10-نوفمبر-2021

(Getty Images)

ألتراصوت- فريق التحرير 

أكّدت منظمة "مراسلون بلا حدود"، نقلًا عن صحفيين وناشطين يمنيين، مقتل الإعلامية رشا عبدالله مراسلة قناة الشرق مع جنينها الذي كانت تحمله في شهره التاسع، وإصابة زوجها الإعلامي محمود العتمي، بعد استهدافهما بعبوة ناسفة انفجرت في سيارتهما، في حي خور مكسر بعدن جنوب اليمن.

أكّدت وسائل إعلام يمنية مقتل الإعلامية رشا عبدالله مراسلة قناة الشرق مع جنينها الذي كانت تحمله في الشهر التاسع

وفيما لم تقم أية جهة بتبني عملية الاغتيال حتى الآن، تبادلت الأطراف المتصارعة في اليمن الاتهامات بالوقوف وراء الجريمة، فحمّل وزير الإعلام والثقافة والسياحة في حكومة عبد ربه هادي، قوات عبد الملك الحوثي مسؤولية الحادثة، وقال إن الهدف منها هو زعزعة الأمن والاستقرار في العاصمة المؤقّتة، ودعا الاجهزة الأمنية للكشف عن منفذي الاغتيال وتقديمهم إلى العدالة. كما دانت نقابة الصحفيين في اليمن ما أسمته " الجريمة الإرهابية "، وأبدت خشيتها من أن تكون مؤشراً خطيراً لمرحلة جديدة من العنف واستهداف الصحفيين في ظل إفلات القتلة من العقاب. كما نشرت منظمة "مراسلون بلا حدود" خبرًا عن مقتل رشا عبدالله وابنها، وأشارت إلى أن ذلك يرفع عدد الصحفيين الذين تأكد مقتلهم في اليمن منذ بداية العام الجاري إلى أربعة صحفيين على الأقل. 

 

 

اغتيال رشا عبدالله مع جنينها وإصابة زوجها استحوذ على اهتمام الصحافة العالمية، فقالت وكالة رويترز إن مقتل صحفية يمنية حامل في شهرها الأخير، بانفجار سيارة مخففة في مدينة عدن، هو أحدث واقعة عنف في المدينة الساحلية جنوبي اليمن، ونقلت رويترز عن مصدر في الشرطة اليمنية تأكيده أن الانفجار تمّ بواسطة عبوة ناسفة أُلصقت على السيارة.

كما أشارت صحيفة واشنطن بوست إلى أن رشا عبدالله وزوجها كانا يستقلان السيارة لزيارة الطبيب قبل أيام من موعد ولادتها، وذكرت أن المدينة الساحلية شهدت عدة انفجارات في  السنوات الأخيرة، وقد تمّ تحميل المسؤولية فيها إلى جماعات محلية تابعة لتنظيم القاعدة وللدولة الإسلامية، بالإضافة إلى الحوثيين الذي يستخدمون في هجماتهم الصواريخ البالستية والطائرات المسيّرة المحملة بالمتفجّرات والمفخّخات. 

الصحفيون يدفعون الثمن مرّة أخرى

صورة جنين رشا عبد الله الحامل في شهرها التاسع، الذي خرج من أحشائها بسبب قوة الانفجار وقضى نحبه قبل أن يبصر النور، كان لها وقع مأساوي صادم. ولم يتسنّ لالتراصوت التأكد من صحّة الصورة من عدمها، علمًا أنها متداولة بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي. 

 

 

الكاتب والباحث ماجد المذحجي علق على الجريمة التي طالت الصحفية رشا عبدالله وأسرتها، ووصفها بأنه "حادثة وحشية"، وأنّه لا يمكن للكلام أن يعبر عن وحشيّة ما حصل. 

 

 

أما الناشطة لولا علي فنبهت إلى أن استهداف النساء وخاصة الاعلاميات هو التوجه الجديد لسلسلة الاغتيالات في عدن والتي هزّت المدينة في الآونة الأخيرة. 

 

 

وعلق الإعلامي سعيد ثابت سعيد على الحادثة وقال إن "كل كلمات الوجع والألم والقهر لاتفي بالتعبير عما يعتمل فينا من غضب وحزن لما صار إليه حال بلدنا وما تتعرض له من إبادة وتجريف"، مشيرًا إلى أن استهداف رشا عبدالله وأسرتها "جريمة إرهابية وفعلة دنيئة". 

 

 

يذكر أن الاعتداءات على الصحفيين في اليمن لم تتوقف طوال سنوات الحرب المستعرة منذ العام 2015. المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة كانت قد حذّرت ربيع العام 2020، من العدد الكبير من انتهاكات حقوق الإنسان التي يتعرّض لها الصحفيون في جميع أنحاء اليمن، من قتل، وخطف، وأحكام إعدام، ما يشكّل انتهاكًا للقانون الدولي لحقوق الإنسان. وقد وثّقت الامم المتحدة حتى تلك الفترة، 357 انتهاكًا وتجاوزًا ضد الصحفيين العاملين في اليمن، من بينها 28 حالة قتل، وحالتا إخفاء قصري، و45 اعتداءً جسديًا، بالرغم من أن الصحفيين مشمولون بالحماية بموجب القانون الدولي بصفتهم مدنيين، والهجمات ضدهم قد ترقى لمستوى جرائم الحرب، ويجب تقديم المسؤولين عنهم إلى العدالة. 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

دولة قطر وبرنامج الأغذية العالمي يوقعان اتفاقية لدعم الأمن الغذائي في اليمن

ضحايا في انفجار هز محيط المطار الدولي في عدن