قال تقرير صادر عن النواب الجمهوريين في لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأميركي، اليوم الاثنين، إن إدارة الرئيس الديمقراطي، جو بايدن، أعطت أولويتها "لمظهرها" على حساب السلامة، وضللت الشعب الأميركي خلال "الانسحاب المميت" للقوات الأميركية من أفغانستان عام 2021، وفقًا لموقع الإذاعة الوطنية العامة الأميركية "NPR" الإلكتروني.
وبحسب "NPR"، فإن النائب الجمهوري الذي يقود اللجنة، مايكل ماكول، قال في تصريحات تلفزيونية، أمس الأحد: "كان من الممكن منع ذلك لو عملت وزارة الخارجية بموجب القانون، ونفذت خطة الإخلاء. لقد تركوا الرجال والنساء الـ13 عالقين ليلقوا حتفهم".
وانتقد الجمهوريون بشكل متكرر إدارة بايدن بسبب طريقة تعاملها مع "الانسحاب الفوضوي" من أفغانستان، حيثُ أدى هجوم انتحاري في آب/أغسطس 2021 إلى مقتل 13 جنديًا أميركيًا، بالإضافة إلى 170 أفغانيًا في مطار كابول المزدحم بحشود تهافتت لمحاولة الفرار من البلاد.
اتهم التقرير إدارة بايدن بإعطا أولويتها "لمظهرها" على حساب السلامة، وضللت الشعب الأميركي خلال "الانسحاب المميت" للقوات الأميركية من أفغانستان عام 2021،
وقال التقرير المكون من 345 صفحة، إن: "الأدلة تثبت أن قرار الرئيس بايدن بسحب جميع القوات الأميركية لم يكن قائمًا على الوضع الأمني، أو اتفاق الدوحة، أو نصيحة كبار مستشاريه للأمن القومي أو حلفائنا. بل كان مبنيًا على رأيه القديم الذي لا يقبل التغيير بأن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تبقى في أفغانستان".
وأضاف التقرير أن "إدارة بايدن/ هاريس اتخذت قرارها بإجلاء غير المقاتلين في وقت متأخر للغاية، إذ أمرت بذلك رسميًا في 16 آب/أغسطس 2021، وفشلت في تسهيل التواصل بين الإدارات في واشنطن والمسؤولين في أفغانستان، وأفسدت الإجراءات الورقية اللازمة لمغادرة المدنيين الأفغان المؤهلين لمغادرة البلاد".
وكان المرشح الجمهوري والرئيس السابق، دونالد ترامب، قد هاجم المرشحة الديمقراطية ونائبة الرئيس، كامالا هاريس، في الذكرى السنوية الثالثة للانسخاب الأميركي من أفغانستان، نهاية الشهر الماضي.
ورفض البيت الأبيض ادعاء سوء إدارة الانسحاب من أفغانستان، مشيرًا إلى أن ترامب كان قد بدأ الانسحاب خلال فترة ولايته، حيثُ أبرم صفقة مع حركة طالبان في عام 2020، الذي عُرف باسم اتفاق الدوحة، وزعم الجمهوريون في اللجنة أن الانسحاب الفوضوي قد "أضر" بالأمن القومي الأميركي.
وصدر التقرير قبل يوم واحد من المناظرة الرئاسية المرتقبة بين ترامب وهاريس، ووفقًا لـ"NPR"، فإن اسم هاريس ورد في التقرير 28 مرة، في مقابل ذكر اسم ترامب مرتين فقط.
وقال ماكول لشبكة "CBS News" إن "التوقيت (صدور التقرير) لم يكن موجهًا بدوافع سياسية"، وتابع متسائلًا: "لماذا هو مهم الآن"، قبل أن يضيف مجيبًا "لأن السياسة الخارجية على المحك. ما حدث بعد أفغانستان أثر على العالم".
وأشار الموقع الأميركي إلى أن النائب الديمقراطي من نيويورك، والعضو البارز في لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس، غريغوري ميكس، لم يكن مقتنعًا بالتقرير، وكتب في مذكرة أرسلها للديمقراطيين في اللجنة، اليوم الاثنين، أن الجمهوريين "لم يشركوا الأقلية في هذا التقرير، ولم يقدموا لنا حتى مسودة منه".
بذل الجمهوريون "جهودًا لتجنب الحقائق المتعلقة بالرئيس السابق (دونالد ترامب)" الذي بدأ الانسحاب في عام 2020
وأضاف بأن الجمهوريين بذلوا "جهودًا لتجنب الحقائق المتعلقة بالرئيس السابق (دونالد ترامب)" الذي بدأ الانسحاب في عام 2020، وأضاف في المذكرة أن النواب الجمهوريين في اللجنة "حاولوا التقليل من أهمية أو تحريف الحقائق" المتعلقة بالانسحاب من أفغانستان لأغراض سياسية، كما دافع ميكس في المذكرة عن طريقة تعامل بايدن مع الانسحاب من أفغانستان.
وأكد البيت الأبيض أن بايدن "ورث موقفًا لا يمكن الدفاع عنه" في بيان لـ"NPR"، وأضاف أن إنهاء الحرب، بدلًا من زيادة القوات الأميركية في أفغانستان، كان "الشيء الصحيح الذي يجب القيام به".
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، شارون يانج، في بيان، إن: "كل ما رأيناه وسمعناه عن أحدث تقرير حزبي لرئيس اللجنة ماكول يظهر أنه يستند إلى حقائق منتقاة، وتوصيفات غير دقيقة، وتحيزات سابقة شابت هذه التحقيقات منذ البداية".