28-أبريل-2025
الحرب الروسية الأوكرانية

(AP) زيلينسكي مستعد للتنازل عن القرم لروسيا حسب ترامب

كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مستعد للتنازل لروسيا عن شبه جزيرة القرم، التي استولت عليها روسيا عام 2014. ويعدّ هذا التصريح مناقضًا للمواقف العلنية التي لطالما أكد فيها زيلينسكي رفضه التخلي عن أي جزء من الأراضي الأوكرانية.

وأجاب ترامب بنعم على سؤال صحفي عمّا إذا كان الرئيس الأوكراني على استعداد للتخلي عن القرم لصالح روسيا، مضيفًا أن إطار اتفاق السلام بين روسيا وأوكرانيا بات موجودًا، في إشارة إلى الوثيقة الأميركية التي ناقشها مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف ووزير الخارجية ماركو روبيو مع الأوكرانيين والأوروبيين في باريس ولندن خلال الأيام القليلة الماضية.

وكشفت مقارنة أجرتها وكالة "رويترز "بين المقترح الأميركي والمقترح الأوروبي الأوكراني عن تباين لافت، خصوصًا فيما يتعلق بملف الأراضي والعقوبات: إذ تنص الوثيقة الأميركية على اعتراف رسمي بسيادة روسيا على القرم، وباستمرار سيطرتها الفعلية على مناطق في خيرسون وزاباروجيا ودونيتسك ولوغانسك، بينما تتجاهل الوثيقة الأوروبية الأوكرانية مسألة الأراضي، وتقترح تأجيل بحثها إلى ما بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، وهو ما يُصرّ عليه زيلينسكي دائمًا تحت شعار "وقف إطلاق نار غير مشروط".

ترامب: أعتقد أن زيلينسكي مستعد للتنازل عن القرم

التحول حصل بعد اللقاء في الفاتيكان

كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بات مستعدًا للتنازل عن شبه جزيرة القرم لصالح روسيا، في تحول لافت يناقض التصريحات العلنية السابقة التي دأب زيلينسكي فيها على التأكيد بعدم التنازل عن أي شبر من الأراضي الأوكرانية.

وأشار ترامب إلى أن استنتاجه ربما استند إلى اللقاء الرمزي الذي جمعه بزيلينسكي في الفاتيكان مؤخرًا، إذ بدا أن اللقاء قد أسهم في تغيير موقف ترامب تجاه الرئيس الأوكراني، حيث خفف من حدة انتقاداته له، ووجه بالمقابل انتقادات صريحة إلى روسيا.

فقد اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمحاولة إغراء كييف بالسلام دون اتخاذ خطوات حقيقية لتحقيقه، ملوحًا بإمكانية فرض عقوبات إضافية على موسكو، ومعربًا عن خيبة أمله من استمرار الهجمات الروسية على الأهداف المدنية، التي أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين، مؤكدًا أنه "لا يوجد أي مبرر لإطلاق الصواريخ الروسية على المناطق المدنية في أوكرانيا".

وفي تصريحات أدلى بها للصحفيين فجر اليوم الإثنين، قال ترامب إن اجتماعه مع زيلينسكي في الفاتيكان "سار بشكل جيد"، مضيفًا: "أرى أن زيلينسكي أصبح أكثر هدوءًا وإدراكًا للواقع المحيط به، وهو الآن يريد التوصل إلى اتفاق".

التبرير الروسي

وفيما بدا وكأنه رد روسي على إدانة ترامب للهجمات على المدنيين، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مقابلة مع قناة "سي بي إس" مساء أمس الأحد، إن الجيش الروسي "سيواصل استهداف المواقع التي يستخدمها الجيش الأوكراني"، نافيًا أن تكون الهجمات الأخيرة، بما فيها الهجوم الذي أسفر عن مقتل 12 مدنيًا في كييف يوم الخميس، قد طالت أهدافًا مدنية، ومؤكدًا أن جميع الضربات موجهة ضد "مواقع عسكرية".

وكانت إدارة ترامب قد حذرت الأسبوع الماضي من إمكانية انسحابها من الوساطة بين روسيا وأوكرانيا إذا لم يتحقق تقدم فعلي خلال فترة قصيرة، إذ أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن "الولايات المتحدة لا تستطيع الاستمرار في تخصيص الوقت والموارد لمسار دبلوماسي عقيم".

كوريا الشمالية تعترف بدعم روسيا عسكريًا

وفي تطور لافت آخر، اعترفت كوريا الشمالية للمرة الأولى بإرسال قوات لدعم المجهود الحربي الروسي على الأرض. وذكرت الوكالة الرسمية للأنباء في كوريا الشمالية أن بيونغ يانغ نشرت قوات من جيشها داخل الأراضي الروسية بناءً على أمر مباشر من الزعيم كيم جونغ أون، مشيرة إلى أن هذه القوات شاركت في "عمليات تحرير منطقة كورسك الروسية المحتلة من قبل القوات الأوكرانية"، وأكدت أن "المهمة أنجزت بنجاح".

وفي مكالمة عبر الفيديو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وجه القائد العام لهيئة الأركان الروسية، فاليري غيراسيموف، الشكر للقوات الكورية الشمالية على مساهمتها في المعارك، مشيدًا بأدائها القتالي.

وكان حلف شمال الأطلسي قد أعلن في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي رصد انتشار آلاف الجنود الكوريين الشماليين على جبهات القتال إلى جانب القوات الروسية. وفي البداية، نفت موسكو تلك التقارير ووصفتها بأنها "كاذبة"، لكنها لاحقًا، عبر تصريحات للرئيس بوتين، أقرت بمعاهدة الدفاع المشترك مع بيونغ يانغ، دون إنكار صريح لوصول هذه القوات إلى الأراضي الروسية.

وقد تعرض الجيش الروسي لنكسة معنوية كبيرة عندما تمكنت القوات الأوكرانية، في آب/أغسطس الماضي، من التوغل داخل منطقة كورسك والسيطرة عليها. وفي ظل حالة الاستنزاف التي عاشها الجيش الروسي آنذاك، أعلنت الاستخبارات الأوكرانية في تشرين الأول/أكتوبر الماضي رصدها وجود قوات كورية شمالية قُدر عددها بحوالي 13 ألف جندي، يقودهم نحو 500 ضابط وثلاثة جنرالات، تلقوا تدريبات ميدانية داخل قواعد روسية قبل مشاركتهم في العمليات.