في انسجام مع تصريحات المرشد الأعلى الإيراني يوم الجمعة، أدلى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان اليوم السبت، بتصريحات جديدة تحدّى فيها سياسة العقوبات المشددة التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤخرًا.
وأكّد الرئيس الإيراني اليوم أنّ بلاده ماضية في طريقها ولن تتراجع جرّاء العقوبات الأميركية على الاقتصاد الإيراني، قائلًا: "يظن الأعداء أننا سنموت من الجوع بسبب محاصرتنا بالعقوبات، لكن هذا ليس صحيحًا"، وفق تعبيره.
وكان الرئيس الأميركي قد وقع أمرًا تنفيذيًا، الأسبوع الماضي، تعمل بموجبه وزارة الخزانة الأميركية على تعطيل صادرات النفط الإيرانية.
واصفًا الإجراء بالصعب على إيران، ومعبّرًا في الوقت ذاته عن أمله في ألّا يضطرّ إلى استخدام مرسومه الرئاسي ضدّ إيران كثيرًا.
بنى بزشكيان جانبًا مهمًا من استراتيجيته الانتخابية على العمل من أجل رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران، معتبرًا أن تلك العقوبات أضرّت بالإيرانيين، وحان الوقت لرفعها
جاءت تصريحات بزشكيان، التي نقلتها وكالة 'الأناضول" اليوم، خلال زيارته إلى مدينة سيرجان بمحافظة كرمان جنوب شرقي إيران، حيث قال في مؤتمر صحفي: 'لا ينقصنا شيء مقارنة بدول المنطقة، ويمكن أن نكون الأفضل فيها، ولدينا القدرة على التغلب على الوضع الحالي، إمكاناتنا عالية جدًا'، مضيفًا: "نستطيع الوصول إلى القمة بقوة، وتحقيق المركز الأول في المنطقة في جميع المجالات"، وفق تعبيره.
رغم تبني ترامب سياسة الضغوط القصوى لمنع #إيران من امتلاك سلاح نووي، إلا أنه أبقى باب الدبلوماسية مفتوحًا للتفاوض مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.
اقرأ أكثر: https://t.co/yObwPAHMmh pic.twitter.com/rhU1uBQDM7— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) February 6, 2025
يشار إلى أنّ بزشكيان بنى جانبًا مهمًا من استراتيجيته الانتخابية على العمل من أجل رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران، معتبرًا أن تلك العقوبات أضرّت بالإيرانيين، وحان الوقت لرفعها وإنهاء معاناة الاقتصاد الإيراني.
وكان المرشد الإيراني علي خامنئي قد قال أمس الجمعة: "إن التجربة أثبتت أن التفاوض مع الولايات المتحدة ليس ذكيًا ولا مشرفًا ولا حكيمًا"، معتبرًا "أن المفاوضات مع الولايات المتحدة لن تحل مشاكل إيران"، في إشارة منه إلى انقلاب دونالد ترامب خلال عهدته الرئاسية الأولى على الاتفاق النووي الموقّع مع إدارة سلفه حينها باراك أوباما.
ويُعتبَر هذا التوجه الذي عبّر عنه خامنئي، وهو السلطة المرجعية الأعلى في إيران، لا سيما في الشؤون الخارجية، بمثابة إغلاق الباب أمام أي مفاوضات ثنائية مع إدارة الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب.
علمًا أنّ الأخير عبّر - على هامش توقيعه مذكّرة الأمر التنفيذي بشأن ملف إيران النووي - عن استعداده للتوصل إلى اتفاق نووي جديد مع إيران، خلافًا لما كان يقوله أثناء حملته الانتخابية. وردًا على ذلك التصريح بشأن المفاوضات، أعرب مسؤولون إيرانيون، على رأسهم وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، عن استعداد طهران "للانخراط في مفاوضات نووية مع الولايات المتحدة من أجل رفع العقوبات"، علمًا بأنّ إيران تجري بالفعل مباحثات بشأن ملفها النووي مع الترويكا الأوروبية، المتمثلة في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا.
🎥 مسؤولون أميركيون يفيدون بأن #إيران لم تقرر بعد تصنيع سلاح نووي. pic.twitter.com/j4zOoVjn2Z
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) October 12, 2024
وبين الشد والجذب بين طهران وواشنطن، يراهن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على توجيه إدارة ترامب ضربةً عسكرية لمنشآت إيران النووية، لكن صحيفة "يديعوت أحرونوت" تستبعد مثل هذا السيناريو، حيث قالت الصحيفة: "يعتقد البعض في إسرائيل أن ترامب قد يقود الولايات المتحدة لتنفيذ ضربة مباشرة ضد إيران. ومع ذلك، فإن خطاب تنصيبه في 20 كانون الثاني/يناير أشار إلى خلاف ذلك، حيث صرّح ترامب قائلًا: 'سنقيس نجاحنا ليس فقط بالمعارك التي نفوز بها، ولكن أيضًا بالحروب التي ننهيها. وربما الأهم من ذلك، الحروب التي لا ندخلها أبدًا'".
لكن ترامب - مع ذلك - سارع إلى دعم الترسانة العسكرية الإسرائيلية، بإصداره تعليمات برفع الحظر عن الأسلحة التي علّقتها إدارة بايدن، كما وافق على صفقات أسلحة ضخمة جديدة لإسرائيل، آخرها تلك التي أُعلن عنها اليوم بغلاف مالي يتجاوز 7 مليارات دولار. وترى المحللة الإسرائيلية في صحيفة "يديعوت أحرنوت"، معيان هوفمان أن هذا الدعم "يمكن إسرائيل من تنفيذ هجوم واسع النطاق على إيران إذا لزم الأمر، وربما يكون تشجيعًا لإسرائيل على القيام بذلك".
لكن حتى داخل أروقة السياسة والعمل الحكومي الإسرائيلي لا يزال هناك خلاف بشأن استخدام القوة العسكرية في استهداف البنية التحتية للطاقة النووية في إيران، إذ يراهن البعض على تأثير العقوبات الاقتصادية ويرى أنها كفيلة بإنهاك إيران وتعطيل طموحاتها النووية.