17-يوليو-2021

تظاهرة في مرسيليا ضد قرارات ماكرون يوم 14 تموز/يوليو 2021 (Getty)

تستمر تداعيات الخطاب الذي ألقاه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل أيام بالتفاعل، في ظل رفض متزايد من الفرنسيين للقرارات التي تنوي الحكومة الفرنسية تطبيقها في ما يخصّ مواجهة جائحة كوفيد-19، مع الإشارة إلى أن خطاب ماكرون الذي ألقاه على هامش لقاء المجموعة الأوروبية الإثنين في الثاني عشر من تموز/يوليو الجاري، لم يلبِّ طموحات وتطّلعات الفرنسيين الذين فقدوا ثقتهم برئيسهم، إثر سلسلة من الخيبات المتلاحقة التي عايشوها خلال حكمه، وبسبب عدم التزامه بوعوده بحسب ما يرى ناشطون فرنسيون عبر السوشيال ميديا.

تداول مستخدمو تويتر في فرنسا عددًا من الوسوم في الأيام الأخيرة تحدث عبرها ناشطون فرنسيون عن فقدان الثقة برئيسهم، إثر سلسلة من الخيبات المتلاحقة التي عايشوها خلال حكمه، وبسبب عدم التزامه بوعوده

وقد تداول المغرّدون في فرنسا عددًا من الوسوم في الأيام الأخيرة، عبّروا من خلالها عن رفضهم لقانون التطعيم الإجباري، ولإعادة إجراءات الحجر الصحي مرة أخرى، كما انتقدوا إعطاء امتيازات للأشخاص الذين تلقّوا اللقاح، فيما يخصّ التنقل والسفر أو ارتياد الأماكن العامة.

كما برز بشكل خاص وسما #NonAuPasseDeLaHonte و #NoVaccinePassports المتمحورين حول رفض جواز سفر الملقّحين، كما أعادوا تفعيل الوسوم القديمة الرافضة للقاحات الإجبارية، ولإعادة إغلاق البلاد وفرض حظر التجوّل، على إثر التخوف من تدهور الوضع الصحي مرة أخرى مع وصول المتحوّرات الجديدة إلى فرنسا. 

في السياق نفسه، أعدّ المعارضون الفرنسيون لقانون الطعم الإلزامي وحصول المطعّمين على امتيازات وتسهيلات، عريضة إلكترونية توجّهوا بها إلى رئيس الوزراء جان كاستكس، عبّروا من خلالها عن قلقهم من تعميم "الممر الصحي" المخصص للمطعّمين، وقالوا إنه يتناقض مع مبدأ المساواة الذي قامت عليه الجمهورية الفرنسية، كما أنه يصم  المواطنين الذي لم يحصلوا على الطعم، فيصبح التعامل معهم وكأنّهم مواطنين برتبة أدنى. وقد قام حوالي مليون مواطن فرنسي بتوقيع العريضة حتى الآن، ما يعكس حجم الالتفاف حول الحملة المناهضة لسياسات ماكرون الصحيّة. 

بين أبرز التغريدات في هذا المجال، نشر فلوريان فيليبو رئيس حركة "باتريوت" صورة يافطة علّقت على زجاج أحد الحانات، يعلن صاحبها رفض التعامل بمبدأ " لممر ّ الصحي"، ويرفض التمييز بين زبائنه والطلب منهم إظهار شهادة اللقاح، فهو صاحب حانة وليس شرطيًا، وأعلن فيليبو تضامنه التام مع هذا النوع من المقاومة بحسب تعبيره، ودعا إلى عدم الاستسلام والاستمرار في المواجهة. 

في حين قال أحد الناشطين أنه ليس مواطنًا فاسدًا، لكنه بكل البساطة يحترم حق الأشخاص في الاختيار، سواء بقبول الطعم أو رفضه، وأشار إلى أن الحكومة والإعلام الفرنسيين، يخلقان كل يوم انقسامًا جديدًا في المجتمع الفرنسي، ويجب على الجميع أن يبقوا متحدّين لمواجهتهم. فيما اعتبر الناشط كليمنت أنه من غير المقبول تقسيم المجتمع على أساس الملقّحين، وغير الملقّحين، ورأى أن القوة في الاتحاد، وأنه يجب عدم ترك أية حيلة ممكنة للوقوف في وجه هذا المشروع. 

بينما قال الناشط "سيب" إنه مؤيد للقاحات لكنه يرفض فرضها بالقوة، كما يرفض تفعيل قانون "الممر الصحي" الذي يعطي تسهيلات للملقّحين، واعتبر أنه مبيد للحرية، وأنه غير عادل ويساهم في التفرقة والتمييز، وهذا مخالف للدستور الفرنسي. ووافقته في ذلك الناشطة ماركي، التي قالت إنها تلقّت اللقاح، لكنها ترفض سياسة ما أسمته "دكتاتورية التطعيم"، فيما أشار الصحفي والسينمائي فرانسوا روفلين في مقابلة تلفزيونية، أنهم كفرنسيين لم يعودوا يشعرون أنهم مواطنون في فرنسا بل مجرد رعايا خاضعين لإملاءات شخص واحد،  يتّخذ قراراته بلا تفكير، وأن ما يحسّه اليوم هو الإذلال!

 

اقرأ/ي أيضًا: 

الجنس مقابل المياه.. قصة عن المهاجرات المحتجزات في مخيمات ليبيا

تحرش جنسي وانتهاكات فادحة بحق العاملات في حقول الفاكهة جنوب إسبانيا