12-أكتوبر-2022
لوحة لـ بهلول الشريف/ ليبيا

لوحة لـ بهلول الشريف/ ليبيا

1

لم نلتقِ في ساحة سمير قصير

مثلًا

أو على شاطئ صور

أو في مقهى الدبيبو..

كان لقاؤنا افتراضيًّا.. أنتِ

تسبحين بطبيعتك في فضاء الحاضر

وأنا أتأمّل ألوانكِ وأضحك

كطفلٍ يسحره بلهوان خفيف الخطوات.

 

2

لو قلتِ مرحبًا في نهار

غير نهار الأحد

لما دقّ قلبي بعد ثلاث سنوات

ثانيةً..

لو قلتِ مرحبًا ونحن نغرق

في كبد الليل

لمَا سكرتُ في مساحات فستانك

العبثي.

لو قلتِ إنك في العشرين

لمَا كان طموحي الآن أن أمسك

ذقنكِ كأي مصوّر

يخطف المشهد كقربان للملامح الطفوليّة.

 

3

لنبدأ بعينيكِ فإذًا

فجران متتاليان يهزمان

أيّ شمس حزينة تفصح

عن نفسها بدموعي

وبشرتكِ آخر العواصف

الثلجيّة هدوءًا

وشفتيكِ قوس نصر

تعبر في عمقه العبارات

كسيّارات نحو المطلق السعيد.

 

4

حين رجوتك أنا ابن

الخامسة والعشرين

أن تكوني معي

في المكتبة العامة

على كتف الآثار الرومانية

أن تصوغي وجودك

كعرسٍ في ميناء المدينة

لم أكن سوى رضيع

غير مفطوم من الاطمئنان.

 

5

يوم واحد أذهلتني

بشعركِ القصير

المصبوغ

كقصيدة نثر شاعر عربيّ

متسكع وأحلامه في

الغرب البعيد.

يوم واحد وأصابعي

تنزف ضوءًا

أرجوكِ لا تضمديها بغمام

الغياب

لا تختمي كل هذي المسام

بالعتمة.

 

 

مناجاة

 

1

 

كل هذه الطيور يا صديقتي

لا تمتلك الحقّ في الحبّ

تخرج من أضلع بلادها

نحو ذاك الفضاء المرتبك..

كل هذه الطيور يا صديقتي

ترفض أن تمنحني ريشة

أو برهة كي أحمّلها إليكِ

سقطاتي..

 

2

عند الواحد ليلًا

يذوب الحنين إليكِ

يختلط بالنعاس

يزحف نحو الشرايين

وينام نومة أهل الكهف..

 

3

 

فكّرتُ مرارًا باللجوء

إلى الجنس كي أنساكِ

لكنّي خفت أن أزرع

أثر مشاعرك داخل

أرحامهن..

 

4

فلنفترض أنّكِ الشمس

هل ستضيئين

بالأفكار أناملي

أم تحرقينها؟

 

5

خمسة أجزاء ستسقط دفعة

ستغدو شاحبة إن لم تحضري

تلك هي يدي.

 

  • من مجموعة "مشانق من لحية العتمة" الصادرة حديثًا عن دار زمكان في بيروت.

دلالات: