18-يوليو-2021

احتجاجات مستمرة في الجنوب الجزائري (فيسبوك)

الترا صوت – فريق التحرير

استمرت الاحتجاجات في عدد من مدن الجنوب الجزائري، لليوم العاشر على التوالي، ضد البطالة وسياسة التهميش، حيث شهدت المنطقة مواجهات عنيفة بين قوات الأمن والمتظاهرين المطالبين بالعدالة الاجتماعية وأولوية التشغيل في مناطقهم، وبتحسين ظروف المنطقة على الصعيد الاجتماعي وحل مشاكل الصحة والسكن والدفع بعجلة التنمية الاقتصادية  ومحاربة الفساد.

استمرت الاحتجاجات في عدد من مدن الجنوب الجزائري ضد البطالة وسياسة التهميش، حيث شهدت المنطقة مواجهات عنيفة بين قوات الأمن والمتظاهرين المطالبين بالعدالة الاجتماعية وأولوية التشغيل

وتعتبر أزمة التشغيل في ولايات الجنوب الجزائري أحد أكبر التحديات التي تواجهها السلطات في البلاد، حيث يعتبر المحتجون أن أزمة التشغيل في ولايات الجنوب هي "تحدٍ صارخ للدستور ولقوانين الجمهورية، لأن المتسبب فيها هم مسؤولون فاسدون على مستوى مديريات الشركات الوطنية والأجنبية وعلى مستوى الإدارة المحلية ووكالات التشغيل"، حسب بيان موحد أصدره المحتجون.

اقرأ/ي أيضًا: الغاز الصخري في الحراك الجزائري.. توجهات بيئية طبقية عابرة للجغرافيا

وطالب البيان السلطات بفتح تحقيق في هذه التجاوزات، وفرض آليات محددة وواضحة تنظّم عملية التوظيف في هذه الشركات، وأكّدوا على ضرورة تشديد الرقابة على عمل وكالات التشغيل، للكشف عن التحايل في إعداد قوائم الانتداب. ويندّد شباب المنطقة باستقدام عمال وسائقين وأعوان إدارة من ولايات بعيدة، في حين يتم استبعاد شباب المنطقة من العمل في هذه الشركات.

وكانت شرارة الاحتجاجات  قد اندلعت من مدينة "عين البيضاء" بولاية ورڨلة، قبل أكثر من أسبوع، إثر عملية دهس قام بها رجال أمن على عدد من البطالين المعتصمين أمام مقر البلدية منذ أكثر من 8 أشهر. ورغم أن السياسة المتبعة من قبل السلطة في البداية هى تجنُّب الصدام مع المحتجين ومراقبة الاعتصامات والاحتجاجات عن بعد، لكن سرعان ما تعاملت قوات الأمن الجزائري مع المحتجين بالعنف والقمع، ما خلق حالة من الغضب وسط المتظاهرين، ووسع دائرة الاحتجاجات التي انتقلت إلى مناطق أخرى، ما يشير إلى عجز السلطات على احتواء الوضع، وخلق حالة من عدم  الثقة بينها وبين الشباب الغاضب، لإيجاد حلول لهذا الملف.

في هذا السياق، صرح كمال بوشول الناشط الجمعوي من ورقلة، لموقع "الترا جزائر"، أن "قوات الشرطة استعملت الغاز المسيل للدموع لتفرقة المحتجين وثنيهم عن مواصلة احتجاجهم السلمي المطالب بمناصب الشغل والدفع بعجلة التنمية"، ليؤكد: "وجود توقيفات وسط المتظاهرين منذ اندلاع الاحتجاجات، بينهم أربعة شباب مثلوا أمام القضاء وحُكم عليهم بعامين حبس نافذ" ويضيف أن "عمليات توقيف المتظاهرين من قبل رجال الأمن تتم بطريقة عشوائية، إضافة إلى اعتداءات وحشية".

هذا واستنكر المتحدث ما وصفه بالصمت المطبق المتبع من قبل السلطات العليا مع تكرار الاشتباكات، داعيًا إلى فتح باب الحوار مع البطالين وإيجاد حلول جذرية للملف القديم الجديد، بحسبه.

قوات الشرطة استعملت الغاز المسيل للدموع لتفرقة المحتجين وثنيهم عن مواصلة احتجاجهم السلمي المطالب بمناصب الشغل والدفع بعجلة التنمية

هذا وتتواصل  الاحتجاجات وسط  تعتيم إعلامي تام خاصة من قبل وسائل الإعلام الرسمية، بالمقابل ندّدَت بعض منظمات المجتمع المدني والأحزاب والشخصيات السياسية، بتجاهل السلطة مطالب الشارع الجزائري، وانتقدت لجوءها إلى العنف وقمع الاحتجاجات بدل الاستماع إلى مطالب المحتجين ودراستها.

 

اقرأ/ي أيضًا:

 فقراء في الجنوب الجزائري الغني بالنفط!