي أعلنه غوتيريش يخص مجموع المدنيين الذين تم إجلاؤهم من جميع أنحاء مدينة ماريوبول باتجاه بلدة بيزيمنوي التي يسيطرون عليها جنوب شرقي إقليم دونباس.

وكانت كتيبة آزوف المتحصنة في مصنع آزوفستال قد ذكرت أن أحد مقاتليها قتل وأصيب 6 آخرون جراء قصف روسي استهدف سيارة كانت مخصصة لإجلاء المدنيين في المجمع المحاصر. واتهمت الكتيبة الجانب الروسي بمواصلة ما سمته "خرق كافة الاتفاقات وعدم الالتزام بالضمانات الأمنية أثناء إجلاء المدنيين".

هذا وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في إحاطة اعلامية أن قواتها دمرت كميات ضخمة من المعدات الأمريكية والأوروبية في إقليم خاركيف. كما أشارت إلى أن قواتها "دمرت الليلة الماضية 18 منشأة عسكرية أوكرانية و3 مستودعات ذخائر ووقود في أوديسا، إضافة لاستهداف 5 مواقع لقوات وآليات عسكرية أوكرانية بصواريخ عالية الدقة ومستودع ذخائر في دونيتسك". كما أعلن الانفصاليون في لوغانسك عن مقتل 27 جنديًا أوكرانيًا وتدمير 7 ناقلات جند و12 مركبة خلال يوم أمس في الإقليم.

بالمقابل نشرت وزارة الدفاع الأوكرانية تسجيل فيديو يظهر استهداف سفينة روسية ضخمة في جزيرة الأفعى بالبحر الأسود. ووثق الفيديو استهداف السفينة الروسية "سيرنا" بواسطة طائرة مسيرة من طراز بيرقدار. من جانبها قالت الإدارة العسكرية في أوديسا إن "القوات الروسية أطلقت 4 صواريخ كروز على المدينة ولا أنباء عن ضحايا حتى الآن". وأشارت إلى أن "الضربة الصاروخية الروسية استهدفت مطار أوديسا الدولي"، وأن فرق الإطفاء تعمل على إخماد الحرائق.

وفي متابعتها  للتطورات على الأرض، ذكرت وزارة الدفاع البريطانية في نشرة دورية على تويتر اليوم السبت إن القوات الروسية تتكبد خسائر فادحة في "بعض من أكثر وحداتها  تقدمًا وقدرة"، وأضافت أن "دبابة واحدة على الأقل من طراز تي-90 إم، الأكثر تطورًا في روسيا، تعرضت للتدمير خلال القتال"، مشيرة إلى أن "نحو مئة دبابة من الطراز تي-90 إم، موجودة في الخدمة ضمن أفضل الوحدات الروسية تجهيزًا، بما في ذلك التي تقاتل في أوكرانيا".

وفي حدث لافت، أعلنت السفارة الروسية بألمانيا عن إفشال عمل إرهابي محتمل ضد صحفيين روس وعائلاتهم بمجمع سكني ببرلين. بدورها أعلنت شرطة برلين عن إبطال عبوة ناسفة في مجمع يضم وكالة صحفية روسية في المدينة أمس الجمعة، كما تحدثت عن فتح تحقيق جنائي في الواقعة.

أعلنت السفارة الروسية بألمانيا عن إفشال عمل إرهابي محتمل ضد صحفيين روس وعائلاتهم بمجمع سكني ببرلين

وفي وقت لاحق، صدر بيان عن الخارجية الروسية طالبت فيه ألمانيا والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي بإجراءات فورية لحماية الصحفيين الروس وعائلاتهم. وشددت على ضرورة التزام برلين بإجراء "تحقيق شامل في الهجوم الإرهابي بمجمع يضم صحفيين روسًا وعائلاتهم". وأضافت الخارجية الروسية أن "الحادث هو نتيجة مباشرة للاضطهاد الذي تعرضت له وسائل الإعلام الروسية وموظفيها من قبل الغرب"، مؤكدة أن "القرار المسيس بإبعاد وسائل الإعلام الروسية عن البث في الاتحاد الأوروبي كان نذيرًا لتخويفهم".