24-مارس-2023
getty

الخطة تهدف إلى تأجيل خيار الحرب العسكرية المباشرة (Getty)

مع تزايد النشاط العالمي للصين يتزايد الحديث عن إمكانية سيطرة بكين على تايوان خلال الأعوام المقبلة. وفي هذا الصدد نشرت صحيفة وول ستريت جورنال مقالًا للصحفية المتخصصة في الشأن الصيني سيمون غاو، بعنوان "الخطة أ للحزب الشيوعي الصيني للسيطرة على تايوان". 

الخطة الأساسية لا تقوم على الحرب بالأساس ولكن على الترهيب والتهديد واستمالة المعارضة، مما قد يجنب الوصول إلى حرب واسعة

تناولت فيه الكاتبة ملامح ومؤشرات ما وصفتها بخطة الحزب الشيوعي الصيني للسيطرة على تايوان وفق استراتيجية الاختراق والترهيب واستمالة المعارضة، وهي ما تعبر عنه الكاتبة بالخطة "أ" وتُعدّ أقلّ تكلفة من الغزو المباشر الذي يظلّ خيارًا مطروحا في حال فشل الاستراتيجية المتبعة حاليًا من طرف الصين في محاولة تركيع وإخضاع تايوان.

وبحسب المقال المنشور في صحيفة وول ستريت جورنال فإن آخر مؤشرين ضمن خطة "أ" للحزب الشيوعي الصيني تمثّلا في إنشاء بكين منذ بداية آذار/مارس الجاري  مكاتب تعبئة دفاع محلية في 10 مقاطعات على الأقل لمساعدة الحكومة في التحول إلى "حالة الحرب"، بالإضافة إلى مؤشر آخر أو خطوة ثانية هي قيام المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني العام الماضي بترقية 5 أمناء أحزاب إقليميين ليصبحوا أعضاء في المكتب السياسي المركزي للحزب، جميعهم متمرسون في مجال الدفاع.

getty

إلى جانب ما سبق، يضاف قانون الصين الجديد بشأن جنود الاحتياط والذي يؤجل سن التقاعد لضباط الاحتياط إلى 60 من 55، منذ 1 آذار/ مارس. بالإضافة إلى إنشاء مكاتب تعبئة دفاعية محلية في ما لا يقل عن 10 مقاطعات لمساعدة الحكومة على التحول إلى زمن الحرب. 

هذا لا يعني بالضرورة، حسب الكاتبة، أن الغزو العسكري لتايوان من طرف الصين بات وشيكًا، بل إن مثل ذلك الخيار سيكون هو الخطة البديلة للحزب الشيوعي الصيني "الخطة ب"، معتبرةً أن السيناريو الأكثر ترجيحا هو سيطرة أقل تكلفة على تايوان من خلال إستراتيجية حزبية اختُبرت بمرور الوقت تسمى "الجبهة المتحدة".

ومن المؤشرات الدالة على اتباع استراتيجية "الجبهة المتحدة" انتخاب وانغ هونينغ ، نائب رئيس المجموعة القيادية المركزية في تايوان، هذا الشهر، كرئيس للجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني - الهيئة الحكومية في بكين التي تقود الجبهة المتحدة. 

كما لفتت غاو في مقالها الانتباه إلى أن تكتيكات الترهيب الحالية للرئيس الصيني، كتحليق مقاتلاته بالقرب من تايوان، يمكن وصفها بأنها جزء من إستراتيجية الحزب في "استخدام الحرب لفرض السلام"، لأنها كفيلة بأن تعتقد "تايوان أن الحرب وشيكة إذا لم تنحن لإرادة الصين تحت قيادة شي جين بينغ".

الصين ظلت تستعد لهذه الحرب منذ عام 1949، وقد يحتاج الجيش إلى بضعة أشهر فقط للتعبئة قبل إطلاق الرصاصة الأولى

وفي حال فشلت استراتيجية "الجبهة المتحدة"، فمن المرجح، حسب كاتبة المقال، أن يلجأ الرئيس الصيني إلى القوة. وبخلاف أسلافه، حدد شي موعدًا نهائيًا للاستيلاء على الجزيرة، كما جاء في تقرير المؤتمر الوطني الـ19 للحزب الصادر عام 2017، إذ اعتبر عام 2049، الذي يوافق الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، موعدًا نهائيًا للاستيلاء على الجزيرة لتحقيق "التجديد العظيم" للأمة الصينية، وتقول الوثيقة نفسها إن "إعادة توحيد الوطن الأم" شرط أساسي لهذا التجديد.

وذكّرت الكاتبة، في نهاية مقالها، أن الصين ظلت تستعد لهذه الحرب منذ عام 1949، وقد يحتاج الجيش إلى بضعة أشهر فقط للتعبئة قبل إطلاق الرصاصة الأولى.