03-يونيو-2021

جدارية في كينيا (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

وجد تقرير مستقل، غير حكومي، نشرته مؤسسة محمد إبراهيم يوم الأربعاء 2 حزيران/يونيو 2021، أن القارة الأفريقية تواجه أزمة اقتصادية وتزايد في معدلات العنف وزيادة في معدلات البطالة بفعل ما خلفه انتشار فيروس كورونا من تداعيات شديدة على القطاعات المختلفة في العديد من البلدان الأفريقية. وتم إصدار التقرير قبل المؤتمر السنوي الذي تنظمه المؤسسة نهاية هذا الأسبوع، وجاء بحوالي 200 صفحة. وكانت المؤسسة قد أنشات في العام 2006، وهي مؤسسة غير ربحية وتعنى بالحوكمة والقيادة والحكم الرشيد في أفريقيا، وتقوم بإصدار تقارير ودراسات سنوية حول العديد من القضايا التي تختص بالشؤون الأفريقية.

شدد تقرير مؤسسة محمد إبراهيم على تزايد نقاط الضعف لدى النساء والفتيات، بما في ذلك تعرضهن للعنف القائم على النوع الاجتماعي. إضافة إلى ما فرضته جائحة كوفيد-19 من تداعيات اقتصادية واجتماعية ومحفزات عدم الاستقرار وانعدام الأمن وتهديد الأمن الغذائي في العديد من دول القارة الأفريقية

وجاء في تقرير مؤسسة إبراهيم لعام 2021 أن "الإغلاق الاقتصادي العالمي دفع أفريقيا إلى الركود للمرة الأولى منذ 30 عامًا، مع تداعيات خطيرة تتمثل بارتفاع معدلات البطالة والفقر وعدم المساواة وانعدام الأمن الغذائي للسكان الأفارقة". وأشار التقرير إلى أن الدول الأفريقية طبقت قيودًا صارمة على السفر وتعقبًا قويًا للمخالطين عندما بدأ تفشي فيروس كورونا، ما أنقذ حياة الملايين من الناس، إلا أن ذلك لم يمر دون تبعات سلبية شديدة في كافة المجالات الحياتية.

اقرأ/ي أيضًا: لا "لولار" في لبنان بعد اليوم.. كيف تفاعل اللبنانيون مع قرار المصرف المركزي؟

وبحسب التقرير فإن أفريقيا كانت القارة الوحيدة التي تصاعدت فيها حوادث العنف بشكل ملحوظ ولافت إلى هذا الحد خلال الجائحة. واتخذ تصاعد العنف، موضوع التقرير، طابعًت اجتماعيًا وجماعيًت بشكل عشوائي وبنسبة 78%، كما قتل أكثر من 90 شخصًا على يد قوات الأمن في عدة بلدان أفريقية كانت قد طبقت قيود الإغلاق بصرامة. هذا بالإضافة إلى تقليص جهود حل النزاعات ومكافحة التمرد، ما فتح الأبواب أمام الجماعات المتطرفة للاستفادة من تفشي الوباء عبر سد الثغرات التي خلفتها الدول وتوظيف كل ذلك في إعادة إنتاج العنف.

فيما قالت رئيسة الأبحاث في المؤسسة، كاميلا روكا، في تصريحات نقلتها وكالة رويترز "لقد تم بالفعل دمج الأفكار المتعلقة بفيروس كورونا في خدمة دعاية المجموعات الجهادية مثل حركة الشباب الصومالية وبوكو حرام النيجيرية، وذلك للمساعدة في تبرير قضيتهم". وأضافت "إنهم يريدون تصوير أنفسهم على أنهم مقدمو خدمات، حيث تقوم حركة الشباب، على سبيل المثال، بافتتاح عيادات طبية، أما فرع تنظيم الدولة الإسلامية في جمهورية الكونغو الديمقراطية فيقوم بتوفير الأدوية".

كما أفاد التقرير أيضًا أن "إستراتيجية التعافي تحتاج إلى التأكيد على خلق وظائف مستدامة". وتتمثل الحلول في أن تقوم أفريقيا بتطوير صناعة لقاحات، والتي يمكن أن توفر الوظائف المطلوبة في مختلف القطاعات وتفي باحتياجات الرعاية الصحية الماسة. في حين قال الملياردير محمد إبراهيم الذي يرأس المؤسسة، وفق ما نقل عنه موقع يو أس نيوز "من خلال الدروس المستفادة من فيروس كورونا، يمكن لقارتنا بناء مستقبل أكثر استدامة وأكثر اعتمادًا على الذات وأكثر شمولًا"، وأضاف "لكن شباب أفريقيا، الذين هم مستقبل قارتنا، يجب أن يكونوا في قلب الخطة".

يضاف إلى الخسائر المتعلقة بالعنف في عموم أفريقيا بالتزامن مع جائحة كوفيد-19، خسارة الطلاب في أفريقيا حوالي 7 أشهر من الدراسة، ومع الأخذ في عين الاعتبار الوصول المحدود إلى التعلم عن بعد.كما ركز  التقرير على تزايد نقاط الضعف لدى النساء والفتيات، بما في ذلك تعرضهن للعنف القائم على النوع الاجتماعي. وكذلك، ما فرضه الوباء من تداعيات اقتصادية واجتماعية مثل ارتفاع نسب البطالة، والتي من المحتمل أن تخلق محفزات لعدم الاستقرار وانعدام الأمن وتهديد الأمن الغذائي في العديد من دول القارة. ففي عام 2020 كانت أفريقيا القارة الوحيدة التي شهدت زيادة مستويات العنف بشكل لافت مقارنة بعام 2019 (بحسب توصيف التقرير). فضلًا عن حصول اضطرابات في الممارسات الديمقراطية وفرض المزيد من القيود على الحريات المدنية وتراجع ثقة المواطنين في حكوماتهم، مما زاد من الخطر في انجذاب الشباب الأفريقي إلى الجماعات الإجرامية والإرهابية والمتطرفة، هذا بحسب  الإشارات الواردة في التقرير.

وكانت عدة تقارير سابقة نشرتها مؤسسات عالمية تناولت مسألة تزايد معدلات العنف في أفريقيا، ومنها ما نشره صندوق الأمم المتحدة للطفولة - يونيسيف في تشرين الأول/أكتوبر 2020 حول سوء المعاملة والعنف ضد الأطفال في أفريقيا، حيث ارتفعت نسبة طلبات المساعدة بأكثر من الثلث. وتحدث التقرير حول أن أزمة كورونا أدت إلى تعطيل خدمات الوقاية والاستجابة لمواجهة العنف ضد الأطفال.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

حملات مقاطعة إسرائيل مستمرة ودعوة "نزل القاطع" تتوسع في الأردن

تحركات عربية واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لمقاطعة إسرائيل