أعلنت شركة آبل الأمريكية مؤخرًا عزمها على تفعيل نظام رصد اجتماعي جديد يساعدها على تحديد المحتوى البصري الذي يشتمل على استغلال جنسي للأطفال أو إساءة جنسية بحقهم، على أن يتم تطبيق ذلك في الولايات المتحدة الأمريكية.
أثار إعلان الشركة عن هذه التقنية الرقابية الجديدة مخاوف وانتقادات واسعة، رأت أن في ذلك اعتداء على خصوصية المستخدمين
ووفق هذه التقنية الجديدة التي ترصد المواد التي يمكن تصنيفها ضمن "الإساءة الجنسية للأطفال" (Child Sex Abuse Materials)، فإن النظام سيعمل على فحص الصور التي تشتمل على عناصر ذات محتوى جنسي يشتمل على الأطفال، وفي حال التطابق الآلي وفق النظام، سيقوم مراقبون من الشركة بتقييم المحتوى، وتعطيل حساب المستخدم، وتبليغ السلطات المختصّة، بالتعاون مع فريق قانوني وإرشادي تابع لهذه المبادرة.
اقرأ/ي أيضًا: الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة "فلكية" على أمازون.. تعرّف إلى قيمتها!
وقد أثار إعلان الشركة عن هذه التقنية الرقابية الجديدة مخاوف وانتقادات واسعة، رأت أن في ذلك اعتداء على خصوصية المستخدمين، حيث يمكن استخدام هذه التقنية لرصد أي محتوى آخر تفرض السلطات رقابة عليه، خاصة في الدول غير الديمقراطية، التي قد تستفيد من مثل هذه التقنيات لأغراض التجسس على المعارضين والسياسيين. وبحسب منتقدين لهذه الخطوة التي أعلنت عنها أبل، فإن الشركة قررت أن تمهّد الطريق لتجربة فحص محتويات هواتف المستخدمين بشكل علنيّ، عبر توظيف ذلك لغرض يبدو نبيلًا، ولا يسع المعارضين المطالبة بعدم تطبيقه، وقد تتوسّع تطبيقات ذلك النظام لاحقًا لفحص أنواع أخرى من المحتوى، ما يشكّل اعتداءً على خصوصية المستخدمين.
وكانت شركة آبل قد أعلنت في وقت سابق بأن النسخ الجديدة من نظام التشغيل الخاص بهواتف آيفون ستشتمل على آلية تساعد في مكافحة الاستغلال الجنسي للأطفال والاعتداء عليهم، وقد وعدت الشركة بمراعاة خصوصية المستخدمين، والتقيد بالقوانين الناظمة لمثل هذه العمليات، عبر التعاون مع الجهات الرسمية وغير الرسميّة المختصّة، ولاسيما المنظمات التي تنشط في مجال حقوق الأطفال، والمنظمات المعنية بالخصوصية ومكافحة التجسس على المدنيين. كما أفادت الشركة بأن نظامها الجديد يتمتع بمستويات دقّة فائقة جدًا، وأن نسبة الخطأ في تحديد الصور المسيئة عبر استخدامه أقل من واحد من كل تريليون عملية سنويًا.
اقرأي أيضًا:
آبل تستعين بمدير سابق في "بي أم دبليو" لتطوير سيارتها الكهربائية