25-فبراير-2025
قوات الاحتلال تجبر سكان مخيمات شمال الضفة الغربية على ترك منازلهم (منصة إكس)

قوات الاحتلال تجبر سكان مخيمات شمال الضفة الغربية على ترك منازلهم (منصة إكس)

تشهد الضفة الغربية المحتلة تصعيدًا غير مسبوق من قبل الاحتلال الإسرائيلي، حيث تتعرض مخيمات اللاجئين الفلسطينيين لعمليات تدمير ممنهجة وتهجير قسري لسكانها، في خطوة تُعتبر امتدادًا لسياسات التهجير المستمرة منذ نكبة عام 1948.

وأعرب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن إدانته الشديدة لهذه الممارسات، محذرًا من تداعياتها الخطيرة على الواقع الإنساني والسياسي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

أكد المرصد الأورومتوسطي أن هذه الممارسات تندرج ضمن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، حيث يعتمد الجيش الإسرائيلي أساليب عسكرية تنتهك القوانين الدولية

تهجير قسري وتدمير ممنهج

وفقًا لتقرير المرصد الأورومتوسطي، فإن السلطات الإسرائيلية تنفذ عمليات عسكرية تستهدف مخيمات اللاجئين في شمال الضفة الغربية، لا سيما في جنين وطولكرم ونور شمس، حيث تم تدمير منازل اللاجئين، والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك شبكات المياه والكهرباء والطرقات. وتشير التقارير إلى أن هذه الإجراءات تهدف إلى فرض واقع جديد يجعل من المستحيل عودة السكان إلى مناطقهم، ما يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الذي يحظر تهجير السكان قسرًا من أراضيهم.

جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية

أكد المرصد الأورومتوسطي أن هذه الممارسات تندرج ضمن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، حيث يعتمد الجيش الإسرائيلي أساليب عسكرية تنتهك القوانين الدولية التي تُلزم قوة الاحتلال بحماية المدنيين وعدم استهدافهم أو تهجيرهم. وأضاف المرصد أن عمليات التدمير الجارية تهدف إلى تغيير الواقع الديموغرافي للمنطقة، ما يعكس نوايا إسرائيلية واضحة لضم أجزاء من الضفة الغربية وفرض سيادة عسكرية على المخيمات الفلسطينية.

فرض أمر واقع جديد

أفاد المرصد بأن الجيش الإسرائيلي نشر دباباته في محيط مخيم جنين، في حدث هو الأول من نوعه منذ عام 2002، كما قام بشق طرق جديدة على أنقاض المنازل المدمرة في مخيمات شمال الضفة الغربية، وهو ما يؤكد سعي إسرائيل إلى فرض أمر واقع جديد بالقوة العسكرية. وأكد المرصد أن منع عودة السكان إلى المخيمات يندرج ضمن سياسات الضم غير القانوني، والتي يسعى الاحتلال إلى تنفيذها تدريجيًا في المناطق الخاضعة لسيادة السلطة الفلسطينية.

تحذيرات من تصعيد أوسع

حذر المرصد الأورومتوسطي من أن هذه الانتهاكات قد تمتد إلى مناطق أخرى في الضفة الغربية، ما سيعرض مئات الآلاف من المدنيين لخطر القتل أو الاعتقال أو التهجير القسري. كما أشار إلى أن التوجهات الإسرائيلية الحالية تشير إلى مخطط أوسع لإنهاء الوجود الفلسطيني في بعض المناطق الاستراتيجية، في انتهاك واضح للاتفاقيات الدولية التي تضمن حق الفلسطينيين في العيش بكرامة وأمان.

دعوة للتحرك الدولي

في ظل هذه التطورات الخطيرة، دعا المرصد الأورومتوسطي المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية، والضغط على إسرائيل للالتزام بالقانون الدولي، وضمان عودة اللاجئين إلى مخيماتهم. كما شدد على ضرورة مساءلة المسؤولين عن هذه الجرائم ومنع إفلاتهم من العقاب، مؤكدًا أن استمرار الصمت الدولي يعزز من سياسات الاحتلال التوسعية ويؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في فلسطين.