14-سبتمبر-2021

كان ترامب من بين المشاهير الذين حظوا بمعاملة تفضيلية على فيسبوك (Getty)

ألتراصوت- فريق الترجمة  

كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، أن لدى فيسبوك برنامجًا ضخمًا يستثني الرياضيين والسياسيين وغيرهم من المشاهير والمؤثرين من عمليات مراقبة وضبط المحتوى وحظره حتى لو خالف قواعد الاستخدام، وذلك بحسب التقرير الاستقصائي المطوّل، من أجل تجنّب إثارة وسائل الإعلام والصحافة بشكل سلبي في حال حذف أو تقييد المحتوى على حساباتهم بشكل تلقائي عند رصد أي انتهاك.

من شأن هذا البرنامج أن يتيح لبعض المستخدمين انتهاك قواعد الاستخدام دون أي إجراء من إدارة المنصّة

ومن شأن هذا البرنامج أن يسمح لهؤلاء المستخدمين بانتهاك قواعد الاستخدام دون أي إجراء من إدارة المنصّة، رغم أنها انتهاكات يترتب عليها عادة إجراءات تصحيحية في حال ارتكبها مستخدمون عاديون.

هذا البرنامج الذي كشفت عنه وول ستريت جورنال يعرف باسم "إكس تشيك" (XCheck)، أو "كروس تشيك" (Cross Check)، وهو برنامج كان الهدف الأصلي منه ممارسة قدر أعلى من ضبط الجودة على عمليات إدارة المحتوى فيما يتعلق بحسابات المستخدمين المشاهير بحسب تقرير وول ستريت جورنال، حيث يفترض بالمنشورات التي تمر عبر البرنامج أن يتم مراجعتها من قبل موظفين محددين في الشركة يخضعون لتدريب خاص للتعامل مع محتوى هذه الحسابات، والتأكد من التزامها بقواعد الاستخدام. إلا أن ما كشف عنه التقرير يتحدث عن أن البرنامج قد استخدام لأداء مهمّة تتناقض تمامًا مع ما طوّر من أجله في الأصل، حيث قام بحماية أكثر من 5.8 مليون شخص خلال العام 2020، ولم تحوّل لعمليات التدقيق سوى 10 بالمئة من المنشورات التي يلزم مراجعتها وفق نظام "إكس تشيك"، بحسب وثيقة اطلعت عليها وول ستريت جورنال.

اقرأ/ي أيضًا: حملة واسعة لمقاطعة فيسبوك بسبب دونالد ترامب

ومن الحسابات التي حظيت بهذه الحماية بفضل هذا النظام، حساب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ودونالد ترامب الابن، وأعضاء مجلس الشيوخ إليزابيث وارين، وكانديس أوينز وغيرهم، إلا أن هذه أصحاب هذه الحسابات لم يكن لديهم اطلاع على أنهم يحظون بمعاملة تفضيلية من قبل أنظمة فيسبوك.

كان ترامب من بين المشاهير الذين حظوا بمعاملة تفضيلية على فيسبوك 

من جهتها أقرت شركة فيسبوك بالخلل الحاصل في النظام، وردّت على تقرير وول ستريت جورنال موضحة بأنها ستعمل على إعادة ضبط البرنامج وتعديله لأداء المهمّة التي يفترض به المساعدة بها في ضبط المحتوى والتقيد بقواعد الاستخدام في المنصّة والتي كانت تدّعي فيسبوك أنها تنطبق على جميع المستخدمين. إذ كان مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك، قد قال في وقت سابق إن "ثلاثة مليارات مستخدم على المنصّة يتمتعون بالقدر ذاته من المساحة المتاحة للنخب"، سواء النخب في عالم السياسة أو الفن أو الرياضة أو الصحافة، وأن معايير السلوك المقبول على المنصّة تنطبق على جميع، بصرف النظر عن مكانة الشخص أو شهرته.

اقرأ/ي أيضًا: أداء الأخبار المضللة على فيسبوك تفوّق على الأخبار "الحقيقية" بـ6 أضعاف

وقالت الشركة في رسالة أرسلها المتحدث الرسمي باسمها إن فيسبوك نفسها "قد اكتشفت هذه الثغرات الموجودة في نظام "كروس تشيك"، وأنها تعمل على معالجتها".

آندي ستون، مدير التواصل لشؤون السياسات في فيسبوك، علق على تقرير وول ستريت جورنال عبر حسابه الرسمي على تويتر، وقال إن هذا النظام معروف للعامة من قبل، حيث تم الكشف عنه عام 2018 في تدوينة رسمية للشركة، أوضحت فيها أن نظام "كروس تشيك" يوفر "مستوى إضافيًا من المراجعة" للحسابات التابعة للمشاهير والمؤثرين.

ويرى موقع "ذا فيرج" الأمريكي أن تقرير صحيفة الجورنال بالرغم من تسليطه الضوء على تفاصيل لا تصب بصالح الصورة العامة لشركة فيسبوك، والتي تلقت في الآونة الأخيرة العديد من الانتقادات على أعلى المستويات الرسمية في الولايات المتحدة وخارجها بسبب سياساتها التي يرى مختصون أنها تتساهل مع الأخبار المفبركة والمحتوى المتطرف، إلا أن معظم ما ورد في التقرير ليس مفاجئًا.

أقرت شركة فيسبوك بالخلل الحاصل في النظام، وردّت على تقرير وول ستريت جورنال موضحة بأنها ستعمل على إعادة ضبط البرنامج وتعديله

فلدى فيسبوك، بحسب "ذا فيرج" ، سياسات مفصلة تتعلق بإدارة المحتوى ومراقبته، إلا أنها لطالما أوضحت بأن هذه السياسات تطبّق بناء على تقدير المنصّة نفسها، بما يتيح التغاضي عن بعض التجاوزات التي قد تصدر عن بعض المشاهير والمؤثرين في حال كان حذف المحتوى سيؤدي إلى إشكالات أكبر. إلا أن تقرير وول ستريت جورنال، يكشف بما لا يدع مجالًا للشكّ، أن نفس الأنظمة التي تضعها فيسبوك، تسهم بشكل مباشر أو غير مباشر، ببقاء بعض الأشكال المحتوى المخالف لسياسات المنصّة نفسها وتحصينه من الحذف أو التقييد.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

بنقرة واحدة.. موقع إلكتروني "مرعب" يركّب صور النساء على مقاطع إباحية

مترجَم: أداء الأخبار المضللة على فيسبوك تفوّق على الأخبار "الحقيقية" بـ6 أضعاف